162

Iliyadha

الإلياذة

Noocyada

وقتل ديوميديس، البارع في صيحة الحرب، «أكسولوس»، ابن ثيوثراس

1

الذي كان يقيم في أريسبي المتينة البناء، وكان رجلا واسع الثراء موفور المادة، محبوبا من الجميع ؛ لأن داره كانت على قارعة الطريق مفتوحة لجميع الضيوف. ومع ذلك فلم يخف أحد أولئك الضيوف الآن ليتصدى للعدو، ويدرأ عنه الهلاك المفجع! وقد أزهق ديوميديس روحه وروح خادمه «كاليسيوس» الذي كان يقود عربته في تلك الأثناء، فتردى كلاهما في الثرى.

ثم قتل «يوروالوس» كلا من «دريسوس» و«أوفيلتيوس»، وتعقب «أيسيبوس» و«بيداسوس» الذي حملت به الحورية «أبارباريا» من «بوكوليون» المنقطع النظير. وكان بوكوليون أكبر أولاد الملك «لاوميدون»، لكنه لم يتزوج الأم التي أنجبت بيداسوس، فبينما كان يرعى قطعانه، اضطجع مع الحورية في نوبة غرام، فحملت منه وولدت صبيين توءمين، كانا هما هذان اللذان سلبهما ابن ميكيستوس قوتهما، وعرى أكتافهما من الدروع أما «بولوبويتيس»

2

البارع في القتال، فقد صرع أستوالوس، كما قذف أوديسيوس رمحه البرونزي فقتل بيدوتيس القادم من بيركوتي، كما قتل تيوكير، أريتاون العظيم. وقتل أنتيلوخوس، ابن نسطور، أبليروس برمحه اللامع. وقتل أجاممنون، ملك البشر، أيلاتوس الذي كان يقطن في بيداسوس الوعرة، بالقرب من شواطئ نهر ساتنيويس الهادئ الجريان. وقتل المحارب «لايتوس» فولاكوس، وهو يفر أمامه، كما صرع «يوروبولوس» ميلانتيوس.

وقبض مينيلاوس، البارع في صيحة الحرب، على «أدراستوس» حيا؛ إذ تعثر جواداه وهما يعدوان في السهل، في غصن من الأغصان. ولما تحطمت العربة المقوسة عند طرف العريش، استمر الجوادان في عدوهما صوب المدينة؛ حيث كان الباقون يفرون في هرج ومرج، وتدحرج سيدهما من العربة إلى جانب العجلة، وسقط في الحال فوق الثرى منكفئا على وجهه. فأقبل إليه مينيلاوس، ابن أتريوس، حاملا رمحه الطويل الظل. وعندئذ أمسك أوراستوس بركبتيه وتوسل إليه بقوله: «خذني حيا، يا ابن أتريوس، واقبل فدية عظيمة، فإن في قصر والدي الواسع الثراء كنوزا عظيمة، من برونز، وذهب، وحديد مصنوع بالكد والتعب، ولو سمع والدي أنني حي في سفن الآخيين، لأعطاك فدية تفوق الحصر!»

هكذا قال، محاولا إثارة شفقة الآخر في قلبه، ولكن - للأسف - بينما كان مينيلاوس على وشك أن يسلمه لخادمه كي يقوده إلى سفن الآخيين السريعة، إذ بأجاممنون يهرع لمقابلته، ويعاتبه بقوله: «هيا يا مينيلاوس ، يا طيب القلب، لم تهتم هكذا بالناس؟ هل أحسن الطرواديون معاملتك في بيتك؟ إذن فلا تتركن أحدهم يفر من الهلاك التام على أيدينا، ومن جبروتنا وقتالنا. حتى الطفل الذكر الذي تحمله أمه في أحشائها جنينا، لا تدعه يهرب! أهلك الجميع معا خارج طروادة، دون أن يجدوا من يبكيهم أو يهتم بهم!»

هكذا قال ذلك المحارب، فحول فكر أخيه، إذ كان سديد الرأي؛ ومن ثم دفع مينيلاوس بيده المحارب «أدراستوس» بعيدا عنه، فضربه الملك أجاممنون في جنبه، فترنح إلى الوراء، وداس ابن أتريوس بقدمه على صدره، وجذب الرمح الدرداري.

وعلى أثر ذلك صاح نسطور بأعلى صوته، مخاطبا الأرجوسيين بقوله: «أيها الأصدقاء، أيها المحاربون الدانيون، يا خدم أريس، لا تدعوا الآن أي رجل يتخلف وراءنا طمعا في الغنيمة، كي يعود إلى السفن حاملا أعظم مئونة، كلا، دعونا نصرع الرجال، ثم بعد ذلك تجردون أجسادهم الملقاة على السهل دون حراك، من دروعهم.»

Bog aan la aqoon