Boqortooyada Islaamka iyo Goobaha Barakaysan
الإمبراطورية الإسلامية والأماكن المقدسة
Noocyada
وفي عهد السلطان عبد الحميد، في الثلث الأخير من القرن التاسع عشر، لوحظ أن المسجد بحاجة إلى العمارة بعد أن انقضى على عمارته أربعة قرون لم تحدث به أثناءها عمارة هامة. وقد كان المهندسون يهدمون جزءا من المسجد ويقيمون مكانه ما يحل محله، ثم يهدمون بعده جزءا غيره، حتى تمت عمارة المسجد كله فيما بين سنة 1265، وسنة 1277 وقد زيد في الجدار الشمالي ما كفى لبناء مخازن ومكاتب وأحواض للوضوء. وشيدت المئذنة المجيدية على طراز بالغ غاية الروعة والإبداع، وبلغت نفقات هذه العمارة ثلاثة أرباع المليون من الجنيهات المجيدية.
خطوط رائعة
وقد سجلت هذه العمارة من آثار الفن الإسلامي في بناء المسجد ما لا يزال حتى اليوم بهجة الأنظار، كتبت على جدران المسجد سورة الفتح، وأسماء الله الحسنى، وقصيدة البردية، وأسماء النبي - عليه السلام - بخط بالغ غاية الروعة والدقة الفنية. والخط العربي هو الذي حل محل التصوير والنقش، بعد أن حارب الإسلام التماثيل والصور. وقد قضى الخطاط العظيم عبد الله بك زهدي عشر سنوات في كتابة ما كتب على جدران المسجد من هذه الآيات الرائعة في عالم الفن.
هذه العمارة هي القائمة إلى اليوم، لم تزد عليها إلا بعض ترميمات في محاريبه وفي أرضه وفي عمده.
الروضة النبوية
على أن ما أشرت إليه من أمر المسجد لم يتناول القسمين الهامين فيه، أقصد القبر النبوي والروضة النبوية، والروضة هي الجزء الواقع من المسجد بين قبر رسول الله ومنبره، وذلك لما روي عنه - عليه السلام - أنه قال: «بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة.» والروضة تمتد اليوم إلى ما بعد منبر النبي ويطلق اسمها على كل القسم الذي به عمد مسجد النبي. وقد نقشت عمد الروضة بالأزهار، وقام على جانب منبر النبي محرابان آية في الدقة والجمال، وفرشت أرض الروضة بأثمن السجاجيد.
وتعتبر الروضة النبوية من أكثر الأماكن الإسلامية تقديسا، فكل من أم المسجد بدأ بزيارة القبر النبوي، ثم ذهب إلى الروضة يصلي فيها تحية المسجد، ويبقى إلى الفرض الذي يلي حضوره، وقد يبقى بها إلى أكثر من فرض، وهو يجد فيها المصاحف ودلائل الخيرات موضوعة على كراسيها، يقرأ فيها من شاء تبركا ومثوبة.
فأما القبر النبوي والحجرة النبوية، فموضع الإجلال والتقديس، يؤمهما الزائر لأول ما يدخل المدينة، كما يؤم الكعبة لأول ما يدخل مكة، ويتلو عندهما من الدعوات ما شاء الله أن يتلو، ويصلي في الروضة على مقربة منهما ما شاء الله أن يصلي. وجمال الحجرة والقبر في داخلهما يأخذ بالنظر، لكنهما يثيران في النفس من العبرة ما يزيدها للنبي العربي إجلالا وتقديسا.
لقد كانت هذه الحجرة آية في البساطة يوم دفن فيها رسول الله، كانت قبرا سوي على صاحبه عليه السلام، وظلت حجرة القبر على بساطتها إلى أن أمر الوليد بن عبد الملك بضمها، وضم بيوت أمهات المؤمنين إلى المسجد، عند ذلك أقام عمر بن عبد العزيز الحجرة فخمة لا تمت إلى بساطتها الأولى بأية صلة. ولقد أنكر أولو الورع من المسلمين ما حدث من ذلك، وعدوه بدعة، ورأوا فيه خروجا على الأسوة الحسنة.
لكن ذلك لم يغير شيئا من اتجاه المسلمين بعد إلى الناحية التي اتجه إليها الوليد بن عبد الملك، فقد تجدد بناء الحجرة بعد ذلك غير مرة، وفي كل مرة كانت عمارتها تزداد فخامة عن المرة التي سبقتها، ثم إن الحجرة كسيت كسوة مطرزة أجمل طراز، ثم جعلت الهدايا تهدى إليها، وفي مقدمتها قناديل الذهب والفضة، وقد بلغ وزن قناديل الذهب في وقت من الأوقات تسعة قناطير. كذلك أهديت للحجرة هدايا من الأحجار النفيسة، كان بينها حجر من الماس أطلق عليه اسم الكوكب الدري، قدرت قيمته بثمانمائة ألف جنيه ذهبا، وعلق تحت هذا الكوكب الدري كف من الذهب مرصع بالجوهر في وسطه حجر من الماس أصغر من الكوكب الدري، هذا إلى نفائس كثيرة لا تقدر بثمن.
Bog aan la aqoon