19

Naag soo dhex-gashay

تدخل‎ امرأة

Noocyada

قال ونتوورث: «جون، أنت أكثر رجل أعرفه غلظة. لم ألاحظ ذلك على نحو خاص من قبل، ولكن يبدو لي أن سنوات وسنوات من العمل مع المعادن من كافة الأنواع؛ المعادن الصلبة والمتحجرة، تغير الإنسان. احذر أن تصبح مثل المعادن التي تعمل معها.» «حسنا، أنا لا أعرف شيئا أقل قابلية لترقيق الطباع من أعمدة الأرقام الطويلة. أعتقد أن الأرقام التي تعمل معها تسبب غلظة الطباع تماما مثل المعادن التي قضيت حياتي في العمل معها.» «ربما أنت محق في ذلك، لكن يجب أن تلقى فتاة بين ذراعيك قبل أن تعترف بوجود ذلك الشيء الذي يطلق عليه فتاة جميلة.» «إذا استطعت الحصول على كل المال الذي آمل أن أكسبه من منجم الميكا، فأتوقع أن الفتيات لن يلقين بأنفسهن بين ذراعي ، وإنما سيتهافتن على التقرب مني. إن المال عامل مهم في إغراء أي فتاة لقبول الزواج.»

قال ونتوورث بتمهل: «إنه بالطبع عامل مهم لإغراء أمها لقبول الزواج. أنا لا أعتقد أن حبيبتي ... أن الآنسة بروستر تفكر على الإطلاق في المال.» «ربما هي لا تحتاج إلى فعل ذلك، لكن لا شك أن هناك أحدا سيفكر في ذلك بالنيابة عنها. إذا كان أبوها مليونيرا، وقد كون، مثل الكثير من الأمريكيين، ثروته بنفسه، فيجب أن تثق في أنه سيفكر في الأمر بالنيابة عنها، وإذا اتضح أن الآنسة بروستر لا تفكر في هذا الأمر، فإن الثري العجوز سرعان ما سيعيدكما أنتما الاثنان إلى صوابكما. سيكون الأمر مختلفا لو كان لديك لقب كبير.»

رد ونتوورث: «ليس لدي أي لقب، فيما عدا لقب جورج ونتوورث، مراجع الحسابات، مع عنوان في لندن وشقة في ضواحيها.» «بالضبط؛ إذا كنت اللورد جورج ونتوورث أو حتى السير جورج أو ونتوورث بارون كذا أو كذا، فربما تكون لديك فرصة؛ أما في الوضع الحالي، فإن لقب مراجع حسابات لن يجعلك تنجح في مسعاك مع مليونير أمريكي أو ابنته.» «إنك فتى بائس وبارد وشديد الحرص.» «أنا لست أيا من ذلك على الإطلاق. أنا فقط أفكر بعقلانية، وأنت تفتقد هذا في هذه اللحظة. إنك لن تثق في أرقام أي كاتب حسابات دون أن ترى فواتيره. حسنا، يا صاح، أنت ليس لديك الفواتير؛ على الأقل، ليس حتى الآن، ولهذا أطلب منك أن توجه اهتمامك لما سنفعله في منجمنا؛ وإذا أخذت بنصيحتي، فلن تفكر بجدية في المليونيرات الأمريكيين أو بناتهن.»

انتصب جورج ونتوورث بسرعة؛ وذلك لأن السفينة مالت فجأة في تلك اللحظة، وما إن استطاع الحفاظ على توازنه، حتى كاد أن يفقده ثانية؛ لكنه كان خبيرا في مسألة التوزان هذه كما هو حاله مع الحسابات، وعلى الرغم من أن انتباهه كان في هذه اللحظة مركزا على الحفاظ على توازنه، نظر إلى رفيقه، الذي كان لا يزال يسند ظهره بهدوء على كرسيه، وعلى وجهه ابتسامة.

وقال: «كينيون، سأبحث عن فتاة أخرى.» «ألا تكفيك واحدة؟» «نعم، أريد اثنتين؛ واحدة لي والثانية لك. لا يمكن لأحد أن يتعاطف مع الآخرين إلا إذا وضع في نفس الموقف الذي هم فيه. جون، أريد بعض التعاطف، ولا أحصل عليه منك.»

قال كينيون بهدوء: «ما تحتاج إليه على نحو فوري هو العقلانية، وهذا هو ما أحاول أن أمدك به.» «أنت تفعل كل ما تستطيع في هذا الشأن؛ لكن الإنسان لا يحيا بالعقلانية وحدها. يأتي على الإنسان وقت يرى فيه أن العقلانية لا قيمة لها. أنا لا أقول إن هذا الوقت قد أتى علي بعد، لكني مصر على أن أجعلك في مزاج أكثر تعاطفا؛ لذا، سأسعى لأن أجد فتاة مناسبة لك.»

رد كينيون، بينما تركه صديقه وعبر إلى الجانب الآخر من السفينة متواريا عن الأنظار: «الأكثر احتمالا أنك ستبحث عن فتاتك.»

لم يعد كينيون للتفكير في حساباته بشأن المنجم عندما تركه صديقه. وأخذ يفكر في التطور السريع على نحو غريب للأحداث. وأمل ألا يأخذ ونتوورث الأمر بجدية شديدة؛ لأنه شعر بطريقة ما أن الآنسة بروستر من نوعية الفتيات التي ستتجاهله بعد أن تقتل الوقت معه في رحلة مملة. بالطبع، لم يكن يستطيع أن يقول هذا لصديقه، الذي من الواضح أنه كان معجبا بالآنسة بروستر، لكنه قال له أقصى ما يمكنه ليجعله يأخذ حذره.

قال كينيون لنفسه: «لو كانت مثل هذه الفتاة، ما كنت سأبدي أي اعتراض.» كانت هذه الفتاة المشار إليها فتاة تمشي على سطح السفينة بمفردها لمدة نصف الساعة بمهارة شديدة. إنها لم تكن جميلة مثل الفتاة الأمريكية، ولكن كانت بشرتها أجمل، وكانت هناك حمرة في وجنتيها تشير إلى أنها تنتمي لإنجلترا. إن فستانها لم يكن أنيقا ولا ملائما بشدة على جسدها مثل فستان الفتاة الأمريكية، ومع ذلك، كان ما ترتديه مناسبا للطقس والظروف، وكانت ترتدي قبعة من نوع تام أو شانتر بنية تغطي شعرها الأشقر. كانت تضع أطراف أصابع يديها في جيبي معطفها الأزرق القصير، وأخذت تمشي على السطح بخطى ثابتة وواثقة أثارت إعجاب جون كينيون. وكرر كلامه لنفسه قائلا: «لو كانت مثل هذه الفتاة، ما كنت سأبدي أي اعتراض. هناك شيء غض وأصيل بشأنها. إنها تذكرني بتلال جنوب إنجلترا البهيجة.»

بينما أخذت تمشي جيئة وذهابا، حاول شاب أو اثنان التقرب منها، لكن كان واضحا لكينيون أن الفتاة أعلنت صراحة لهما، على نحو مهذب بالقدر الكافي، أنها تفضل السير بمفردها، وقد رفعا لها قبعتي البحر الخاصتين بهما احتراما لها وتركاها.

Bog aan la aqoon