في لَخم: عَمَم، واسمه عديّ، وسُمّي بذلك لأنه أوَّل من اعْتمّ في قوم محمد بن حبيب. وهو عديّ بن نُمارة بن لَخْم، وسُمي: لَخْمًا، لأنه لَطِمَ، واللَّخمة: اللَّطمة، واسمه: مالك بن عديّ بن الحارث ابن مُرّة بن أُدَد.
وقد قيل: إِنهم من ولد قنص بن معد بن عدنان.
" ومن عَمَم هؤلاء: آل النُّعمان بن المنذر ".
" عُمَيّ ": وفي طيئ: عُمَيّ بن عمرو بن سِنِبس بن معاوية بن ثعل بن عمرو ابن الغوث بن طيئ.
ومن " ولد " عُمَيّ هذا: ذو الحَصِيرين، " وقد ذكرناه في غير هذا الموضع ".
" عُدُس ": في تميم: عُدُس بن زيد بن عبد الله بن دارم " بن مالك بن حنْظلة ابن مالك بن زيد مناة بن تميم ".
هذا قول الكَلْبي، وأبو عُبيد يخالفه، فيقول: " هو عُدُس، وكذلك ابن الإعرابي أيضًا يقوله بفتح الدال، وقول الكَلْبي أثبَت.
وأَصل العُدْس في اللغة: القُوَّة على السَّرَى، قال الشاعر يصف راعية:
عَدُوسُ السُّرَى لا يأْلف الكَرْمَ جِيدُهَا
فأما قولهم للبغلة، عند أرادة حَبسها: عَدَسْ، فإن الخليل ذكر أن " عَدس " اسم رجل، كان عنيفا بالبغال في أيام سليمان بن داود، ﵇، فإذا ذُكِر للبغال اسمه انزعجت، وأنها استمرت " في " طبائعها على ذلك وما أدري كيف هذا؟ فمن عُدُس " هؤلاء ": آل زُرَارَة، وهم رؤساء بني تميم، وزُرَارَة هو صاحب يوم أوارة مع عمرو بن هند، مُضرِّط الحجارة، وكان من حديث ذلك: أن المنذر بن ماء السماء، وماء السماء أمَّه، امرأة من النَّمِر، وهو المنذر بن امرؤ القيس، وقد استقصينا الكلام على أنسابهم وأخبارهم في كتاب " أدب الخواصّ "، فغنينا عنه في هذا الموضع. كان قد وضع ابنا له يقال له: مالك " ويقال: أسْعَد " عند زُرارة ابن عَدَس، وكان صغيرًا، فلما كبر خرج يوما يتصيَّد، فمرَّ بإبل لسُوَيد بن ربيعة بن زيد بن عبد الله بن دارم، وكانت عند سُوَيد بنت لزُرارة، فتعرَّضَ الغُلام لإبل سُوَيد ونَحر ذَكَرًا منها، فاستيقظ سُوَيْد، وكان نائما فشَدَخَ رأسه بعصا، فقتله وهرب إلى مكة، فحالف بني نوفل بن عبد مناف بن قُصيّ، فلما بلغ ذلك عمرو بن المنذر وهو عمرو بن هند، فاضت عيناه حُزنًا على أخيه، وهرب زُرارة، فطلبه عمرو فلم يجده، فوجد امرأة له حُبلى، فقال لها: ما فعل زُرارة الغادر الفاجر المُنتن؟ فقالت: إن كان والله ما علمته لَطيِّب العِرق، سمين المَرق، لا ينام ليلة يخاف، ولا يشبع ليلة يُضاف. فبَقَرَ بطنها. فقال قوم زُرارة له: والله ما أنت قتلتَ أخاه، فأْت الملك فأصْدِقهُ، فإنَّ الصدق ينفع عنده. فأتاه زُرارة فقال له: إني لم أقتل أخاك: والصِّدق أنجى. فصدّضقَه، وأمره أن يجيء بسُوَيد، فقال: قد لَحِقَ بمكة، قال: فولده، " فجاء بولده وأهله " فأمر بأحدهم أن يُقتَل، فجعل يتعلَّق بجدِّه زُرارة، فقال زرارة: يا بَعْضي سرِّح بعضًا، فذهبت مثلًا، وقُتلوا أجمعين، وآلى عمرو بن هند ليحرقن من بني دارم مائة رجل، فخرج يريدهم، وبعث على مُقدِّمته عمرو بن ثعلبة بن " مِلقط الطائي ". فوجد القوم قد نذروا به، فأخذ منهم ثمانية وتسعين رجلًا بأسفل أُوارة من ناحية البحرين، ولحقه عمرو بن هند، فضُربت له قُبة، وأمر بأُخدود فخُدّض لهم، وأُضرمت النار، حتى إذا تلظَّت قذف بالثمانية والتسعين فيها، فاحترقوا. وأقبل راكب من البراجم بم بني كُلْفة ابن حنظلة، وقد رأى الدُّخان، فأناخ بعيره، وأقبل فاستطعم، فقال عمرو: ممن أنت؟ قال: من البَراجم، قال عمرو: إنّض الشَّقيَّ راكب البَرَاجم، فذهبت مثلا. ورُمي في النار فاحترق. ثم عيَّرت العرب بني تميم بذلك فقيل في ذلك:
ألا أبلِغ لديك بني تَميمٍ ... بآية ما يُحِبُّون الطَّعَامَا
وأقام عمرو بن هند ثلاثًا لا يرى أحدًا، فتمَّم المائة بامرأة من بني النَهشَل. وقيل: إِنها ابنة ضَمرة بن جابر. أُخت ضَمرة بن ضَمرة.
ووجدتُ بخط أبي حاتم السَّجستانيّ، عن الأصمعي، قال: سَمِعَت امرأة زُرَارَة في الإسلام مؤذِّناُ يقول: أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدًا رسول الله. فقالت: ما لزُرارة لا أسْمع له ذكرًا؟.
وابنه حاجب بن زُرارة، ويُكنى أبا عِكْرشة، وكان اسمه زيدًا، وإنما سُمِّي: حاجبًا، لعظم حاجبَيه، في قول أبي اليقظان، وهو صاحب القوس الذي رهنا عند كِسْرى.
1 / 29