وحُلَيلَ بن حَبَيْشَة حَمُو قُصَيّ يقول الشعر أَيضًا، وأَنشدونا له:
حُمْسًا ولسنا نُهْزَةً للمَحْضر
الحُمْس، من قُريش وخُزاعة وكنانة، سُمُّوا بذلك لتنزيههم أنفسهم عن مهنة الأغمار، " وشرح خبرهم طويل ".
" حُبَشِيَّة ": وفي مُزَيّنة: حُبَشِيَّة بن كَعب بن عَبد بن ثَور بن هُذَّم ابن عُثمان بن عمرو بن أُدّ بن طابخة.
وأُم عثمان بن عمرو، وأوس بن عمرو: مُزَينة بن كَلب ابن وَبرة، فبها يُعرفون.
ومن حُبَشِيَّة هَؤلاء النُّعمان بن عَمرو بن مُقرّن بن عائذ ابن مِيجا بن هُجَير بن نَصر بن حُبَشِيَّة، كانت له صُحبة، ولاَّه عُمَر، ﵁، كسكر، وجُوخا، ثم ولاَّه قِتالُ الفرس بنهاوَند، " وكان على المُسلمين ممَّن غَزاها "، ويها استشهد، فبكى عليه عمر، ﵄، وإليه تُنسب قناطر النُّعمان بالجبل، وكان يُكنى: أبا عمرو، وأخوه: سُهيدٌ قُتل معه، ويُكنى أبا عَدِيّ.
" حُبَيَبُ ": في رَبيعة: حُبَيَبُ بن عمرو بن غَنم بن تَغلُب، واسم تَغلب: دثار.
منهم: المُلَّقب أُفننٌ، وهو صُريم بن مَعشَر بن ذُهل بن تيم ابن عَمرو بن مالك بن حُبيب القائل:
أَلا لَسْتُ في شَيء فروحًا مُعَاوِيَا ... ولا المُشْفِقاتُ إِذْ تَبِعْنَ الحوازيَا
فَطَأَ مُعْرِضًا إِنَّ الحتُوفَ كثيرةٌ ... وإِنك لا تُبْقِي بِنَفسك باقيَا
ولاَ خَيْرَ فيما يكذبُ المرءُ نفْسَه ... وتَقْوالهِ للشَّيء يا ليت ذالِيَا
لعمرك ما يَدرِي امرؤُ كيف يُتَّقي ... إِذا هو لم يَجْعَل له اللهُ واقيا
كفى حَزَنًا أَن يَرْحَل الرَّكْبُ غُدوةٌ ... وأُصْبِحَ في أَعلى إِلاهَةَ ثاويَا
وإلى حُبَيَبُ بن عمرو هذا جِماعُ أَكثر نَسب تغلب. " وإِنما أوردنا هذه الأبيات لاعتمادنا أَلا نُخلي فصلا من معلوم غير الأسماء، وبالله التوفيق ".
وفي النَّمِر: حُبَيَبُ بن الجَهْم.
وفي قُريش: حُبَيَبُ بن جَذيِمة بن مالك بن حِسْل " بن عامر ابن لُؤي ".
قال ابنُ حبيبَ: إِلا أَن حَسَّانَ ثَقَّلَهَا في الشِّعر، فقال:
من مَعْشَرٍ لا يَخْفِرون بذِمة ... للحارث بن حُبَيِّب بن سُخام
قال: وأَبو عُبيدة وعَوانة يقولان: سُحام، بالسين غير معجمة.
" حُبَيِّب ": وفي يَشْكُرَ: حُبَيِّب، " بالتَّشديد "، ابن كعب بن يَشْكُرَ بن بكر ابن وائل.
منهم: باعث بن صُريم بن أَسَد بن تَيم بن ثَعلبة بن غُبَر بن غبَر بن غَنْم ابن حُبَيِّب.
وإِنما سُمِّي " غُبَرٌ ": غُبرًا، لأَن غَنْمًا تَزوَّج أُمَّه وهي عجوز، فقيل له: ما أردت إليها؟ فقال: لعلِّى أَتغبَّرها غُلامًا، فولدت غُلامًا، فسمَّاهُ غُبَر، وأصل ذلك من تَبغَّر الحالب الضَّرع، إذ طلب غُبَر اللبن أي بقاياه.
وكان وائلُ بن صُريم ذا منزلة عن المُلوك، وكان مَفتوق اللسان حُلَوه، جميلا، فبعثه عمرو هند ساعيًّا على تميم، فأخذ الإتاوة منهم جميعا، فلم يبق غير بن أسيّد بن عمرو بن تميم، فأَتاهم لجمع النِّعم والشاءِ، وأَمر بإِحصائه، فبينما هو قاعد على بئر إِذ أَتاه شيخٌ منهم واغتفله فدفعه في البئر، واجتمعوا فرموه بالحجارة حتى قتلوه.
وتزعم بنو أُسيِّد أَنهم رموا معه كلبا ورجموهما حتى هُلكا، وهم يرتجزون:
يا أيُّها المَاتِحُ دَلوي دُونكَا ... إِني رأَيتُ الناسَ يَحْمدُونكَا
وبلغ الخبز أَخاه باعثا، فعقد لواءًا ونادى في بني غبر، وساروا إلى أن يقتلهم حتى تمتلئ الدَّلو، عند إدلائها في تلك البِئر، دما، فوقع بهم فلم يزل يقتل حتى أدلى أحدهم دلوا فرفعها وقد ملئت دما، وقال باعث في ذلك:
سائِلْ أُسيَّد هَلْ ثأَرْتُ بوائلٍ ... أَمْ هَلْ شَفَيْتُ النفسَ من بَلْبَالِها
إِذ أَرْسَلُوني ماتِحًا بدمائهم ... فملأَتُها عَلَقًا إِلى أَسْبالها
وخِمارِ غانيةِ عقدتُ برَأْسها ... أُصُلًا وكان مُنَشَّرًا بِشِمالها
وعقيلةِ يَسْعى عليها قائمٌ ... مُتَغَطرس أَبديتُ عن خَلخلها
وفوارسِ سُفْع الوُجوه بَوَاسِر ... كالأُسْد حين تذبُّ عن أَشْبالها
1 / 12