تخلف أضلاعه ثمَّ يقيض لَهُ سبعين تنينا لَو أَن أحدا مِنْهَا تفج فِي الأَرْض مَا أبقت شَيْئا فتنهشه وتخدشه حَتَّى يبْعَث لِلْحسابِ وَالْجمع بَين هَذِه الْأَخْبَار أَن الْعَذَاب يتنوع للْكفَّار
وروى ابْن أبي الدُّنْيَا فِي كتاب الْقُبُور عَن الشّعبِيّ قَالَ مر رجل بِقَبْر فَرَأى رجلا يمرح من الأَرْض فقيضه بِهِ رجل بمقمعة حَتَّى يغيب فِي الأَرْض ثمَّ يخرج فيفعل بِهِ فَبلغ ذَلِك للنَّبِي ﷺ فَقَالَ (ذَاك أَبُو جهل بن هِشَام يعذب إِلَى يَوْم الْقِيَامَة) // ضَعِيف //
وَأما قَوْله هَل يعرف الْمَيِّت قَرِيبه إِذا جلس قَرِيبا من قَبره وَيسمع قِرَاءَته فهما مَسْأَلَتَانِ إِحْدَاهمَا معرفَة الْمَيِّت بِمن نمى إِلَى قَبره وَثَانِيهمَا سَمَاعه لِلْقُرْآنِ وَلَكِن لَا معنى لتقييد ذَلِك بالقريب دون الْبعيد وَلَا بالبعيد دون الْقَرِيب وَلَا بِسَمَاع الْقِرَاءَة دون غَيرهمَا من سَائِر الْكَلَام وَنحن نبين ذَلِك فِي الْجَواب
أما معرفَة الْمَيِّت بِمن يزروه وسماعه كَلَامه فَهُوَ مُفَرع عَن مَسْأَلَة مَشْهُورَة وَهِي أَيْن مُسْتَقر الْأَرْوَاح بعد الْمَوْت فجمهور أهل الحَدِيث عل أَن الْأَرْوَاح على أقنية قبورها نَقله ابْن عبد الْبر وَغَيره وتورع فِي إِطْلَاق ذَلِك على أَرْوَاح الشُّهَدَاء قد ورد فِيهَا أَخْبَار ظَاهرهَا بِخِلَاف ذَلِك كَمَا سَيَأْتِي فِي الْجَواب عَن بعض هَذِه الْمسَائِل وَلَا شكّ أَن الْأَنْبِيَاء أعظم قدرا من الشُّهَدَاء فَلَا شكّ أَن لأرواحهم من الْفَضِيلَة فَوق مَا للشهداء وَأما سَائِر الْأَرْوَاح فمؤمن وَكَافِر فَروح الْكَافِر كَمَا مضى وَيَأْتِي فِي الْجَواب عَن بعض الْمسَائِل فِي غم وضيق وَحبس وكرب
1 / 77