Imaamada iyadoo la eegayo Kitaabka iyo Sunnaha

Ibn Taymiyya d. 728 AH
154

Imaamada iyadoo la eegayo Kitaabka iyo Sunnaha

الإمامة في ضوء الكتاب والسنة

وحملهم في السفينة من أعظم الآيات. قال تعالى: { وآية لهم أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون، وخلقنا لهم من مثله ما يركبون } [يس: 41، 42] وقال: { ألم تر أن الفلك تجري في البحر بنعمت الله ليريكم من آياته إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور } [لقمان: 31]، فكيف يكون ذلك كله ليعي ذلك واحد من الناس؟.

نعم أذن علي من الآذان الواعية، كأذن أبي بكر وعمر وعثمان وغيرهم. وحينئذ فلا اختصاص لعلي بذلك. وهذا مما يعلم بالاضطرار: أن الأذن الواعية ليست أذن علي وحدها. أترى أذن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليست واعية؟ ولا أذن الحسن والحسين وعمار وأبي ذر والمقداد وسلمان الفارسي وسهل بن حنيف وغيرهم ممن يوافقون على فضيلتهم وإيمانهم؟

وإذا كانت الأذن الواعية له ولغيره، لم يجز أن يقال: هذه الأفضلية لم تحصل لغيره.

ولا ريب أن هذا الرافضي الجاهل الظالم يبني أمره على مقدمات باطلة؛ فإنه لا يعلم في طوائف أهل البدع أوهى من حجج الرافضة، بخلاف المعتزلة ونحوهم، فإن لهم حججا وأدلة قد تشتبه على كثير من أهل العلم والعقل. وأما الرافضة فليس لهم حجة قط تنفق إلا على جاهل أو ظالم صاحب هوى، يقبل ما يوافق هواه، سواء كان حقا أو باطلا.

ولهذا يقال فيهم: ليس لهم عقل ولا نقل ، ولا دين صحيح، ولا دنيا منصورة.

وقالت طائفة من العلماء: لو علق حكما بأجهل الناس لتناول الرافضة، مثل أن يحلف: إني أبغض أجهل الناس، ونحو ذلك. وأما لو وصى لأجل الناس، فلا تصح الوصية، لأنها لا تكون إلا قربة، فإذا وصى لقوم يدخل فيهم الكافر جاز، بخلاف ما لو جعل الكفر والجهل جهة وشرطا في الاستحقاق.

Bogga 155