Hogaaminta iyo Siyaasadda

Ibn Qutaybah d. 276 AH
172

وحيدا منفردا، وهم في أهل الأرض إن[ (1) ]باليت بهم أو استوحشت منهم، إني في ضلالهم الذي هم فيه، والهدى الذي أنا عليه، لعلى بصيرة ويقين وبينة من ربي، وإني للقاء ربي لمشتاق ولحسن ثوابه لمنتظر راج، ولكن أسفا يعتريني، وجزعا يريبني من أن يلي هذه الأمة سفهاؤها وفجارها، فيتخذون مال الله دولا[ (2) ]، وعباد الله خولا[ (3) ]، والصالحين حربا، والقاسطين[ (4) ]حزبا، وايم الله لو لا ذلك ما أكثرت تأليبكم[ (5) ]وجمعكم، وتحريضكم، ولتركتكم، فو الله إني لعلى الحق، وإني للشهادة لمحب، أنا نافر بكم إن شاء الله، فانفروا خفافا وثقالا، وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله، @QUR@ إن الله مع الصابرين .

مقتل علي عليه السلام

قال المدائني: حج ناس من الخوارج سنة تسع وثلاثين، وقد اختلف عامل علي وعامل معاوية، فاصطلح الناس على شبيب بن عثمان[ (6) ]، فلما انقضى الموسم أقام النفر من الخوارج مجاورين بمكة، فقالوا: كان هذا البيت معظما في الجاهلية، جليل الشأن في الإسلام، وقد انتهك هؤلاء حرمته، فلو أن قوما شروا أنفسهم فقتلوا هذين الرجلين اللذين قد أفسدا في الأرض، واستحلا حرمة هذا البيت، استراحت الأمة، واختار الناس لهم إماما. فقال عبد الرحمن بن ملجم المرادي لعنه الله: أنا أكفيكم أمر علي. وقال الحجاج[ (7) ]بن عبد الله الصريمي، وهو البرك: أنا أقتل معاوية. فقال أذويه[ (8) ]مولى بني العنبر، واسمه [ (1) ]في النهج: وهم طلاع الأرض كلها، ما باليت... أي لو كنت وحيدا وهم يملئون الأرض لقيتهم غير مبال بهم.

[ (2) ]الدول بضم ففتح جمع دولة بالضم أي الشيء يتداولونه بينهم يتصرفون فيه بغير حق الله.

[ (3) ]خول: عبيد (بالتحريك) .

[ (4) ]في النهج: والفاسقين.

[ (5) ]تأليبكم تحريضكم وتحويل قلوبكم عنهم.

[ (6) ]في الطبري شيبة بن عثمان. قال وبعث علي عبيد الله بن عباس وقيل عبد الله بن عباس وقيل قثم بن عباس. وبعث معاوية على الموسم يزيد بن شجرة الرهاوي فاختلفوا فيمن يحج بالناس وأبى كل من الاثنين أن يسلم لصاحبه فاصطلحا على شيبة بن عثمان بن أبي طلحة (الطبري 5/136 حوادث سنة 39) .

[ (7) ]في الأخبار الطوال: النزال بن عامر.

[ (8) ]في مروج الذهب والكامل للمبرد: زادويه، وفي الأخبار الطوال: اسمه عبد الله بن مالك الصيداوي.

Bogga 179