وقوله ﴿أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا﴾ ومعلوم أن نفي الاختلاف عنه لا يكون إلا بتدبره كله وإلا فتدبر بعضه لا يوجب الحكم بنفي مخالفه ما لم يتدبر لما تدبر. وقال علي ﵁ لما قيل له: هل ترك عندكم رسول الله ﷺ شيئا؟ فقال: لا والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إلا فهما يؤتيه الله عبدا في كتابه وما في هذه الصحيفة. فأخبر أن الفهم فيه مختلف في الأمة والفهم أخص من العلم والحكم قال الله تعالى: ﴿ففهمناها سليمان وكلا آتينا حكما وعلما﴾ وقال النبي ﷺ ﴿رب مبلغ أوعى من سامع﴾ وقال ﴿بلغوا عني ولو آية﴾ .
1 / 46