Ilaahay Wuxuu Gudbiyay Is-casilaadiisa Shirka Sare
الإله يقدم استقالته في اجتماع القمة
Noocyada
سيدنا عيسى :
يا أبي ألا يرق قلبك لابنك المطيع الذي أراق دمه فوق الصليب من أجل تنفيذ أمرك؟ لماذا تبخل علي بهذا اللقاء؟ أريد أن أرى وجهك، أليس من حق الابن البار أن يرى أباه، ولو مرة واحدة في حياته أو في موته؟ لقد جئت يا أبي كل هذا الطريق الطويل الشاق أطلب منك العون. إن قومي يا أبي ضلوا السبيل؛ أصبحت الكنائس خالية إلا من النسوة والعجائز والأطفال، الرجال الأشداء والشباب انصرفوا إلى جمع الأموال، النساء من غير العجائز انضممن إلى حركات التحرير النسوية يسمونها «الفيمينست»، هذه كارثة يا أبي، هؤلاء النساء يؤلفن كتبا خطيرة انتشرت بين الناس، لم يعد أحد يقرأ كتابك الإنجيل، ولم تعد هناك دور نشر متحمسة لإعادة طبعه إلا بعض الدور الصغيرة في بعض الجامعات، ومن أجل التدريس فقط في قسم الدين أو قسم التاريخ، تصور يا أبي أن كتابك لم يعد إلا من مخلفات التاريخ القديم، لا يهتم به إلا الدارسون والنقاد، معظمهم نساء، أهلكوا كتابك نقدا وأنت ساكت. هؤلاء النسوة أنت أمرتهن بالصمت، لم يكن يطلع لهن صوت، لو أمرتني أن أعود إليهم سألبي الأمر. جئت أطلب منك العون؟ لماذا لا ترد علي يا أبي! آه يا أبتاه! يا أبتاه! إني أناديك، ابنك المعذب يناديك فهل تسمع النداء؟ (يدب الصمت في السماء، لا رعد ولا برق لا حركة واحدة لورقة شجرة، الهواء ساكن، السماء زرقاء بلون البحر بلا موجة واحدة، كتلة من الزرقة الصلبة الصماء، الأرض صفراء بلون رمال الصحراء الواسعة الممدودة تحت السماء، الكون كله ساكن سكون الموتى.) (يركع سيدنا عيسى فوق ركبته، يمسك رأسه بين يديه وينشج بصوت خافت مكتوم) : آه يا أبتي آه، هذا العذاب أقسى من العذاب الذي عشته فوق الصليب. ناديت عليك يا أبي من فوق الصليب فلم ترد علي، وها أنت تواصل صمتك غير المفهوم، آه يا أبتي كم أشتاق إليك، وإلى ذراعي أمي، أريد أن أبكي فوق صدرها وأطلب منها المغفرة، كم قسوت إليها، كم تجاهلتها من أجلك يا أبي، مع أنها هي التي ولدتني وأرضعتني وحمتني من أعدائي، هي التي بقيت معي حتى آخر لحظة من حياتي، وبعد أن هرب الجميع من حولي، بعد أن تخلى عني الجميع بما فيهم أنت يا أبي، لماذا تركتني هكذا وفوق الصليب أنزف الدم حتى آخر قطرة ، آه يا أمي ! يا أماه اغفري ذنوب ابنك، لكني يا أمي لم أكن أدرك وجودك، لم أكن أسمع صوتك، كان أبي يأمرك بالصمت، ويتكلم هو بدلا منك، وكنت أنا صغير السن أسمع كلام أبي، ولا أسمع كلامك، كان يقول لي لا تسمع كلام النسوة. نعم يا أبي أنت قلت لي هذا وأكثر من هذا، ومعي كتابك يشهد على كلامي، ها هو كتابك. (يمسك سيدنا عيسى الإنجيل بين يديه المنتفضتين بالانفعال، يفرد صفحاته بأصابع طويلة مرتعشة، وتبدأ السماء في الزمجرة، يسمع صوت الرعد من فوق الجبل، تهبط الأمطار ويلجأ سيدنا عيسى إلى الكهف حماية من المطر، وهناك يجد سيدنا موسى قابعا يحوط ركبتيه بذراعيه ويقرأ في التوراة، يتعانقان كالأخ يعثر على أخيه.)
سيدنا موسى :
سمعتك يا أخي عيسى وأنت تطلب مقابلة ربنا الأعلى، هدئ من روعك، خذ اشرب قليلا من الماء (يناوله القربة) ، أنا أعرف كل شيء عن الكارثة التي تعيشها، وسوف ينصرك الله يا أخي على أعدائك النساء والرجال أيضا، ولكن عليك بالصبر، لقد صبرت قرونا طويلة فلماذا لا تصبر يوما أو يومين، لقد طلبت أنا أيضا مقابلة الرب الأعلى، أرسلت طلبا بالفاكس إلى سيدنا رضوان عليه السلام.
سيدنا عيسى (في دهشة) :
بالفاكس؟ أتظن أن هناك فاكس في الملكوت الأعلى؟
سيدنا موسى :
بالطبع يا أخي. إن ربنا يملك شجرة المعرفة كلها، أتظن أنه لا يعرف الفاكس وغير ذلك من اكتشافات البشر؟! عليك يا بني أن ترسل طلبا للمقابلة بالفاكس، وإلا فلن ينظر سيدنا رضوان في أمرك.
سيدنا عيسى :
هل عندك رقم الفاكس؟
Bog aan la aqoon