223

Iliyadha

الإلياذة

Noocyada

13

وهما الرفيقان العظيمان لساربيدون،

14

والرماحان ابنا أميسوداروس، الذي ربى الخيمايرا الجبارة، جالبة الهلاك لكثير من البشر. وقفز أياس بن أويليوس، على كليوبولوس، وأمسك به حيا، مرتبكا وسط الحشد. وهناك أيضا جرده من قوته، إذ ضرب عنقه بسيفه البتار، فسرت السخونة إلى جميع النصل من دمه، وأغمض الموت المظلم عينيه، فلقي مصيره الرهيب. عند ذلك انقض كل من بينيليوس ولوكون على الآخر - في وقت واحد - برمحيها، فأخطأ كل منهما الثاني، ورمى كلاهما رمحه عبثا، ولكنهما عادا من جديد، فهجما بسيفيهما - في آن واحد - وضرب لوكون غريمه فوق قرن الخوذة - ذات الخصلة المتخذة من شعر الخيل - فتحطم السيف عند مقبضه، ولكن بينيليوس ضرب عنقه أسفل أذنه، فانغرس النصل كله، ولم يبق غير الجلد وتدلى الرأس جانبا، وارتخت الأطراف. أما ميريونيس فقد باغت أكاماس بخطى واسعة سريعة - بينما كان يعتلي عربته - وأصابه فوق كتفه اليمنى، فهوى من عربته، وخيمت غمامة فوق عينيه. ثم ضرب أيدومينيوس «أروماس» فوق فمه بطعنة من البرونز الذي لا يرحم، فمرق الرمح البرونزي إلى الداخل - أسفل المخ - وشق العظام البيضاء، وتساقطت أسنان أروماس، وامتلأت عيناه بالدم. وكذلك أخذ الدم يتدفق من فمه ومنخريه كلما فغر فاه، وغشيت عينيه سحابة سوداء من الموت.

وهكذا قتل كل قائد من قادة الدانيين غريما، وكما تهجم الذئاب الفاتكة على الحملان أو الجداء، منتقية إياها من بين القطعان إذ تتناثر وسط الجبال في غفلة من الراعي، فتبصر بها الذئاب، وفي الحال تخطف صغارها الضعيفة القلوب، هكذا أيضا هجم الدانيون على الطرواديين، فإذا بهؤلاء يوطدون العزم على الفرار المزري، وينسون شجاعتهم الثائرة.

وكان أياس العظيم دائم التلهف على قذف رمحه صوب خوذة هكتور البرونزية، ولكن هذا غطى كتفيه العريضتين بدرع من جلد الثور، وراح - بدهائه في الحرب - يراقب دوران السهام السريعة، وقذف الرماح. فعرف أن تيار النصر كان ينحرف حقا، ولكنه رغم ذلك صمد، وحاول جهده أن ينقذ زملاءه المخلصين.

وكما يحدث عندما تتجه سحابة من أوليمبوس مغادرة الهواء المقدس، نحو السماء، حين ينشر زوس العاصفة، هكذا أيضا انبعث صراخ الطرواديين وشغبهم وهم ينأون عن السفن، ولم يخطوا بنظام وهم يعبرون الخندق من جديد. أما هكتور فقد حملته جياده السريعة الأقدام بعيدا بعدته الحربية، وترك جيوش طروادة، التي حجزها الخندق العميق، على غير رغبتها. وفي الخندق قام كثير من الجياد التي كانت تجر العربات، بتحطيم مقدمات أذرع العربات، لتنطلق متحررة منها، ولكن باتروكلوس تعقبها، وهو ينادي بشدة على الدانيين، وقد أضمر الشر للطرواديين، بينما ملأ هؤلاء جميع الطرقات صياحا، إذ تحطمت صفوفهم، وارتفع مثار النقع عاليا حتى بلغ السحب. وجاهدت الخيول القوية الحوافر عائدة إلى المدينة من السفن والأكواخ، ولكن باتروكلوس أخذ يقود عربته إلى أكثر البقاع ازدحاما بالهاربين، وهو يصيح. وطفق الرجال يتساقطون بسرعة من عرباتهم تحت عجلاته، وقد انقلبت عرباتهم، ولكن الجياد السريعة - الجياد الخالدة التي أعطتها الآلهة لبيليوس هدية مجيدة - قفزت قدما عبر الخندق، وراح قلب باتروكلوس يحثه ضد هكتور؛ لأنه كان تواقا إلى إصابته، ولكن جياد هكتور السريعة ظلت تحمله بعيدا. وكما يحدث أن يشتد الضغط على الأرض السوداء كلها تحت وطأة العاصفة - في أحد أيام الحصاد - عندما يسقط زوس الأمطار بمنتهى العنف، كلما اشتد غيظه من البشر الذين يصدرون بالقوة أحكاما عوجاء في مكان الحشد، ويطردون العدالة خارجا، غير مكترثين لانتقام الآلهة، فتفيض جميع أنهارهم، وتشق السيول طريقها عميقا خلال تلال كثيرة، وتتدفق من الجبال بسرعة إلى البحر القائم بهدير عنيف، فتخرب الحقول التي فلحها البشر، مثل هذا العنف كان صهيل أفراس الطرواديين وهي تسرع إلى الأمام!

وبعد أن فرق باتروكلوس الكتائب الأولى، دفعها ثانية صوب السفن، دون أن يمكنهم من وضع أقدامهم في المدينة، رغم شوقهم، إذ هجم وسطهم بين السفن والنهر والجدار المرتفع، وقتلهم، فثأر للقتلى الكثيرين من زملائه. وضرب هناك أولا «برونوس» برمية من رمحه البراق، فوق صدره، في مكان كان عاريا بجانب حافة الدرع، وأرخى أطرافه، فسقط مرتطما بالأرض. ثم هجم على ثيستور بن أينوبس، وكان يجلس القرفصاء في عربته المصقولة. فقد كان باله مشتتا من الذعر، فأفلتت الأعنة من يديه، وعندئذ اقترب منه باتروكلوس، وضربه فوق صدغه الأيمن برمحه، ودفعه خلال أسنانه ، ثم جذب باتروكلوس الرمح فوق حافة العربة، كما يحدث تماما عندما يجذب رجل جالس على صخرة ناتئة سمكة مقدسة

15

من البحر إلى البر، بخيط وشص لامع من البرونز. هكذا أيضا جذب الرمح البراق ومعه ثيستور الذي كان فاغر الفم في العربة، وألقى به فوق الأرض منكفئا على وجهه، ففارقته روحه بمجرد أن سقط.

Bog aan la aqoon