Hogaaminta iyo Siyaasadda
الامامة والسياسة
وقال قائل: إبراهيم بن نعيم، ثم اجتمع رأيهم أن يقوم بأمرهم ابن حنظلة، وهرب عثمان بن محمد منهم ليلا فلحق بالشام، ثم أخذوا مروان بن الحكم وكبراء بني أمية، فأخرجوهم عن المدينة، فقالوا: الشقة بعيدة، ولا بد لنا مما يصلحنا، ولنا عيال وصبية[ (1) ]، ونحن نريد الشام. قال: فاستنظروا عشرة أيام، فأنظروا. ثم اجتمع رأي أهل المدينة أن يحلفوا كبراء بني أمية عند منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم لئن لقوا جيش يزيد ليردونهم عنهم إن استطاعوا، فإن لم يستطيعوا مضوا إلى الشام ولم يرجعوا معهم، فحلفوا لهم على ذلك، وشرطوا عليهم أن يقيموا بذي خشب[ (2) ]عشرة أيام، فخرجوا من المدينة، وتبعهم الصبيان، وسفهاء الناس يرمونهم بالحجارة، حتى انتهوا إلى ذي خشب، ولم يتحرك أحد من آل عثمان بن محمد، ولم يخرج من المدينة، فلما رأت بنو أمية ما صنع بهم أهل المدينة من إخراجهم منها، اجتمعوا إلى مروان، فقالوا: يا أبا عبد الملك ما الرأي؟قال: من قدر منكم أن يغيب حريمه فليفعل، فإنما الخوف على الحرمة، فغيبوا حرمهم، فأتى مروان عبد الله بن عمر، فقال: يا أبا عبد الرحمن، بلغني أنك تريد الخروج إلى مكة، وتغيب عن هذا الأمر، فأحب [ (-) ]فشل الخليفة يزيد أمام الأزمات الخطيرة التي واجهت حكمه وانغماسة (حسب الروايات) بالترف والمجون واستغراقه حتى العبث في حياته الخاصة ساهم في إذكاء روح المعارضة وتجرؤها على الإعلان عن نفسها.
-ضربه الرموز الإسلامية بمنتهى العنف، حيث رأى في اتباعه هذه السياسة مدخلا إلى إثبات حضوره السلطوي لكن هذا شجع المعارضة على المبادرة إلى اتخاذ موقف علني ضده.
-ثورة الحسين التي كانت السباقة إلى رفض الأمر الواقع والتي انتهت بمأساة دموية في العراق وأوقعت النظام الأموي في ارتباك شديد.
-حركة ابن الزبير التي استطاعت أن تستثمر النقمة المتزايدة على الحكم الأموي.
-وجود الوالي عثمان بن محمد بن أبي سفيان والذي وصفه بأنه غر قليل التجربة حديث السن وإخفاقه في التعاطي مع المستجدات الخطيرة في مكة والمدينة.
-محاولة أهل المدينة (الأنصار) إعادة التوازن الذي اختل منذ السقيفة، وهنا لا بد من الإشارة إلى أن دعوة ابن الزبير للمدينة لبيعته بعد مقتل الحسين لم يرافقها في المدينة كثير من الحماسة فقد انقسمت بين مؤيد له ومتحفظ ومتردد، لكن اللقاء مع ابن الزبير تمحور حول هدف كبير مشترك هو الإطاحة بالخليفة الأموي. وما تولي عبد الله بن حنظلة (من الأوس) ، (وهو ما سيرد بعد أسطر) إلا إشارة على التوجه الأنصاري لأهل المدينة. وهذا ما سيؤدي إلى استفراد المدينة في الحملة العسكرية التي استهدفتها.
[ (1) ]كانوا نحوا من ألف رجل (رواية الطبري) .
[ (2) ]ذو خشب: واد بالمدينة.
Bogga 230