عددهم أربعة آلاف أو يزيدون ، ومن المؤلفين ابن عقدة (1)، فإذا كانت الرواة عنه أربعة آلاف فكم كانت الرواية؟ واذا كان راو واحد يروي عنه ثلاثين ألف حديث فكم تكون رواية الباقين؟ وكم هي العلوم والمعارف التي اسندت إليه؟
وجملة القول أن الصادق عليه السلام إنما عرف بأنه مذهب تنتسب إليه الامامية والجعفرية ، لما انتشر عنه من العلم وحفظ منه من الحديث حتى أن اكثر ما في كتب الحديث الشيعية مروي عنه.
وما كانت الرواية عنه مقصورة على الشيعة بل أخذ عنه اكابر معاصريه من أهل السنة ، ومنهم مالك وأبو حنيفة والسفيانان وأيوب وابن جريح وشعبة وغيرهم ، بل أرجع ابن أبي الحديد فقه المذاهب الأربعة إليه ، كما في شرح النهج : ( 1 / 6 ).
وكان انتساب الشيعة إليه من عهده ، وهو القائل في وصاياه لأصحابه : فإن الرجل منكم اذا ورع في دينه وصدق الحديث وأدى الأمانة وحسن خلقه مع الناس قيل : هذا جعفري ويسرني ذلك ، وإذا كان على غير ذلك دخل علي بلاؤه وعاره وقيل : هذا أدب جعفر (2).
وكانت هذه النسبة معروفة في ذلك العهد حتى أن شريكا القاضي شهد
Bogga 187