نظر إليها كينيون بارتياب.
قالت، وهي تومئ له بثقة: «أوه، نعم، كنت ستفعل ذلك.» ثم أضافت: «يجب ألا تغتر بنفسك - لأن السيد ونتوورث أخبرني كل شيء بشأن هذا الأمر - وترى أنك ما كنت ستفعل الشيء نفسه، إذا أردت أن أكتشف حقيقة الأمر منك. إن كل الرجال متشابهون عندما يتعلق الأمر بالنساء.» «هل هناك شيء يمكن أن أقوله لك، يا آنسة بروستر، يجعلك تتراجعين عن إرسال الرسالة إلى أمريكا؟» «لا، يا سيد كينيون. أعتقد أننا حسمنا هذا الأمر من البداية. أرى أنه لا توجد فائدة من الحديث إليك. سأعود إلى كتابي المثير جدا. طاب صباحك، يا سيد كينيون.»
شعر كينيون بفشل محاولته تماما مثلما شعر ونتوورث، وأخذ يتجول بتعاسة بطول سطح السفينة، واضعا يديه بعمق في جيبيه.
وعندما وصل إلى الجانب الآخر من السطح، التقى الآنسة لونجوورث التي كانت تمشي بمفردها. ابتسمت ابتسامة ترحيب ودية له، فالتفت وبدل خطوته لتناسب خطوتها.
وقال: «هل تسمحين لي بالسير معك لبضع دقائق؟»
كان ردها: «بالطبع، تفضل، ما الأمر؟ تبدو في غاية التعاسة.» «أنا ورفيقي في مشكلة كبيرة، ورأيت أنني يجب أن أتحدث معك بشأنها.» «إن كان هناك أي شيء يمكنني فعله لمساعدتك، فيسعدني بشدة فعله.» «ربما تقدمين اقتراحا مفيدا. كما تعرفين، إن تعامل رجلين مع امرأة واحدة أمر لا جدوى منه تماما.» «آه، من هي هذه المرأة ... إنها ليست أنا، أليس كذلك؟» «لا، ليس أنت، يا آنسة لونجوورث. يا ليتها كانت أنت؛ إذ حينها لن تكون هناك أي مشكلة.» «أوه، شكرا!» «إن الأمر كالتالي: عندما كنا في كيبيك - أعتقد أنني أخبرتك بهذا الأمر - أرسلت صحيفة «نيويورك آرجوس» رجلا لمعرفة ما أوردناه في تقريرنا الذي أرسلناه، أو كنا سنرسله، لشركة لندن سينديكيت.» «نعم، لقد أخبرتني بذلك.» «كان اسمه ريفرز. في واقع الأمر، عندما علمت هذه الصحيفة نفسها بفشل ريفرز في مهمته رغم سرقته للمستندات، نفذت خطة أكثر مكرا ، وكانت مبشرة بالنجاح. لقد أرسلت على متن هذه السفينة امرأة شابة معروفا عنها أن لديها مهارة في معرفة الأسرار التي يحاول الناس إخفاءها عن الجميع. تلك المرأة الشابة هي الآنسة بروستر، التي تجلس بجوار ونتوورث على الطاولة. يبدو أن القدر قد وقف إلى جانبها وجعلها تجلس بجواره. اقترب الاثنان أحدهما من الآخر، ولسوء الحظ أخبرها صديقي بالكثير عن مسألة المناجم، التي أعلنت عن اهتمامها بها. أو، بالأحرى، تظاهرت باهتمامها بونتوورث، مما جعله يتحدث؛ نظرا بالطبع إلى أنه كان يجهل الحقيقة. لا يوجد شخص في العالم أكثر حذرا من جورج ونتوورث، لكن الرجل لا يتوقع أبدا أن يظهر يوما حوار خاص له مع سيدة في صحيفة.» «من الطبيعي ألا يحدث هذا.» «رائع جدا، هذا هو الوضع. بطريقة ما، عرف ونتوورث أن هذه السيدة الشابة هي المراسلة الخاصة لصحيفة «نيويورك آرجوس». وتحدث معها عن ذلك، وكانت صريحة بشدة وقالت إنها هنا فقط من أجل معرفة مضمون التقريرين الخاصين بنا، وإنها بمجرد أن تصل إلى كوينزتاون، سترسل برقية تتضمن كل ما اكتشفته إلى نيويورك.» «يا إلهي! هذا أمر محير جدا. وماذا فعلتم؟» «لم نفعل شيئا حتى الآن، أو بالأحرى، يجب أن أقول إننا جربنا كل شيء يمكننا التفكير فيه، ولم نصل إلى شيء. ناشدها ونتوورث أن تتراجع عن مسعاها، وقد قمت بمحاولة بليدة لاستجدائها أيضا، لكنها لم تكن مجدية. أشعر بقلة حيلتي في هذا الأمر، وونتوورث محطم تماما بسببه.» «يا له من مسكين! أنا متأكدة من ذلك. دعني أفكر لبرهة.»
أخذا يسيران جيئة وذهابا بطول السطح في صمت لبضع دقائق. ثم نظرت لونجوورث إلى كينيون وقالت: «هلا تترك هذا الأمر لي؟» «بالتأكيد، إذا كنت من اللطف بحيث تظهرين أي اهتمام به.» «أنا مهتمة به بشدة. بالطبع، أنت تعرف أن أبي مهتم بشدة به أيضا؛ لذا، أنا على نحو ما أنوب عنه.» «هل لديك أي خطة؟» «نعم؛ خطتي ببساطة هي الآتي: السيدة الشابة تعمل من أجل المال؛ لذا، إذا استطعنا أن نعرض عليها أكثر مما تعطيه لها صحيفتها، فسرعان ما ستقبل، وإلا فسأكون مخطئة بشدة في نوعية النساء التي تنتمي إليها.»
قال كينيون: «آه، نعم، لكننا ليس لدينا المال اللازم، كما تعرفين.» «لا عليك؛ المال سرعان ما سيأتي. لا تشغل بالك كثيرا بشأنه. أنا متأكدة من إمكانية تنفيذ ذلك.»
شكرها كينيون، وعبر عن امتنانه بعينيه لا بلسانه؛ لأنه لم يكن سريع البديهة، وتركته حتى يمكنها التفكير في كيفية تنفيذ خطتها.
في ذلك المساء، كان هناك نقر على باب غرفة الآنسة جيني بروستر.
Bog aan la aqoon