236

Iliyadha

الإلياذة

Noocyada

وكما تطير سحابة من الزرازير والعقاعق، وتصيح صيحات مفزعة، عندما ترى بازيا يقبل نحوها، يحمل الموت لصغار الطيور، هكذا أيضا، طار شباب الآخيين أمام أينياس وهكتور، يصيحون مفزعين مذعورين، وقد نسوا جميع أفانين القتال. وتساقط كثير من الأسلحة البديعة، هنا وهناك حول الخندق أثناء هروب الدانيين، غير أنه لم يكن هناك أي توقف عن الحرب!

الأنشودة الثامنة عشرة

«... وألقى في النار ببرونز صلب، وقصدير، وذهب ثمين، وفضة، وأقام سندانه، وأمسك بإحدى يديه مطرقته المتينة ، كما أمسك باليد الأخرى الملاقط ...»

كيف حزن أخيل على باتروكلوس، وكيف طلبت ثيتيس حلة حربية جديدة له من هيفايستوس، وكيف صيغت هذه الحلة؟

أخيل يعلم مصرع باتروكلوس!

هكذا قاتلوا كأنهم النار المستعرة، وذهب أنتيلوخوس - السريع القدمين - ليحمل النبأ إلى أخيل. فوجده أمام سفنه ذات القرون المستقيمة،

1

يتنبأ في قلبه بما حدث الآن، وقد انزعج غاية الانزعاج، فتحدث إلى روحه العظيمة الباسلة قائلا: «آه! ما أتعسني! كيف تقهقر الآخيون الطويلو الشعر ثانية صوب السفن، خلال السهل، في فوضى؟ لعل الآلهة لم تحدث محنا أليمة لنفسي، كما أخبرتني أمي ذات مرة فقالت لي: «إن خير رجل من الميرميدون سيغادر ضوء الشمس على أيدي الطرواديين، إبان حياتي!» حقا، لا بد أن ذلك الابن الجسور لمينويتيوس قد مات الآن. يا له من طائش! لا شك في أنني أمرته بالعودة ثانية إلى السفن، بعد أن ينتهي من النار النهمة، وألا يقاتل هكتور هكذا سريعا!»

وفيما كان يفكر هكذا - في عقله وقلبه - اقترب منه ابن الملك نسطور، وهو يبكي بدموع حارة، وأفضى إليه بالنبأ المحزن قائلا: «وا حسرتاه يا ابن بيليوس الحكيم القلب، مؤلم جدا ذلك الخبر الذي يجب أن تسمعه. ألا ليته لم يكن! فإن باتروكلوس يرقد ميتا، والقوم يتقاتلون حول جثته العارية، أما حلته الحربية فقد استولى عليها هكتور ذو الخوذة البراقة.»

هكذا تكلم، فغشيت سحابة من الكآبة نفس أخيل، فأخذ التراب القاتم بكلتا يديه، ونثره فوق رأسه، فلوث وجهه الجميل. وسقط الرماد الأسود فوق عباءته المعطرة، وانبطح على الثرى بشدة، بقدر قوته، وأخذ يشد شعره وينزعه بكلتا يديه. فصرخت الإماء - اللواتي كان أخيل وباتروكلوس قد استوليا عليهن سبايا - والألم يحز في أفئدتهن، وجرين من فورهن حول أخيل الحكيم القلب، وطفقن جميعا يلطمن صدورهن بأيديهن، وقد ارتخت ركبتا كل واحدة منهن تحتها. أما أنتيلوخوس، فقد راح يولول ويسكب الدموع، ممسكا بيدي أخيل، وهو يتأوه من قلبه، إذ خشي أن يقطع رقبته بالسيف رهيبا.

Bog aan la aqoon