Labo Haween Ah Oo Ku Jira Hal Haweenay
امرأتان في امرأة
Noocyada
ومع ذلك كانوا يسمونها مراهقة، وحين كانت تقف في الشرفة لتستمتع بأشعة الشمس يتصور أبوها أنها تطل على الجار الأصلع، وحين تتأخر، أو تشرد، أو ترسم، أو تفكر، أو تستحم، أو تنظر في المرآة، فالسبب واحد، وهو الرجل. وقد أدركت من بعد أن رءوس الآباء والأمهات لا يشغلها إلا الجنس؛ ولهذا يتصورون أن أبناءهم وبناتهم على شاكلتهم.
في حفل عائلي كبير طرقعت فيه الصاجات، وترجرجت أجساد الراقصات، وجحظت عيون الرجال بالشهوة، وامتلأت البطون بالطعام والشراب، باعوها لرجل من الرجال مقابل ثلاثمائة جنيه. وسط الزهور والأنوار كان وجهها يطل على العالم شاحبا، وأمها تزغرد بذلك الصوت الحاد الذي يتقطع قرب النهاية كالنشيج المكتوم. وأبوها يسير مختالا بالبدلة الجديدة يتحسس من حين إلى حين الجيب الداخلي، حيث ترقد المحفظة المنتفخة بالمهر، والأطفال يجرون ويلعبون لكن عيونهم ترمق العروس فيتحسسون أعضاءهم من تحت ملابسهم في وجل وخوف، والرجال بسراويلهم وسيقانهم المعوجة يروحون ويجيئون مختالين بذكورة مترهلة نهمة كالمعدة المريضة، والنساء بفساتينهن اللامعة وعيونهن المنحلة من فوقها سحابة تخفي ذكرى زفاف أليم.
الفستان الحريري الأبيض، ضيق عند الصدر يخنق ثدييها، ويلتف عند الردفين وحول ساقيها عدة لفات وثنيات كالكفن، ويجرجر على الأرض في ذيل طويل، تتعثر فيه قدماها المتأرجحتان فوق كعب عال رفيع، تسير نحو «الكوشة» المحاطة بباقات الورد كقبر الجندي المجهول، ودقات الطبول في أذنيها بطيئة ثقيلة كدقات اللحن الجنائزي، ويدها الصغيرة الباردة في يد «العريس» الكبيرة أصابعه الغريبة حول أصابعها تلتف كأصبع القدر، وساقاها من تحت لفائف الكفن تتحركان ببطء كأنما تسير نحو كارثة مجهولة، وعيناها السوداوان مفتوحان شاخصتان إلى الأمام، ثابتتان في الفضاء على لا شيء.
كالصفعة القوية الحادة سمعت الباب وهو يغلق، والأصوات كلها انقطعت، والصور، ووجدت نفسها تجلس داخل عربة كعربات البوليس، عن يمينها رجل «أبوها» وعن يسارها رجل «العريس»، وجهاهما من الجانب مشدودان، وعضلاتهما مشدودة، وعيناهما شاخصة إلى الأمام تراقبها خلسة كعيون رجال البوليس.
وعند باب الشقة الجديدة تسلم العريس الوديعة من الأب، وانتقلت ملكية بهية شاهين من محمد شاهين إلى محمد ياسين. لكن أحدا من الرجلين لم يكن يدرك بعد أنها ليست بهية شاهين، وبالتالي لا يمكن أن تصبح بهية ياسين.
هي الوحيدة التي كانت تعرف، وحين انغلق الباب عليهما رفعت عينيها السوداوين المقتحمتين ورأت الشارب الأسود تعلوه نقطة بيضاء بلون المخاط، وشعر الصدر الكث الأسود تتخلله حبات عرق، وغابة الشعر أسفل بطنه، وتلك القفزة فوق السرير كقفزة قرد، ضحكت بصوت عال، فاتسعت عيناه في دهشة. سارت بخطوات بطيئة نحو الدولاب وفتحته فاندهشت هي الأخرى. قمصان النوم العارية من الصدر والظهر والبطن، والملابس الداخلية ذات الكرانيش والمخرمات والدنتلا، وزجاجات عطر، وعلب مساحيق بيضاء، وخضراء، وحمراء، وفرش للرموش وشباشب منبعجة إلى أعلى ومن فوقها وردة حمراء، وفوط حمام، وصابون تواليت، وبودرة إزالة الشعر، ومعجون إزالة الرائحة، وزيوت دهان وتدليك.
أدوات المرأة في حياتها الزوجية، كلها أدوات جنسية. تنتقل الفتاة من بيت أبيها إلى بيت زوجها فتتحول بقدرة قادر من مخلوق لا جنسي «بغير أعضاء جنسية» إلى مخلوق جنسي ينام ويصحو ويأكل ويشرب الجنس. يظنون ببلاهة غريبة أن الأعضاء التي بترت بالموسى يمكن أن تعود، أو أن الرغبة التي ذبحت وماتت وشبعت موتا يمكن أن تصحو.
ابتسم لنفسه في زهو، وأدرك أن تمنع الفتاة العذراء الجاهلة بالرجل. فاستمد من جهلها ثقته بنفسه فسار أمامها عاريا يتبختر مستعرضا رجولته. ضحكت مرة أخرى، فاشتعل الدم في عروقه بعدوانية الذكر، وانقض عليها كالوحش المفترس. رفسته بقدمها في بطنه فسقط على الأرض. فرك عينيه في دهشة وعدم تصديق، هذه القدم القوية لا يمكن أن تكون قدم أنثى، قدم الأنثى كما عهدها «من تجاربه مع المومسات» قدم صغيرة لينة، يستطيع أن يلويها بيد واحدة. أما هذه القدم فصلبة قوية كالقذيفة.
قال لنفسه الزوجة غير المومس، وأدرك أن تمنع العذراء يزيد ويشتد بمقدار طهارتها وجهلها بالرجل. تضاعف زهوه وتأكد أنه الغازي الأول، واطمأن إلى أنها لن تكتشف ضعفه فانقض عليها بوحشية أشد، فرفسته بقوة أشد.
بعقل الأزواج البطيء بدأ يدرك أنها ترفضه، فاتسعت عيناه في ذعر وصاح بصوت غاضب: كيف ترفضين؟
Bog aan la aqoon