ولا يخفى أن الرواية عن إبراهيم بن صالح، أو إبراهيم بن صالح الأنماطي لم أتذكر في كتب الأخبار، وهذا مع قلة وجوده في الإسناد وقول الشيخ: " يعرف بالأنماطي " ورواية عبيد الله بن أحمد بن نهيك عنه، دليل على الاتحاد، والنجاشي قد يذكر الواحد في موضعين - ولو على الندرة - وتأكيد النجاشي بقوله: " لا بأس به " دليل على أن الرجل كان فيه غمز، وحيث ثبت عنده حسن حاله ذكره مرة أخرى وقال: " لا بأس به "، وأما الشيخ فحاله - في ذكر الرجل في أصحاب الأئمة ثم في " لم " -، يعلم من ترجمة القاسم بن محمد الجوهري في الإكليل " جع ".
41 إبراهيم بن عبد الحميد [الأسدي] يأتي له ذكر في حديث " يب
" على عنوان إسماعيل بن حميد الأزرق (1)، وفي العيون:
حدثنا أبي (رضي الله عنه) قال: [حدثني سعد بن عبد الله قال:] حدثنا محمد بن عيسى، عن درست، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: دخل رسول الله (صلى الله عليه وآله) [على] عائشة وقد وضعت قمقمتها في الشمس... الحديث...، أبو الحسن (عليه السلام) صاحب هذا الحديث يجوز أن يكون الرضا (عليه السلام)، ويجوز أن يكون موسى [بن جعفر] (عليه السلام)، لأن إبراهيم بن عبد الحميد قد لقيهما جميعا، وهذا الحديث من المراسيل (2)، انتهى.
أقول: المستفاد مما ذكر أن إبراهيم بن عبد الحميد واحد، وقد روى عن الرضا (عليه السلام) أيضا، وأن سعد بن عبد الله يروي رواياته، وأن الاهتمام على ذكر الطرق في الكتب الرجالية ليس فيه كثير فائدة، ولم يذكر فيها رواية درست عنه، ودرست يروي عن أبي عبد الله (عليه السلام)، فلا حجة فيما ذكره " جع ".
قوله: (فظهر مما تقدم أن ما في " د ").
قال في نقد الرجال بعد عبارة " د ":
وهذا ليس بمستقيم على تقدير تعدده أيضا، لأن الشيخ (رحمه الله) ذكر أن الواقفي من رجال الصادق (عليه السلام) كما نقلناه، وذكر في باب رجال الكاظم (عليه السلام) كليهما، والذي يخطر ببالي أن إبراهيم بن عبد الحميد واحد وهو ثقة واقفي، لأني لم أجد في كتب الرجال ما يدل على تعدده، إلا ذكر الشيخ إياه في باب رجال الكاظم (عليه السلام) مرتين، وهذا أيضا لا يدل على تعدده، لأن مثل هذا في كلامه (قدس سره) كثير مع عدم التعدد يقينا كما يظهر من أدنى تتبع (3)، انتهى " جع ".
Bogga 83