Hogaaminta iyo Siyaasadda
الامامة والسياسة
فلما دخل عليه قال له الوليد: أين ولدك يزيد بن خالد؟فقال: قد أصابه من هشام ظفر، فخلى سبيله، ثم طلب فهرب، فكنا نراه عند أمير المؤمنين حتى استخلفه الله. فقال له الوليد: لكنك خلفته طلبا للفتنة. فقال خالد: قد علم أمير المؤمنين أنا أهل بيت طاعة أنا وأبي وجدي. فقال له الوليد: لتأتيني بابنك أو لأزهقن نفسك، فقال له خالد: هذا الذي تدور عليه، وهو الذي تريد؟والله لو ان ابني تحت قدمي ما رفعتهما لك، فاصنع ما بدا لك[ (1) ]. فأمر الوليد غيلان[ (2) ] صاحب حرسه بالبسط[ (3) ]عليه والأخذ له، وقال له: أسمعني صوته، فذهب به غيلان إلى رحله، فعذبه بالسلاسل والحديد، فلم يتكلم بكلمة، فرجع غيلان إلى الوليد فقال له: والله لا أعذب إنسانا لا يتكلم. فقال له: كف عنه واحتبسه، ففعل، فقام يوسف بن عمر فقال: أنا أشتريه بخمسين ألف ألف، فأرسل الوليد إلى خالد أن يوسف بن عمر قد سأل أن يشتريك بخمسين ألف ألف، فإن ضمنتها لأمير المؤمنين، وإلا دفعتك إليه. قال خالد: ما عهدنا العرب تباع، فدفعه إلى يوسف بن عمر، فنزع ثيابه، وألبسه عباءة وألحفه أخرى، وحمله على محمل ليس تحته وطاء، فبسط عليه وعذبه، وخالد لا يكلمه بكلمة، ثم ارتحل، حتى إذا كان ببعض الطريق عذبه يوما، ثم وضع المضرسة[ (4) ]على صدره، فقتله [ (1) ]في موقف الوليد بن خالد بن عبد الله ثمة أسباب منها:
-استرداد أموال كان خالد-فيما يظن الوليد-استصفاها لنفسه من خراج العراق.
-الدسائس التي حيكت ضد خالد من المقربين من الوليد والتي اتجهت إلى:
-استعداد خالد لخلع الوليد وتعاونه مع مناوئين للوليد في هذا الأمر.
-استعمال خالد للأموال التي أحرزها في دعم العلويين وبني هاشم وحركة بني العباس.
-اتهام خالد في أنه وراء خروج زيد بن علي ثم في خروج ابنه يحيى.
وكان على رأس المحرضين ضد خالد يوسف بن عمر الثقفي.
-وذكر-من جملة الأسباب-أن الوليد كان قد عزم على الحج ومن نيته أن يشرب الخمر على ظهر الكعبة، فلما بلغ ذلك جماعة من الأمراء اجتمعوا على قتله وتولية غيره من الجماعة، فحذر خالد الوليد منهم، فسأله أن يسميهم فأبى عليه فعاقبه عقابا شديدا.
-وفيما ذكر-أنه كان متهما في دينه وقد بنى لأمه كنيسة في داره (قاله ابن خلكان، وانظر ابن الأثير 3/404) .
-وثمة من يقول أنه غضب عليه وأساء معاملته إرضاء ليوسف بن عمر واليه على العراق.
[ (2) ]في الأخبار الطوال ص 347 سعيد بن غيلان.
[ (3) ]البسط عليه: التسلط عليه والإضرار به وإليه.
[ (4) ]المضرسة: حجر غليظ جدا خشن الوطء. وفي البداية والنهاية 10/20 أنه «كسر قدميه ثم ساقيه ثم فخذيه ثم صدره فمات» وانظر ابن الأثير 3/403 والأخبار الطوال ص 347.
Bogga 152