عليه ، ولا يسأل عمن يروي ما أملاه ، إلا أن يخبر هو أن ما أملاه عن آبائه عن جده الرسول صلى الله عليه وآله وسلم .
وما كانت تلك المدرسة التي خرجت ذلك العدد الجم مدرسة تريد أن تعلم العلوم للذكر والصيت والفخر والشرف ، وما كانت غاية تلامذتها إلا أن يتعلموا العلم للعلم وخدمة الدين والشريعة ، ومن خالف هذه السيرة أبعده الامام عن حوزته ، فكم طرد اناسا ولعن قوما خالفوه في سيرته وسريرته وما زالت عظاته وارشاداته تسبق تعاليمه ، أو تطرد مع بيانه.
تعاليمه لتلاميذه :
ما اكثر تعاليمه واكثر عظاته ونصائحه ، وستأتي لها فصول خاصة ، وإنما نذكر منها هاهنا ما يخص طلب العلم.
قال عمرو بن أبي المقدام (1): قال لي أبو عبد الله عليه السلام في أول مرة دخلت عليه : تعلموا الصدق قبل الحديث (2).
أقول : ما أثمنها نصيحة ، وما زال يوصي كل من دخل عليه من أوليائه بالصدق وأداء الأمانة ، ولا بدع فإن بهما سعادة المرء في هذه الحياة ، ووفرة المال والجاه ، والطمأنينة إليه ، والرضى به للحكومة بين الناس.
وأما إرشاده الى طلب العلم فما اكثر قوله فيه ، فتارة يقول عليه السلام : لست أحب أن أرى الشاب منكم إلا غاديا في حالين ، إما عالما أو متعلما ، فان لم يفعل فرط ، وإن فرط ضيع ، وإن ضيع أثم (3).
Bogga 136