Boqortooyada Islaamka iyo Goobaha Barakaysan
الإمبراطورية الإسلامية والأماكن المقدسة
Noocyada
لما فتح رسول الله مكة ودخل الكعبة، ورأى جدرانها صورت عليها الملائكة نساء ذوات جمال، فأنكر هذه الصور لأن الملائكة ليسوا ذكورا ولا إناثا، وليس لهم في النفس التي تدرك المعاني المجردة صورة مادية، لذلك أمر النبي فطمست هذه الصور.
على أن للذين صوروها عذرهم الذي سبق بيانه، فالصورة المجردة لا يمكن أن تثبت في نفس السواد قائمة بذاتها، بل لا بد لها من جسد تستقر فيه لتحيا به في تصورهم كحياة الروح في الجسم.
ولقد رأينا المصورين الأوروبيين في القرن الخامس عشر والقرن السادس عشر يصورون الملائكة على نحو يقرب مما كان على جدران الكعبة، ولا يزال هذا شأن أهل الفن إلى يومنا. ذلك بأن الصورة المجردة لا يمكن أن تثبت أمام حواسنا إلا إذا اتخذت الصورة المادية لباسا لها تستقر عليه الحواس.
ودليل أكثر وضوحا على أن السواد لا يستطيع تمثل الصورة المعنوية إلا في صورة مادية، عبادة الأصنام، فهذه الأصنام كانت تعبد عند العرب، وعند غير العرب، على أنها صورة للإله على ما كان يتصورها أهل تلك العصور.
وليس بين المعاني التي تقوم بالنفس ما يسمو على كل صورة مادية كمعنى الألوهية السامي. مع ذلك عجز السواد في الماضي عن تصور هذا المعنى مجردا من المحسوسات المادية ، فاتخذوا من الفن وسيلتهم إلى تمليق هذا العجز في نفوسهم دون الاعتراف به صراحة وجهرا.
لهذا يضفي الناس على الأماكن المقدسة أروع صور الفن وأبدعها وأجملها.
ولهذا أوحت المعاني الدينية إلى الفن، وألهمت أربابه خير ما خلفوا للإنسانية من تراثهم البارع.
ولقد رأيت الشيء الكثير من هذا الفن حين تحدثنا عن مسجد النبي وقبة الصخرة، وعن كنيسة المهد وكنيسة القيامة.
وأنت ترى منه الشيء الكثير في المساجد والكنائس حيثما ذهبت من أنحاء العالم، ترى فن العمارة بالغا غاية عظمته وجلاله، وترى سائر الفنون متجلية في التماثيل والصور في الكنائس وفي السجاجيد والخط الجميل في المساجد.
ذلك لأن الفكرة العظيمة التي أقامت هذه المعابد الفخمة حركت الوجدان الإنساني للعناية بها عناية تتفق مع جلال هذه الفكرة وعظمتها. (3) نظرة المفكرين للتجسيد المادي
Bog aan la aqoon