241

Iimaan

الإيمان: رواية تاريخية مصرية

Noocyada

ساتني :

وهل جعلتم لخشية الآلهة محلا، وأنتم تنتقمون من الناس، ولا تدعون للآلهة حسابهم وعقابهم؟ لم تعدون المقامع، وتقيمون المحارق، وتتخذون الجلادين لقطع الرقاب، وتشغلون المجرمين في المناجم تحت التراب؟ ألا إن الحقيقة أنكم لا تعتقدون بحياة أخرى بها ثواب وعقاب، ولو اعتقدتم بها لأوسعتم إلى الموت الخطى؛ لتحظوا بدار نعيم وملك لا يفنى.

رئيس الكهنة :

أي كابح في نظرك إذن للشهوات؟

ساتني :

خشية الشرائع والطمع في رضاء الناس.

رئيس الكهنة :

أو تظن أنهما كبحا جماح الأمة بالأمس بعد تدمير آلهتها؟ أترى القوم ردهم الطمع في رضاء الناس عن الطمع في أموالهم ونفوسهم؛ إذ سرقوا ما سرقوا وقتلوا من قتلوا؟ أم فعلوه طمعا في رضائك أنت؟ فهل أنت راض عما فعلوا؟

ساتني :

لا أدري ما أقول، فإن حجتك قوية، نعم إن قوما رسفوا أجيالا طويلة تحت نير الذل في قيود العبودية، حتى انحطت مداركهم وماتت نفوسهم، ليسكروا بخمرة الحرية إذا جاءتهم على غرة، فيركبون متن الشطط ويأتون أفظع الجرائم، ولكن أتريد أن تقضي عليهم لأجل ذلك بالبقاء في تلك القيود؟ انظر إلى الطفل الصغير وهو يتعلم الخطى على متكأ أما تراه إذا نزع المتكأ من بين يديه سقط، فهل أنت قائل بوجوب بقائه على هذا العماد حتى يموت؟

Bog aan la aqoon