Hogaaminta iyo Siyaasadda
الامامة والسياسة
الأعرابي: إني لأحسبك مجنونا. قال الغضبان: اللهم اجعلني من خيار الجن.
قال الأعرابي: إني لأظنك حروريا. قال الغضبان: اللهم اجعلني ممن يتحرى الخير. قال الأعرابي: إني لأراك منكرا. قال الغضبان. إني لمعروف فيما أوتي.
فولى عنه وهو يقول: إنك لبذخ أحمق، وما أنطق الله لسانك إلا بما أنت لاق وعما قليل تلتف ساقك بالساق. فلما قدم[ (1) ]الغضبان على الحجاج قال له: أنت شاعر؟قال: لست بشاعر، ولكني خابر. قال أفعراف أنت؟قال: بل وصاف.
قال: كيف وجدت أرض كرمان؟قال الغضبان: أرض ماؤها وشل[ (2) ]، وسهلها جبل، وثمرها دقل[ (3) ]، ولصها بطل[والخيل بها ضعاف][ (4) ]، إن كثر الجيش بها جاعوا، وإن قل بها ضاعوا. قال: صدقت، أعلمت من كان الأعرابي؟قال:
لا، قال: كان ملكا خاصمك، فلم تفقه عنه لبذخك، اذهبوا به إلى السجن فإنه صاحب المقالة: تغد بالحجاج قبل أن يتعشى بك. وأنت يا غضبان قد أنذرك خصمك على نطق لسانك، فما الذي به دهاك؟قال الغضبان: جعلني الله فداك أيها الأمير، أما إنها لا تنفع[ (5) ]من قيلت له، ولا تضر من قيلت فيه. فقال الحجاج: أجل ولكن أتراك تنجو مني بهذا؟والله لأقطعن يديك ورجليك، ولأضربن بلسانك عينيك. قال الغضبان: أصلح الله الأمير، قد آذاني الحديد وأهون ساقي القيود، فما يخاف من عدلك البريء، ولا يقطع من رجائك المسيء. قال الحجاج: إنك لسمين. قال الغضبان: القيد والرتعة[ (6) ]، ومن يك ضيف الأمير يسمن. قال: إنا حاملوك على الأدهم[ (7) ]قال الغضبان: مثل الأمير أصلحه الله يحمل على الأدهم[ (8) ]والأشقر. قال الحجاج: إنه لحديد. قال الغضبان: لأن يكون حديدا[ (9) ]خير من أن يكون بليدا. قال الحجاج: اذهبوا به إلى السجن، قال الغضبان: فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهلهم يرجعون [ (1) ]في مروج الذهب: أخذ الغضبان فيمن أسر، ثم أدخل على الحجاج.
[ (2) ]وشل: قليل.
[ (3) ]دقل: من التمر أردؤه.
[ (4) ]زيادة عن مروج الذهب.
[ (5) ]في مروج الذهب: ما نفعت.
[ (6) ]الرتعة: الدعة والراحة.
[ (7) ]يريد بالأدهم هنا الحديد، شبه بالأدهم لسواده.
[ (8) ]يريد بالأدهم هنا الفرس الأدهم، والأشقر: الفرس الأبيض.
[ (9) ]حديدا: سريعا.
Bogga 43