Hogaaminta iyo Siyaasadda
الامامة والسياسة
فتح الأندلس[ (1) ]
قال: وذكروا أن موسى[ (2) ]وجه طارقا[ (3) ]مولاه إلى طنجة وما لك، فافتتح مدائن البربر وقلاعها، ثم كتب إلى موسى: إني قد أصبت ست سفن، فكتب إليه موسى. أتممها سبعا، ثم سر بها إلى شاطئ البحر، واستعد لشحنها، واطلب قبلك رجلا يعرف شهور السريانيين، فإذا كان يوم أحد وعشرين من شهر آذار بالسرياني، فاشحن على بركة الله ونصره في ذلك اليوم، فإن لم يكن عندك من يعرف شهور السريان، فشهور العجم، فإنها موافقة لشهور السريان، وهو شهر يقال له بالأعجمية مارس، فإذا كان يوم أحد وعشرين منه، فاشحن على بركة الله كما أمرتك إن شاء الله، فإذا أجريت فسر حتى يلقاك جبل أحمر، وتخرج منه عين شرقية، إلى جانبها صنم فيه تمثال ثور، فاكسر ذلك التمثال، وانظر فيمن معك إلى رجل طويل أشعر، بعينيه قبل[ (4) ]، وبيده شلل، فاعقد له على مقدمتك، ثم أقم مكانك حتى يغشاك إن شاء الله. فلما انتهى الكتاب إلى طارق كتب إلى موسى: إني منته إلى ما أمر الأمير ووصف، غير أني لم أجد صفة الرجل الذي أمرتني به إلا في نفسي، فسار طارق في ألف رجل وسبع مائة، وذلك في شهر رجب سنة ثلاث وتسعين[ (5) ]، وقد كان [ (1) ]الأندلس: كانت قديما تعرف باسم إبارية ولعله على اسم شعب قوقازي كان يسكنها وعرفها النصارى باسم اشبانيا باسم رجل يقال له اشبانس، ويقول ابن الأثير باسم أحد ملوكها اشبان (3/205) . وقيل باسم قوم سكنها يعرفون بالأندلش، وهم الوندال الذين غزوها في أوائل القرن الخامس الميلادي، ومنذ ذلك الوقت أطلق عليها اسم فاندلوسيا (معجم البلدان-ابن الأثير) .
[ (2) ]كذا بالأصل وابن الأثير والبيان المغرب وفيهما أنه استعمل طارق على طنجة وما والاها (إشارة إلى أن موسى قد وصل إليها) ومعه جيشا 17 ألف من العرب واثني عشر ألفا من البربر، وأن موسى قفل إلى إفريقيا. وفي الحلة السيراء 2/333 أن مروان بن موسى قد توجه إلى طنجة، ثم انصرف وخلف على جيشه طارق بن زياد. (وانظر تاريخ خليفة ص 304 وفتوح البلدان للبلاذري ص 232) .
[ (3) ]هو طارق بن زياد، اختلفوا في نسبه. قال ابن بشكوال: هو طارق بن عمرو. وقال ابن عذاري: هو طارق بن زياد بن عبد الله بن ولغو بن ورفجوم بن نبرغاسن بن ولهاص بن يطوفت بن نفزاو. فهو نفزي. ذكر أنه من سبي البربر.
[ (4) ]القبل: له معان كثيرة، المعنى الأقرب هنا لعله: شبه الحول في العين.
[ (5) ]في البيان المغرب وابن الأثير: رجب سنة 92.
لم يكن حدث عبور طارق بن زياد إلى الأندلس حدثا عاديا أو وليد صدفة أو قرارا مفاجئا
Bogga 85