البيان عن طبائع الأشياء والأمزجة والمنافع والمضار يرشدنا الى وجود هذا العلم لديهم ، ولقد جمع بعض علماء السلف شيئا كثيرا من كلامهم في ذلك وسماه « طب الأئمة » وإخال أن الكتاب لا وجود له اليوم ، غير أن المجلسي طاب ثراه يروي عنه كثيرا في بحار الأنوار ، كما يروي عنه الحر العاملي في الوسائل.
وكفى دلالة على علم الصادق بالطب ما جاء في توحيد المفضل من الأخبار عن الطبائع وفوائد الأدوية وما جاء فيه من معرفة الجوارح التي تكفل بها علم التشريح ، وسيأتي ما في بعض مناظراته مع الطبيب الهندي مما يدل على ذلك ، ويسع الكاتب أن يجمع كتابا فيما ورد عنه في خواص الأشياء وفوائدها ، وفي علاج الأمراض والأوجاع وفي الحمية والوقاية ، وهي متفرقة في غضون كتب الأحاديث ونحوها ، وربما لم يكشف عنها إلا العلم الحديث مثل مداواة الحمى بالماء البارد ، فإنه ذكروا له الحمى فقال عليه السلام : « إنا أهل بيت لا نتداوى إلا بإفاضة الماء البارد يصب علينا ».
ومثل وجوب غسل الفاكهة قبل الأكل ، قال عليه السلام : « إن لكل ثمرة سما فاذا أتيتم بها فأمسوها الماء واغمسوها في الماء ».
ونحن نحيلك على كتاب الأطعمة والأشربة من الوسائل : 3 / من 276 311 لترى الشيء الكثير من ذلك.
الجفر :
الجفر في الأصل ولد الشاة اذا عظم واستكرش ، ولعل مبدأ هذا العلم كان يكتب على جلد ولد الشاة فسمي به ، وعلم الجفر علم الحروف الذي تعرف به الحوادث المستقبلة ، وجاء عن الصادق عليه السلام أن عندهم الجفر وفسره بأنه وعاء من أدم فيه علم النبيين وعلم العلماء الذين مضوا من بني إسرائيل ، وجاء
Bogga 179