Imaamada iyadoo la eegayo Kitaabka iyo Sunnaha

Ibn Taymiyya d. 728 AH
177

Imaamada iyadoo la eegayo Kitaabka iyo Sunnaha

الإمامة في ضوء الكتاب والسنة

وأما تبوك فلا يحصى من شهدها، بل كانوا أكثر من ثلاثين ألفا. وأما حجة الوداع فلا يحصى من شهدها معه، وكان قد أسلم على عهده أضعاف من رآه وكان من أصحابه، وأيده الله بهم في حياته باليمن وغيرها. وكل هؤلاء من المؤمنين الذين أيده الله بهم، بل كل من آمن وجاهد إلى يوم القيامة دخل في هذا المعنى.

الفصل الرابع والعشرون

الرد على من ادعى الإمامة لعلي بقوله إنه اختص بفضيلة متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم دون غيره

قال الرافضي: "البرهان الرابع والعشرون: قوله تعالى: { يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين } [الأنفال: 64].

من طريق أبي نعيم قال: نزلت في علي. وهذه فضيلة لم تحصل لأحد من الصحابة غيره، فيكون هو الإمام".

والجواب من وجوه: أحدها: منع الصحة.

الثاني: أن هذا القول ليس بحجة.

الثالث: أن يقال: هذا الكلام من أعظم الفرية على الله ورسوله.

وذلك أن قوله: { حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين } [الأنفال: 64] معناه: أن الله حسبك وحسب من اتبعك من المؤمنين، فهو وحده كافيك وكافي من معك من المؤمنين. وهذا كما تقول العرب: حسبك وزيدا درهم.

ومنه قول الشاعر:

فحسبك والضحاك سيف مهند

وذلك أن "حسب" مصدر، فلما أضيف لم يحسن العطف عليه إلا بإعادة الجار، فإن العطف بدون ذلك، وإن كان جائزا في أصح القولين فهو قليل، وإعادة الجار أحسن وأفصح، فعطف على المعنى، والمضاف إليه في معنى المنصوب، فإن قوله: "فحسبك والضحاك" معناه: يكفيك والضحاك.

والمصدر يعمل عمل الفعل، لكن إذا أضيف عمل في غير المضاف إليه، ولهذا إن أضيف إلى الفاعل نصب المفعول، وإن أضيف إلى المفعول رفع الفاعل، فتقول: أعجبني دق القصار الثوب، وهذا وجه الكلام. وتقول: أعجبني دق الثوب القصار.

Bogga 178