178

ابن النديم في الفهرست ص 498 503 ، وأطال فيه الكلام وذكر له من الكتب والرسائل في مختلف العلوم لا سيما الكيمياء والطب والفلسفة والكلام شيئا كثيرا لا يكاد يتسع وقت الانسان في العمر الطبيعي لتأليفها ، نعم إلا لأفذاذ في الدهر منحوا ذكاء وفطنة مفرطين وانكبوا على الكتابة والتأليف ، وذكر أن له تآليف على مذاهب الشيعة ومن ثم استظهر تشيعه ولعل أخذه عن الصادق وائتمان الصادق به على هذا العلم شاهد على تشيعه.

وذكره في الذريعة في عداد مؤلفي الشيعة في 2 / 451 452 عند ذكره لكتابه ( الايضاح ) في الكيمياء.

ولو تصفحت شيئا من رسائله التي نشرها المستشرق « كراوس » لأيقنت بتشيعه وأخذه عن الامام الصادق ، لأنه أخذ عنه كإمام مفترض الطاعة متبع الرأي ، ولعرفت أنه لم يأخذ عنه الكيمياء فحسب ، بل الكلام وغيره.

وقد اكبر مؤلفو الاسلام منزلة جابر وعدوه مفخرة من مفاخر الاسلام ولا بدع فإن من تزيد مؤلفاته على ثلاثة آلاف كتاب ورسالة في مختلف العلوم ، وجلها من العلوم النظرية والطبيعية التي تحتاج الى زمن طويل في تجاربها وتطبيقها هذا عدا الفلسفة والكلام لجدير بالتقدير والإكبار وأن يكون مفخرة يعتز به.

وقد كبر على المستشرقين أن يكون عربي مسلم ومن أهل القرن الثاني للهجرة يمتاز بتلك الآراء السديدة وتكون نظرياته الاسس العامة التي قام عليها علم الكيمياء قديمه وحديثه ، فصاروا يخبطون في تعرضهم لكتبه كحاطب ليل ، فمرة يشكون في وجوده ، وتارة في زمانه ، واخرى فيما نسب إليه من تلك الكتب ، ورابعة في نسبة البعض مما يرويه عن استاذه الصادق عليه السلام ، وخامسة في التبويب والوضع والاسلوب لأنه لم يكن يعرفه أهل ذلك العصر ، الى غير ذلك ،

Bogga 181