173

Imaam Abu Xaniifa

الإمام أبو حنيفة طبقته وتوثيقه

في تواتر النصوص في كثرة تعبده ((الإمام الأعظم ذكر جمع من المعتبرين اجتهاده في العبادة))(1)، ((وقد ذكر مثل ما نقلنا مع زيادات دالة على شدة ورعه وجهده في التعبد صاحب ((الهداية)) في ((مختارات النوازل))، والذهبي في ((العبر بأخبار من غبر))(2)، والكفوي في ((أعلام الأخيار في طبقات فقهاء مذهب النعمان المختار))، والسيوطي في ((تبييض الصحيفة بمناقب الإمام أبي حنيفة))(3)، وابن خلكان في ((وفيات الأعيان))(4)، وغيرهم من المتقدمين والمتأخرين بحيث بلغ ذلك حد التواتر(5) المعنوي، ولم يبق فيه ريب لمن تأمل في الكتب المذكورة وغيرها، ولولا خوف الإطالة لسردت من الكتب المذكورة وغيرها من رسائل مناقبه ودفاتر التواريخ المعتبرة أضعافا مضاعفة، فإني قادر على ذلك بحول الله وقوته، ولكن خير الكلام ما قل ودل))(6).

* * *

فصل

في أصول مذهبه

((وأما إتباعه للأحاديث ولآثار خلاف ما يظنه الظانون أنه يقيس على خلاف الحديث فيدل عليه ما أورده السيوطي(7) عن الخطيب أنه أخرج عن أبي حمزة اليشكري، قال: سمعت أبا حنيفة يقول: إذا جاء الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم نذهب عنه إلى غيره، وأخذنا به وإذا جاء عن الصحابة تخيرنا، وإذا جاء عن التابعين زاحمناهم.

وأخرج أيضا عن ابن المبارك قال: قال أبو حنيفة: إذا جاء الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعلى الرأس والعين، وإذا كان عن الصحابة اخترنا قولهم، وإذا كان عن التابعين زاحمناهم.

Bogga 182