212

وقد شاعت هذه الطريقة في بلاد المغرب، ونظموا فيها الموشحات المعروفة بالملاعب بالشعر العامي وأبدعوا في بعضها إبداعا يكاد يلصقها بالشعر الفصيح كملعبة الكفيف المكناسي في السلطان أبي الحسن المريني.

99

هذا جل ما يمكن إيراده بالإيجاز عن ملاحم العرب، وهي كما ترى جامعة بين أعلى طبقات الشعر وأدناها.

الحقيقة والمجاز

التشبيه والكناية والاستعارة

نظر هوميروس إلى الحقائق نظرة الباحث الخبير، فتجلت له من وراء حجاب الخيال، وأمعن في أحوال الطبيعة حسيها ومعنويها، فبرزت له بأبهى مظاهرها، فاستوحى قيانه، فأوحين إليه وحي الآلهة للأنبياء.

عمد إلى الرسم غير متكلف ولا متأنق والصدق مرماه، والبداهة دليله فسلك سبيلا عدلا غير ذي عوج، فما تعثر ولا أضلته المجاهل.

رأى أن الحقيقة في غنى عن التستر والتبرج، فذلك يخفي جمالها، وهذا يشوب كمالها، فأبرزها على فطرتها فإذا بها فتانة للقلوب، خلابة للبصائر.

علم أن معارضة الأشباه والنظائر من مزيلات الأوهام المقربات إلى الإفهام فأكثر من التشبيه والمقابلة حتى ألم بكل أحوال البشر، وسائر المخلوقات، وإن أحسن شيء في تشبيهاته حلولها جميعا محلها، فإذا تجلت له الصورة رسمها بصراحة واتساق غير مداج، ولا محاذر فأطنب وأوجز، وصعد وهبط على ما يقتضيه الموقف.

فإذا وصف فارسين متساويين شدة وبأسا شبههما بليثين كما قال في هكطور وفطرقل، وهما يقتتلان حول جثة بطل طروادي: ... وهكطور عن خيله نزلا

Bog aan la aqoon