Thestor »، الذي يفوق أبرع العرافين، ويعرف كل الأشياء الموجودة، والتي ستكون، والتي كانت من قبل ... وهو الذي قاد سفن الآخيين إلى «إليوس
Ilios »
20
بقوة العرافة التي منحه إياها الإله «أبولو» وبنية حسنة خاطب حشدهم، وقال في وسطهم: «أي أخيل، يا حبيب زوس، إنك تأمرني بأن أعلن سبب غضب أبولو، الذي يضرب من بعيد. وعلى ذلك سأتكلم، ولكن هل لك أن تفكر، وتقسم بأنك مستعد بقلبك أن تحميني بالكلام وبقوة اليد؛ لأنني أعتقد أنني سوف أغضب رجلا يحكم ببأس على جميع سكان «أرجوس»، ويطيعه الآخيون؛ لأن الملك يصبح أشد بطشا عندما يغضب من رجل أشد ضعة. ولو حدث أنه عن غضبه يوما واحدا، فإنه سيكتم غله في قلبه حتى ينفذ كل شيء. إذن فكر، إذا كنت ستحميني.»
رأس تمثال مشهور للإله «أبولو»، من صنع الفنان الإيطالي «برنيني».
فأجابه أخيل، السريع القدمين، قائلا: تشجع، وأفصح بما تعرفه من نبوءة مهما كانت، لأنه - وعمر أبولو، حبيب زوس، الذي تصلي إليه يا «كالخاس»، وتعلن النبوءات للدانيين - لا أحد، طيلة حياتي وتمتعي بالبصر على الأرض، سوف يمسك بسوء بجانب السفن الخاوية. لا أحد من جميع جيش الدانيين ، حتى ولو كنت تعني أجاممنون، الذي يعلن الآن أنه يفوق أفضل الآخيين.
عندئذ تشجع العراف البريء وتكلم قائلا: «إذن، فليس الأمر من جراء نذر يوبخنا عليه، ولا ذبيحة مائة ثور، ولكن بسبب الكاهن الذي أهانه أجاممنون، والذي لم يطلق سراح ابنته ولم يقبل الفدية. لهذا السبب، فإن الرب الذي يضرب من بعيد، قد صب عليكم ويلاته. وسيظل يصبها، ولن يوقف الطاعون المقيت عن الدانيين إلا إذا رددنا الفتاة البراقة العينين إلى أبيها، دون ثمن، ولا فدية، وقدنا ذبيحة مقدسة من مائة ثور إلى «خروسي»، عندئذ يمكننا أن نهدئ من غضبه ونرضيه!»
وجلس العراف بعد أن قال هذا، فنهض في وسطهم المحارب ابن أتريوس، أجاممنون الواسع السلطان، يتميز غيظا، ويفيض قلبه الأسود حنقا، وتتقد عيناه كالنار المتأججة، وبادر فوجه كلامه إلى «كالخاس»، وكانت ملامحه تنذر بالخطر، فقال: «يا عراف السوء، لم يحدث قط أن أخبرتني بشيء حسن؛ فالتنبؤ بالشر دائما حبيب إلى قلبك. ولم يسبق أبدا أن نطقت بكلمة طيبة، ولا قمت بتنفيذها. والآن وسط حشد الدانيين تنطق بنبوءاتك، وتعلن مؤكدا أنه لهذا السبب يصب الرب الذي يضرب من بعيد ويلاته عليهم؛ ولهذا فلن أقبل الفدية العظيمة من أجل الفتاة، ابنة خروسيس، أنا أشد إصرارا على الاحتفاظ بها في بيتي؛ لأنني، كما تعلم، أفضلها على «كلوتمنسترا
Clytemnestra »، زوجتي الشرعية، حيث إنها لا تقل عنها في شيء، لا في الشكل ولا في القوام، ولا في العقل، ولا بأية حال في الأعمال اليدوية، ولكنني، بالرغم من ذلك، سأعيدها، إذا كان الخير في ذلك، فإني أوثر سلامة القوم على هلاكهم، ولكن هل لك أن تعد لي فورا غنيمة أخرى بدلا منها، حتى لا أكون الوحيد بين أهل أرجوس بدون غنيمة، حيث إنه لا يليق، وأنتم جميعا ترون هذا، أن تؤخذ غنيمتي مني!»
وردا على ذلك، قال أخيل العظيم السريع القدمين: «يا ابن أتريوس الأمجد، يا من تفوق جميع الناس جشعا، كيف يعطيك الآخيون الطيبو الروح غنيمة؟ ليست هذه ثروة موجودة في الخزانة العامة، ولكن كل ما أخذناه بالسلب من المدن قد قسم إلى أنصبة، ولا يليق استردادها ثانية من القوم إطلاقا. فهل لك أن تعيد الفتاة بأمر الرب، ولسوف نعوضك عنها، نحن الآخيين، ثلاثة أضعاف وأربعة، إذا منحنا زوس أن نظفر بأسلاب مدينة طروادة المتينة الأسوار»؟ «كلوتمنسترا» زوجة أجاممنون، كما صورها الفنان «جون كوليير» في هذه اللوحة المعروضة بمتحف «جيلدهول».
Bog aan la aqoon