331

Imaamada iyadoo la eegayo Kitaabka iyo Sunnaha

الإمامة في ضوء الكتاب والسنة

قيل: ليس في لفظ الحديث ما يدل على هذا التأويل، بل هو مناقض لهذا؛ لأن أفضل المسلمين المتقين المحجلين هم القرون الأول ولم يكن لهم على عهد النبي صلى الله عليه وسلم سيد ولا إمام ولا قائد غيره، فكيف يخبر عن شيء بعد أن لم يحضر، ويترك الخبر عما هم أحوج إليه، وهو حكمهم في الحال ؟

ثم القائد يوم القيامة هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمن يقود علي ؟

وأيضا فعند الشيعة جمهور المسلمين المحجلين كفار أو فساق، فلمن يقود ؟

وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ”وددت أني قد رأيت إخواني“. قالوا: أولسنا إخوانك يا رسول الله ؟ قال: ”أنتم أصحابي، وإخواننا الذين لم يأتوا بعد“. قالوا: كيف تعرف من لم يأت بعد من أمتك يا رسول الله ؟ قال: ”أرأيتم لو أن رجلا له خيل غر محجلة بين ظهري خيل دهم بهم، ألا يعرف خيله“؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: ”فإنهم يأتون يوم القيامة غرا محجلين من الوضوء، وأنا فرطهم على الحوض“ الحديث.

فهذا يبين أن كل من توضأ وغسل وجهه ويديه ورجليه فإنه من الغر المحجلين، وهؤلاء جماهيرهم إنما يقدمون أبا بكر وعمر. والرافضة لا تغسل بطون أقدامها ولا أعقابها، فلا يكونون من المحجلين في الأرجل، وحينئذ فلا يبقى أحد من الغر المحجلين يقودهم، ولا يقادون مع الغر المحجلين؛ فإن الحجلة لا تكون إلا في ظهر القدم، وإنما الحجلة في الرجل كالحجلة في اليد(1).

Bogga 73