328

Imaamada iyadoo la eegayo Kitaabka iyo Sunnaha

الإمامة في ضوء الكتاب والسنة

وهذه الآية يحتج بها من ترد صدقته، لأن الله إنما أثنى على من آتى ماله يتزكى، وما لأحد عنده من نعمة تجزى، فإذا كان عنده نعمة تجزى فعليه أن يجزيها قبل أن يؤتي ماله يتزكى، فأما إذا آتى ماله يتزكى قبل أن يجزيها لم يكن ممدوحا، فيكون عمله مردودا، لقوله عليه الصلاة والسلام: ”من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد“(1).

الثالث: أنه قد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ”ما نفعني مال كمال أبي بكر“، وقال: ”إن أمن الناس علينا في صحبته وذات يده أبو بكر“، بخلاف علي رضي الله عنه فإنه لم يذكر عنه النبي صلى الله عليه وسلم شيئا من إنفاق المال، وقد عرف أن أبا بكر اشترى سبعة من المعذبين في الله في أول الإسلام، وفعل ذلك ابتغاء لوجه ربه الأعلى، لم يفعل ذلك كما فعله أبو طالب، الذي أعان النبي صلى الله عليه وسلم لأجل نسبه وقرابته، لا لأجل الله تعالى ولا تقربا إليه.

وإن كان "الأتقى" اسم جنس، فلا ريب أنه يجب أن يدخل فيه أتقى الأمة، والصحابة خير القرون، فأتقاها أتقى الأمة، وأتقى الأمة إما أبو بكر وإما علي وإما غيرهما. والثالث منتف بالإجماع، وعلي إن قيل: إنه يدخل في هذا النوع، لكونه بعد أن صار له مال آتى ماله يتزكى، فيقال: أبو بكر فعل ذلك في أول الإسلام وقت الحاجة إليه، فيكون أكمل في الوصف، الذي يكون صاحبه هو الأتقى.

Bogga 70