رد عليها كينيون: «أنا لست متأكدا على الإطلاق من هذا.» «ظننت أنها ربما ستبقينا في حالة من التوتر الشديد لأطول مدة ممكنة، ثم ستأتي في اللحظة الأخيرة وتقول إنها ستقبل العرض.»
قال كينيون: «إن فعلت، فلن أثق بها. سأعلمها أننا لن نعطيها الشيك إلا عندما نكون متأكدين من عدم استخدامها لما بين يديها من معلومات.» «هل تعتقد أن هذه ستكون طريقة آمنة للتصرف إن جاءت وقالت إنها ستأخذ المال مقابل عدم إرسال البرقية؟ ألا تعتقد أنه سيكون من الأفضل أن ندفع لها ونثق في كلمتها؟»
ضحك كينيون. «أنا لا أعتقد أنني سأثق كثيرا في كلمتها.» «هل تعلم أن لدي رأيا مختلفا فيها؟ أنا متأكدة أنها إذا قالت إنها ستفعل شيئا، فإنها ستفعله.»
رد كينيون: «أنا لا أعتقد هذا.» وأضاف: «أرى، على العكس، أنها يمكنها أن تطلب المال ومع ذلك ترسل البرقية.» «حسنا، أنا أشك أنها ستفعل ذلك. أعتقد أن الفتاة ترى بالفعل أنها تقوم بالشيء الصحيح، وتتصور أنها قد قامت بفعل لافت بطريقة ذكية جدا. إن لم تكن تتصف بما تطلق عليه «الأمانة»، فما كانت ستبدي انفعالا شديدا كما فعلت. أعتقد أنني أبديت انفعالا مؤسفا، لا مبرر له في واقع الأمر.»
رد كينيون بحرارة: «أنا متأكد من أنك لم تفعلي شيئا من هذا. في كل الأحوال، أنا متأكد من أن كل ما فعلته كان صحيحا على نحو تام؛ وأعلم أنك كنت محقة في أي شيء قلته.» «ليتني أستطيع الاعتقاد بصحة هذا.»
قال كينيون: «أريد أن أسألك سؤالا.»
لكن لم يعرف قط ماذا كان هذا السؤال. إنه لم يطرح على الإطلاق؛ وعندما سألت إديث لونجوورث عنه بعد مدة، كان قد ذهب كلية من ذهن كينيون. اهتزت السفينة البخارية، التي كانت تتقدم بثبات عبر الماء، فجأة، كما لو أنه قد ضربها زلزال؛ وكان هناك ثلاث خبطات هائلة، كالتي تتعرض لها زلاجة عندما تصادف فجأة قطع أشجار مخبأة في الجليد. قام كل من كينيون والآنسة لونجوورث على قدميهما على الفور. وكان هناك صخب لم يكن عاليا لانطلاق البخار، وقد رأيا سحابة تصعد من وسط السفينة، التي تتدفق على ما يبدو من كل فتحة يمكنها الخروج عبرها. ثم ساد الصمت. لقد توقفت المحركات، ومالت السفينة على نحو واضح إلى جانبها الأيسر. وعندما بدأت إديث لونجوورث في إدراك الموقف، وجدت نفسها قريبة للغاية من كينيون، ورأت أنها كانت تمسك ذراعه بكلتا يديها.
صاحت بانزعاج: «ما ... ما هذا؟»
قال كينيون: «هناك مشكلة ما.» ثم أضاف: «آمل ألا تكون كبيرة. هل لك أن تنتظري هنا للحظات حتى أذهب وأرى ما الأمر؟»
ردت، محررة ذراعه: «إن هذا غباء مني، لكنني خائفة بشدة.» «ربما من الأفضل ألا تتركي بمفردك.» «أوه، لا، لقد انتهى الأمر الآن؛ لكن عندما وقعت أولى تلك الصدمات الرهيبة، بدا لي أننا قد اصطدمنا بصخرة.»
Bog aan la aqoon