توصلت السيدتان بسرعة إلى تفاهم كان مرضيا للطرفين، ووجدت الليدي ويلو ، على نحو أرضى بشدة كبرياءها، أن التلهف المندفع للسيدة الشابة قد غير الوضع بحيث غادرت الآن السيدة العجوز، رغم أنها قد جاءت إلى الفندق بتوجه شخص كان، إن جاز التعبير، يسعى من أجل الحصول على إحسان، بإحساس بهيج بالرضا عن الذات الذي يشعر به شخص كريم من على شخص آخر. ولم يكن تنازلها دون طائل، سواء على الجانب المادي أو المعنوي؛ فقد دفعت لها جيني بقليل من البذخ، كما أن النجاح الاجتماعي الفوري لجيني كان مثيرا لفخر الليدي ويلو باعتبارها من قدمت الأمريكية البارعة والمليئة بالحيوية جدا.
لقد كان الانطباع الذي تركته جيني لدى الرجال الشباب السريعي التأثر عاطفيا الذين قابلتهم تحت رعاية الليدي ويلو كبيرا، حتى إن الشائعة التي انتشرت بأنها ليس لديها مال لم تقلل من إعجابهم كلهم بها. لم يفتر اللورد فريدريك في تودده لها، وعاملها كما لو أنها أغنى وريثة عبرت المحيط لتتخلى عن ذهب تم الحصول عليه بطريقة مريبة في مقابل لقب حصل عليه أحد اللصوص في العصور الوسطى، كما لو كان يصنع مقارنة بين الشر القديم والحديث.
نظرت الليدي ويلو لتفضيل اللورد فريدريك لجيني باندهاش بهيج. وعلى الرغم من أنها لم تكن راضية تماما عن الفتاة التي في رعايتها، فقد كانت معجبة بها بشدة؛ لكنها لم تستطع معرفة لماذا يسعى الرجال وراء جيني بشدة، في الوقت الذي يجري فيه تجاهل فتيات أخريات، جميلات مثلها وأكثر جدارة منها بالاهتمام بكثير. لقد ألمحت بلطف إلى الفتاة في أحد الأيام أن زيارتها لإنجلترا ربما لن تكون، في النهاية، عديمة الجدوى.
قالت جيني: «لا أعتقد أنني أفهمك.» «حسنا، يا عزيزتي، بقليل من الكياسة من جانبك، أظن أن اللورد فريدريك بنجهام قد يعرض عليك الزواج.»
توقفت جيني، التي كانت ترتدي قفازها، ونظرت إلى الليدي ويلو، وفي عينيها تألق بهيج وحول أطراف ثغرها ابتسامة خجولة. «هل تتصورين أنني قد جئت إلى هنا من أجل أن أوقع بأحد النبلاء المساكين ... بإبداء بعض الكياسة؟ يا إلهي! كما لو أن الكياسة لها أي علاقة بهذا! أبدا، أبدا، أبدا، يا ليدي ويلو! أنا لن أتزوج إنجليزيا حتى إن كان آخر رجل على وجه الأرض.» «العديد من الرجال الإنجليز لطفاء جدا، يا عزيزتي.» هكذا قالت الليدي ويلو معترضة بلطف، ثم تنهدت بعمق؛ إذ تذكرت زوجها الذي، رغم كونه شخصا مستهترا على نحو يصعب إصلاحه، قد استحوذ على كامل حبها طوال حياته، وكان موضع أسفها الشديد الآن نظرا إلى أنه قد غادر عالما لم يقدر قط مواهبه؛ رغم أن ذلك، في تقدير السيدة الأرملة، كان يرجع بالكامل للعيوب التي لم يستطع السير دبنهام إخفاءها.
أضافت جيني على نحو مناقض لما سبق، بينما كانت تزرر قفازها: «ومع ذلك، أنا أعشق الحصول على لقب؛ أنا لا أعرف السبب في هذا. أعتقد أنه لا توجد أبدا امرأة في صميم قلبها تفضل النظام الجمهوري، وإذا كان للولايات المتحدة أن تنهار، فإن النساء هن من سيقمن بذلك، وسيقمن مكانه نظاما ملكيا. أنا ليس لدي شك في أن الرجال لن يدعونا نقيم إمبراطورية الآن إذا ظنوا أن هذا سيسعدنا.»
قالت الليدي ويلو: «ظننت أن جميعكن بالفعل ملكات هناك.» «أوه، نحن كذلك، لكن تلك هي المشكلة. هناك منافسة شديدة للغاية في مسألة الملكة؛ هناك الكثيرات منا للغاية، لذا، نتخلى عن لقبنا الملكي المشترك في مقابل الألقاب الأقل أهمية المتمثلة في الدوقات والكونتيسات وكل هذا.
إنه ليس بالأمر الهين، باعتقادي،
أن تصبحي ملكة متوجة ومطلقة.
أنا لا أقصد أن يكون هناك من ينازعك في ذلك.
Bog aan la aqoon