136

Imtac Asmac Qeybta 1

إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع‏ - الجزء1

Baare

محمد عبد الحميد النميسي

Daabacaha

دار الكتب العلمية

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٢٠ هـ - ١٩٩٩ م

Goobta Daabacaadda

بيروت

المطر يوم بدر وبعث اللَّه السماء، فأصاب المسلمين ما لبّد الأرض ولم يمنع من السير، وأصاب قريشا من ذلك ما لم يقدروا أن يرتحلوا منه، وإنما بينهم قوز من رمل [(١)]، وكان مجيء المطر نعمة وقوة للمؤمنين، وبلاء ونقمة على المشركين. النّعاس الّذي أصاب المسلمين وأصاب المسلمين تلك الليلة نعاس ألقي عليهم فناموا حتى إن أحدهم [تكون] [(٢)] ذقنه بين ثدييه وما يشعر حتى يقع على جنبه، واحتلم رفاعة بن رافع ابن مالك حتى اغتسل آخر الليل. وبعث ﷺ عمار بن ياسر وعبد اللَّه بن مسعود ﵄ فأطافا بالقوم، ثم رجعا فأخبراه أن القوم مذعورين، وأن السماء تسحّ عليهم [(٣)] . بناء عريش رسول اللَّه وبني لرسول اللَّه ﷺ لما نزل القليب- عريش من جريد. وقام سعد ابن معاذ على بابه متوشح السيف. ومشى رسول اللَّه ﷺ على موضع الوقعة، وعرض على أصحابه مصارع رءوس الكفر من قريش مصرعا مصرعا، يقول: هذا مصرع فلان، و[هذا] [(٤)] مصرع فلان، فما عدا واحد منهم مضجعه الّذي حدّ له الرسول. وعدّل ﷺ الصفوف، ورجع إلى العريش فدخل ﷺ وأبو بكر ﵁، وأصبح ببدر يوم الجمعة السابع عشر، وقيل: الثامن عشر من رمضان قبل أن تنزل قريش، فطلعت قريش وهو يصفهم، وقد أترعوا حوضا. ودفع رايته إلى مصعب بن عمير فتقدم حيث أمره النبي ﷺ أن يضعها، ووقف ﷺ ينظر إلى الصفوف فاستقبل المغرب وجعل الشمس خلفه، وأقبل المشركون فاستقبلوا الشمس، فنزل ﷺ بالعدوة [(٥)] الشامية، ونزلوا بالعدوة اليمانية. فجاء

[(١)] القوز: الكثيب العالي من الرمل (المعجم الوسيط) ج ٢ ص ٧٦٦. [(٢)] زيادة للسياق. [(٣)] السّحّ: الصّب والسيلان من فوق (ترتيب القاموس) ج ٢ ص ٥٢٧. [(٤)] زيادة للسياق. [(٥)] العدوة: شاطئ الوادي وجانبه الصلب.

1 / 98