Imaamada iyadoo la eegayo Kitaabka iyo Sunnaha

Ibn Taymiyya d. 728 AH
168

Imaamada iyadoo la eegayo Kitaabka iyo Sunnaha

الإمامة في ضوء الكتاب والسنة

الوجه الثاني: أن هذا معارض بما هو أشهر منه عند أهل التفسير، وهو أن الذي جاء بالصدق: محمد، والذي صدق به: أبو بكر، فإن هذا يقول طائفة، وذكره الطبري بإسناده إلى علي. قال(¬1): جاء به محمد وصدق به أبو بكر. وفي هذا حكاية ذكرها بعضهم عن أبي بكر عبد العزيز بن جعفر غلام أبي بكر الخلال: أن سائلا سأله عن هذه الآية، فقال له هو - أو بعض الحاضرين -: نزلت في أبي بكر. فقال السائل: بل في علي؟. فقال أبو بكر بن جعفر: اقرأ ما بعدها: { أولئك هم المتقون } إلى قوله: { ليكفر الله عنهم أسوأ الذي عملوا } [الزمر: 35] الآية، فبهت السائل.

الثالث: أن يقال: لفظ الآية عام مطلق لا يختص بأبي بكر ولا بعلي، بل كل من دخل في عمومها دخل في حكمها. ولا ريب أن أبا بكر وعمر وعثمان وعليا أحق هذه الأمة بالدخول فيها، لكنها لا تختص بهم. وقد قال تعالى: { فمن أظلم ممن كذب على الله وكذب بالصدق إذ جاءه أليس في جهنم مثوى للكافرين، والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون } [الزمر: 32، 33] الآية، فقد ذم الله سبحانه وتعالى الكاذب على الله والمكذب بالصدق، وهذا ذم عام.

والرافضة أعظم أهل البدع دخولا في هذا الوصف المذموم؛ فإنهم أعظم الطوائف افتراء للكذب على الله، وأعظمهم تكذيبا بالصدق لما جاءهم، وأبعد الطوائف عن المجيء بالصدق والتصديق به.

وأهل السنة المحضة أولى الطوائف بهذا؛ فإنهم يصدقون ويصدقون بالحق في كل ما جاء به، ليس لهم هوى إلا مع الحق.

Bogga 169