والذين في قلوبهم زيغ يدعون المحكم الذي لا اشتباه فيه مثل ﴿وإلهكم إله واحد﴾ ﴿إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني﴾ ﴿ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله﴾ ﴿ولم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك﴾ ﴿لم يلد ولم يولد﴾ ﴿ولم يكن له كفوا أحد﴾ ويتبعون المتشابه ابتغاء الفتنة ليفتنوا به الناس إذا وضعوه على غير مواضعه وابتغاء تأويله وهو الحقيقة التي أخبر عنها.
وذلك أن " الكلام نوعان ": إنشاء فيه الأمر وإخبار فتأويل الأمر هو نفس الفعل المأمور به كما قال من قال من السلف إن السنة هي تأويل الأمر. ﴿قالت عائشة ﵂ كان رسول الله ﷺ يقول في ركوعه وسجوده سبحانك اللهم وبحمدك اللهم اغفر لي يتأول القرآن﴾ تعني قوله: ﴿فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا﴾ .
وأما الإخبار فتأويله عين الأمر المخبر به إذا وقع ليس تأويله فهم معناه. وقد جاء اسم " التأويل " في القرآن في غير موضع وهذا معناه قال الله تعالى:
1 / 15