بسم الله الرحمن الرحيم
قال أبو محمد الحسن بن أحمد بن يعقوب الهمداني:
أولاد كهلان بن سبأ
أولد كهلان بن سبأ، فأولد زيد عربيًا ومالكًا وغالبًا.
بنو عريب بن زيد بن كهلان
فأولد عريب عمرًا، فأولد عمرو زيدًا والهَمَيْسع وهو ذو القرنين السّيار، ويكنى بالصعب بقول أهل السجل وبني عريب بن زيد بن كهلان. فأولد زيد بن عمرو أدد بن زيد، فأولد أدد بن زيد مرة ونبتا وهو الأشعر ومالكًا وهو مذحج وجلهمة وهو طيّء. فأولد مرة بن أدد الحارث ورهمًا رهط الأفعى الكاهن، وهو الذي كان بنجران تتحاكم إليه العرب. وأولد الحارث بن مرة مالكًا وعديًا، فأولد مالك بن الحراث عمرًا ويعفر فأولد يعفر المعافر وأولد عمرو بن مالك يكلى وخولان خولان العالية فأولد يكلى ذا جرة بطن وهم الجرتيون باليمن. وذو جرة وخولان هذه حلال. فأولد عدي بن الحارث عفيرًا ومالكًا وهو لخم وعمر وهو جذام والحارث وهو عاملة وأمهم رقاش بنت همدان. فأولد عفير بن عدي كنديًا، فأولد كندي معاوية وأشرس، فأولد أشرس السكون والسكاسك ويقال: اسمك السكاسك مثل العواجب من الصدف، والمصانع من حمير والمعافر ويقال اسمه سكسك، وجماع ولده السكاسك. وأولد معاوية بن كندي مرتعًا وهو عمرو ويزيد درج، فأولد مرتع ثورًا وهو كندة ومالكًا وهو الصدف وقيسًا.
هؤلاء بنو عريب بن زيد بن كهلان.
بنو غالب ومالك ابني زيد بن كهلان
وأولد غالب بن زيد جنادة الملك.
وأولد مالك بن زيد بن كهلان نبتًا والخيار، فأولد نبت الغوث، فأولد الغوث الأزد وعمرًا وقدار ومقطعان، فأولد عمرو بن الغوث أراشة، فأولد أراشة أنمار، فأولد أنمار بجيلة وخثعم وبجيلة امرأة ينسب إليها أولادها من أنمار بن أراشة وهم: عبقر وصهيبة وخزيمة ودخل في الأزد والغوث أبو أحمس على وزن أفعل.
وخثعم نبز، وسامه أفتل. فأولد خثعم خلف بن خثعم، فأولد خلف عِفرسًا، فأولد عفرس شهران العريضة وناهبًا ونهشًا وكودًا وربيعة أبا أكلب بطون كلها.
وأولد الخيار بن مالك بن زيد بن كهلان ربيعة بن الخيار والحارث الأعلى، فأولد الحارث الأعلى مالكًا، فأولد مالك الصعب ذا القرنين السيّار بقول همدان. والأزد وأنمار بن أراشة وآل عريب ومن نحا نحوهم يقولون: هو الهيمسع بن عمرو بن عريب بن زيد بن كهلان. ولم يكن الملوك القدماء من كهلان إلا من ولد مالك وعريب ابني زيد بن كهلان.
وأولد ربيعة بن الخيار أوسلة بن ربيعة، فأولد أوسلة زيدًا ويسمى نيلا، فأولد زيد بن أوسلة مالكًا وسبيع وتباع الأكبر، ويقال سبيع وسبع من قحطان. بطون دخلت في حاشد بن جشم. فأولد مالك بن زيد بن أوسلة الهان غي رمهموز وأوسلة وهو همدان. وقال بعض النساب لا اسم له غير همدان ولكنه أولد أوسلة، فأولد أوسلة نوفًا، وليس بمعروف. فأولد الهان بن مالك بكيلًا الكبرى وضمامًا وصيحان وأنسًا وإليه ينسب جبل أنس وهو ضوران. الذي به معدن البقران. من ديار الهان. وإلى صيحان بن الهاني ينسب وادي صيحان.
وبطن الهان في الهان بن مالك عدد كبير. وهم قوم عتاق عباد منهم حوشب بن التباعي بن المسان بن ذي ظليم قتل يوم صفين. وعثمان بن سعد بن عثمان بن أيمن بن مروان بن ذي ظليم. فعقب الهان هم أقرب قبيلة إلى همدان من غيرهم من أولاد كهلان.
نسب همدان
وكان همدان يسمى تلاد الملك. وفي ذلك يقول ابن الزبير الأسديّ يؤنب مضر في تقدم دار أسماء بن خارجة:
فلو كان من همدان أسماء أظهرت ... كتائب من همدان صعر خدودها
لهم كان ملك الناس من قبل، تبّع ... يقود، وما في الناس حيّ يقودها
فأولد همدان بن مالك نوفًا وفيه العدد والعزّ، وعمرًا وفيه الشرف والملك، ورقاشًا زوج عدي بن الحارث.
بنو عمرو بن همدان
1 / 1
فأولد عمرو بن همدان زيدًا، فأولد زيد بتعًا الملك وإليه ينسب سدّ بتع بالخشب مما يصالي حاز من حدود حمير وهو قريب إلى شرح يحضب بن الصوار بن عبد شمس، ولم يزل الملك في عقبه، وإليه أفضى الملك بعد أبي شرح ولم يزل في عقبه إلى قيام الرائش على ما يذكر علماء همدان وعبدًا ابتقروا من بطون همدان جانبًا هم وبنو عبد إل وبنو سبع بن زيد بن أوسلة، وبنو عبد بن زيد بن جشم بن حاشد بن جشم فسموا عبد البقر، ويقال أنهم اجتمعوا على عبادة صنم لهم في صورة ثور، والأول من الابتقار أثبت وعفرًا أبطن ثلاثة بنو زيد.
وأولد بتع الملك ابن زيد علهان ونهفان الملكين وأمهما جميلة بنت الصوار بن عبد شمس.
وفي بعض أخبار اليمن القديمة أنه لما قحط القطر في زمان يوسف ﵇، وألحت الجراد، ساءت أحوال اليمن والحجاز ونجد، لأنها أرض معلقة لا سوح فيها، فأمر بتع ابنيه علهان ونهفان أن يكتبا للناس إلى خزنة الملك بمصر، وهو الوليد بن الريان من العماليق الأولى، فكتبا إلى العزيز بمصر وهو يوسف ﵇ في حفظ من ينتشر إليه من المسترسلين ببضائعهم ونعمهم وعروضهم وورقهم. فخرج الناس على كل صعب وذلول، وكثير من أزوادهم الجراد. فلما رآهم يوسف أوى لهم من بعد الشقة ورثى لهم من الضرة، فأمرهم باتخاذ النواضح ووصفها لهم، وعادوا فاحتفروا النواضح، فكل بئر من ذلك العهد باليمن فهي العتد العدّ التي لا تنكش ولم يزالوا يمتارون مع ذلك طول تلك المدة.
قال اللبخي: قال الحميري في كلام الحميرية وذكر خبر الأنواء: أقسمن أنجوم أبربع، ذو تغيب لو يرى سد بتع، ما بين حاز وبيت دفع ذو بمعنى لا، ولو بمعنى حتى. ذكره الحسن في التاسع من الإكليل. أي أقسمت الكواكب الأربعة وهي الصواب لا تغيب صلاة الغداة حتى يشرب سد بتع من الغيث بآذار، هذا على حد العادة.
وفي مسند بصنعاء على بعض الحجارة التي نقلت من قصور حمير وهمدان: علهان ونهفان، ابنا بتع بن همدان، لهم الملك قديمًا كان.
وخبرني أحمد بن أبي الأغر الشهابي من كندة قال: قرأت في مسند بناعط: علهان ونهفان، ابنا بتع بن همدان، لهم الملك قديمًا كان.
وحدثني محمد بن أحمد الأوساني أنه قرأ في مسند بعمران من البون دار همدان: علهن ونهفن، ابنا بتع بن همدان صحح حصن وقصر حدقان بن زيد يبن بنينا. كذلك يكتبون بحذف الألف إذا وقعت في وسط الحروف، وقفاهم المسلمون في كتابة المصاحف فطرحوا ألف الرحمن وألف الإنسن وألف السموات وكذلك علهن منقوص من علهان ونهفن منقوص من نهفان وهمدن من همدان وبنين من بنيان. هذا ما تؤديه أحرف الكتاب وإياها حكى الأوساني فأما اللفظ فعلى التمام. وكذلك يحذفون الواو الساكنة من وسط الحروف مثل مبعوث، والياء الساكنة مثل شمليل، والألف الساكنة في مثل هلال وبلال وأميال.
فأولد نهفا ريامًا ويقال ذا ريام، وإليه ينسب محفد ريام من رأس جبل ذبيان ابن عليان بن أرحب وكان يحج إلى بيت فيه في الجاهلية الجهلاء وبه آثار عجيبة وشهران الملك. فأولد شهران تألب ريم المذكور في مساند ناعط وفي مساند حمير، وإليه ينسب محما تألب بغلوة وبيت شهير من أرض البون.
فأولد تألب يطاع ويارم، وأمهما ترعة بنت بازل بن شرحبيل بن سار بن أبي شرح يحضب بن الصوّار.
وفي المسند بناعط: أوسلة رفشان، وبنوه بنو همدان، حي، عثتر يطاع ويارم أقوال شعبين سعى سلبان دحاشدم وبأبهم تألب ريام. أي ملكوا بأبيهم تألب عن بتع الملك شعبين مختلفين من حمير وهمدان دع حاشد. والتسلبي التجمع والمسلبي المجمّع بلغة حمير. أي قالوا على الجميع كنف حاشد فأولد ريام أنكف وشرح وأروع ويقال لهؤلاء الثلاثة ملوك شهران، وهم أخوال الحارث الرائش، أمه سلوب ابنة ريام وأمها وردة بنت حاشد ذي مرع بن أيمن بن علهان، وبهذه الولادة لآل الرائش افتخر أسعد بعلهان ونهفان مع من افتخر به من أبويه من حمير فقال:
وشمر يرعش خير الملو ... ك وعلهان ونهفان قد أذكر
وخبرني مسلمة بن يوسف بن مسلمة الخيواني قال: قرأت مسندًا على حجر في مسجد خيوان، والحجر مما اقتلع من بعض قصور الجاهلي: شرح ما، وأخوه ما، وبنوه ما، قيول شهران بنو هجر، هم متعة، بدار القلعة.
وأولد ريام بن نهفان يشيع صاحب قصر يشيع، وكلابًا بضم الكاف، ودعّان الملك الذي ينسب إليه قصر دعان.
1 / 2
وقرأت في مسند بريدة: رئام ريثاما.
فأولد يشيع سخيًا، وإليه ينسب قصر سخي بظاهر همدان وهو جين ابني يشيع، فأولد هوجين عمكرب ويرقم، الملكين. فأولد عمكرب صلالًا فرع.
وأولد يرقم شرعة صاحب قصر شرعة بظاهر الصيّد. وأولد دعان الملك ابن رئام دائماُ ورائم وذا راحم فأولد دائم راعيًا وذا غفل. وأولد رائم جريرًا وباقلًا. وأولد ذو راحم أسوق انقضاء نسب نهفان بن بتع.
وأولد علهان بن بتع أيمن بن علهان، وأمه أنيقة أخت الملطاط بن عمرو.
وخبرني مسلمة بن يوسف بن مسلمة الخيواني قال: قرأت مسندًا في مصاد ظباء بخيوان عاديّ، ويسمى هذا المصاد المدار: مصيد شحم لأيمن بن بتع بن همدان. قال: يريد بشحم لحمًا. واللحكم: الطّعم المؤتى له الصيد، مثل الصقر، يقال: صقر وباز ضرم لحم. قال الأعشى يصف فرسًا:
تدلى حثيثًا كأن الصوا ... ر يتبعه أزرقيّ لحم
وقوس مطعمة مؤتى لها الصيد.
فأولد أيمن حاشدًا ذا مرع وعُصامًا بضم العين. فأولد حاشد ذو مرع بتع الأصغر ويريم ابني حاشد ذي مرع.
وقرأت في مسند في قصر ريدة وهو تلفم حفدة يريم وبتع ابنا القيل ذي مرع.
فأولد يريم بن ذي مرع نوفًا، فأولد نوف وهبا ويريم ولميس الكبرى أم أفريقيس بن أبرهة ذي المنار، فأولد يريم نوفًا، فأولد نوف ذا مرأم القيل بن نوف. وفيه يقول علقمة:
ورب بينون وذا ناعط ... وربّ صرواح وذا مرأم
وأولد بتع بن حاشد ذي مرع موهب إلّ، فأولد موهب إل ينوفًا ذا بتع القيل وهو أجلّ من وفد على سليمان ﵇ من قيول اليمن مع بلقيس ابنة الهدهاد بن أبي شرح بن شرحبيل بن الحارث الرائش بن أبي شداد بن الملطاط بن عمرو بن ذي أبين بن ذي يقدم بن الصوّار بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن حيدان بن قطن بن عريب بن زهير بن أيمن بن الهميسع بن حمير، وفيه يقول علقمة:
قد مات يوسف ذو نواس ... ومات ذو بتع ينوف
ويقال إن اسمه الأصلي بريل معناه بَرَى إلّ أي صنعة الله لكل خلق الله قال الفيروزي أنشدنيه اللبخي:
ومات التّبعون وذو مقار ... يريم ومات ذو بتع بريل
واسم ذي سحر أيضًا بريل. وقد يرى كثير من الناس أن اسم ذي بتع موهبل وإنما موهب إل أبوه. وذو بتع زوج بلقيس زوجه بها سليمان ﵇ وعمّر معها عصرًا. وكان سبب ذلك على ما حدثني الخضر بن داوود أحد عدول مكة عن محمد بن حاتم عن عمار بن الحسن عن سلمة بن الفضل عن محمد بن إسحاق فيما رووه عنه في خبر بلقيس أن سليمان ﵇ لما حتم عليها التزويج قالت: إن كان لا بد فذا بتع، فزوجّه بها وصرفها إلى اليمن وأمر زوبعة ملك الجن أن يبني لهما ويخدمهما بأهل طاعته، فبنى لهما القصور والمحافد باليمن، إلى أن هتف الهاتف بموت سليمان فرفعت الجن أيديها. ولذلك ضم علقمة بن ذي جدن ذا بتع مع بلقيس في قوله:
هل لأناس مثل آثارهم ... بمأرب ذات البناء اليفع
أو مثل صرواح وما دونها ... مما بنت بلقيس أو ذو بتع
يريد مما بنت بلقيس وذو بتع، والألف زائدة كقوله الله ﷿ " إلى مائة ألف أو يزيدون " والمعنى: ويزيدون.
فأولد ذو بتع أشيع يمتنع وأنوف ذا همدان الأكبر وشمس الصغرى أم الأقرن، وأمهم بلقيس ابنة الهدهاد، وقد تقدم ذكر هذه الولادة مع ولادة لميس بنت نوف بن يريم بن ذي مرع لأفريقيس أسعد تبع فقال:
ولدتني من الملوك ملوك ... كل قيل متوج صنديد
ونساء متوجات كبلقيس ... وشمس ومن لميس جدودي
فأولد أشيع يمتنع سفيان، فأولد سفيان ثورًا وهو ناعط، فأولد ثور ربيعة وعمرًا وإليه ينسب المرانيون باليمن، وسنذكر ذلك مع ما يذكر الناس من نسبهم في حاشد بن جشم.
1 / 3
فأولد عمرو بن ثور حجرًا ذا ينوف، فأولد حجر ذو نيوف مرثد إلّ وذا براكة، فأولد مرثد إلّ حمرة ذا مرات الأكبر وربيعة وحارثًا وعامرًا، وأولد ربيعة بن ثور ناعط مرثدًا وذيفان وهو ذو الأيفان، فخفف، فأولد مرثد ربيعة بطن دخل في ربيعة بن مرثد بن جشم بن حاشد، يقال منهم ذو نفر الذي تذكر علماء قريش والأبناء أنه حارب الأشرم عند مقصده لمكة فظفر به الأشرم فأسره وكان صديقًا من عبد المطلب وأنه الذي أشار على عبد المطلب بما أشار في مقصده إلى الأشرم بالمغمّس في سبب لقاحه. قال أبو محمد: أما الأشهر في همدان فذو النفرة بن مالك الجوبي.
وأولد أنوف بن ذي بتع أبتع، فأولد أبتع نوفان، فأولد نوفان بكيرًا، فأولد بكير مرثدًا وذا بين، فأولد مرثد مالكًا الصامخ الملك ذا ناعط وزوج لميس بنت أسعد تبع وأمه الجهيرة بنت حمرة ذي مران الأكبر، وفيه يقول علقمة بن ذي جدن
ولميس كانت في ذؤابة ناعط ... يجبى إليها الخرج ساكن بربر
والصامخ الملك الملك بعلها ... ذو التاج حين بلوته والمحضر
وقال فيه أيضًا:
وربّ بينون وذا ناعط ... ورب صرواح وذا مرأم
وسمي الصامخ لأنه صمخ الأسماع بعلو ذكره وبعد صيته وجلالة قدره. فأولد الصامخ نوفًا ذا سفل وسمي ذا سفل لأن خاله حسان بن تبع صير في يده سفل يحضب فسمي ذا سفل، والسفليون لهم ثروة وغنى بأرض يحضب، ولا يتزوج إلى السخطيين سواهم، وشيخهم اليوم أبو العباس بن أبي غالب، ومنهم القسماء أم عيسى بن موسى السخطي لم يكن في نساء العرب أجمل منها ولا أكرم وشراحيل ذا همدان ابني الصامخ، وكان شراحيل ذو همدان من عظماء ملوك همدان من أجل أبيه وأمه، وفيه يقول معاوية وهو يؤنب عمرو بن العاص:
فأقبل يمشي مستخيلًا كأنه ... شراحيل ذو همدان أو سيف ذويزن
وقال فيه علقمة بن ذي جدن:
وسلبن ذا همدان غرفة تلفم ... وسلبن ذا يزن منازل أحور
وقال الفيروزي:
فنال من النوائب رهط نهند ... لواقح من حوادثها وحول
وذا همدان قد سلبت عيانًا ... فأعيت حاشد ونأت بكيل
فأولد شراحيل القوقم وشدادًا ومرّان وبشرًا، فمن بني مرّان شراحيل ذو مليل الناعطي لحق في الجاهلية بعمومته إلى سفل ذي يحضب.
انقضاء نسب علهان
وانقضى بانقضائه نسب عمرو بن همدان.
بنو نوف بن همدان
وأولد نوف بن همدان حبران فأولد حبران جشم فأولد جشم حاشدًا الكبرى وبكيلًا وهما قبيلًا همدان العظيمان والحارث غبر في قيس وزيدًا فدخل آل زيد في حاشد وقالوا هو زيد بن جشم بن حاشد.
نسب حاشد
فولد حاشد بن جشم جشم بن حاشد وعوصًا غبر في كلب. فولد جشم بن حاشد مالكًا ومعدي كرب وعمرًا وأسعد وعريبًا وزيدًا ومرثدًا وضماماَ ويريم الأكبر وعامرًا وربيعة: أحد عشر رجلًا.
بنو يريم بن جشم بن حاشد
فأولد يريم بن جشم حاشد الوحش بطن عظيم بالوحش من أرض الكلاع، وتسمى بلدهم حاشد بين السحول وزبيد وعمر ابني يريم.
فأولد عمرو زيدًا، فولد زيد تباعًا بطن وهم التباعيون، ويقال إنه تباع بن زيد بن أوسلة، ومنازلهم بالسحول من بلد الكلاع بعلقان ووادي النهى. ومنهم فرقة مترئسة في حاشد الوحش، ورؤساؤهم اليوم آل المسيلي. وممن في بلد الكلاع من همدان أيضًا آل الهيثم أرباب الربادي من دهمة بن شاكر، وفيهم كرم وسؤدد ولهم جلالة وهيبة وببعدان بطن من حجور منهم آل أبي حاتم بن البعداني فارس اليمن في عصره انقضاء يريم بن جشم.
بنو ضمام بن جشم بن حاشد
وأولد ضمام بن جشم الحارث، فأولد الحارث عميرًا ذا أحاظة وأمه قيلة بنت عمرو بن يريم بن جشم.
فأولد عمير المجالد، فأولد المجالد مطاعًا ونقارس تزوج بها تبع الأكبر، فأولدها ملكيكرب بن تبع، فمن ولد المطاع عمرو الرئيس بن حسان بن المطاع بن عمرو بن جرير بن المطاع بن المجالد انقضاء نسب ضمام بن جشم.
بنو مرثد بن جشم بن حاشد
نسب المرانيين وآل ذي المشعار
1 / 4
قال أبو محمد: أما من كان من المرانيين بالعراق فإنهم يقولون: أولد مرثد بن جشم بن حاشد ربيعة وهو ناعط بطن، والحارث بطن. فأولد ناعط مرثدًا وشراحيل وعامرًا وشرحبيل. فولد شرحبيل بن ربيعة بن مرثد أفلح، فأولد أفلح عميرًا ذا مران القيل الذي كتب إليه النبي ﵌.
قال أبو محمد: وقد قصروا عدة آباء، وكذلك سبيل نسّاب العراق والشام يقصرون في أنساب كهلان ومالك بن حمير ليضاهئوا بها عدة الآباء من ولد إسماعيل ﵇، وامتنعت عليهم أنساب ولد الهميسع إذ كانت مزبرة في خزائن حمير، وكذلك أنساب الملوك من ولد عمرو بن همدان فأهملوها كي لا يقاس بها أنساب باقي همدان. وكذلك خالفوا في أصل من نسب ناعط. والمرانيون باليمن ينكرون هذا التدريج ويعملون على ما قيده آباؤهم من نسبهم وحفظوه كابرًا عن كابر. ورأيته عندهم بخط أبي علكم المراني وكان علامة اليمن في عصره، وكان في خلافة هارون، وهذا نسق نسبهم من عصرنا: الوجه منهم اليوم معاذ بن أبي علكم فأولد معاذ محمد بن معاذ بن معاد بن أبي علكم بن محمد بن معاذ بن أبي بكر بن شراحيل بن معاذ بن عريب بن عمير ذي مران القيل الذي كتب إليه رسول الله ﵌ ابن مرثد بن عمير بن عبيد بن أفلح بن عمير ذي مران الأوسط بن زيد بن مالك ذي التاجين بن أبي كرب بن زرعة بن نهبا بن نصر بن منهب بن منجد بن حمزة ذي مران الأكبر بن مرثد إل بن حجر ذي ينوف بن عمرو بن ثور وهو ناعط بن سفيان بن أشيع يمتنع بن ذي بتع بن موهب إلّ بن بتع بن حاشد. وصيروا بين سفيان وبين أشيع علها نهفان.
قال أبو محمد: أما هذا التدريج فهو المعمول عليه، لما يشهد لهم به في الذوي مران الثلاثة مساند الحجارة القديمة، وبينة الصهورة بينهم وبين أشراف همدان وحمير. إلا أنهم أدخلوا نسبهم بعد في حاشد بن جشم لما كانوا بينها وملوكًا عليها، وقل عدد بيتهم من همدان بين حاشد وبكيل، وكان قدماء الجميع يرونهم أمة فوق، وإنما يقل العدد في الأبيات الشريفة لقصر نفوسهم دون الأكفاء، فإذا أسعف الكفء كاد ألا يسعف كل ما يُتقدم بمثله إلى الأشراف من ألوف المال، والعقد الشريفة والجواري النفيسة من فرس وروم وغير ذلك، وأقل ما رأيت من صدقات المرانيين واللعويين المؤجلة ألف دينار وست جوار فرس وست جوار روم، ويقدم مثل بعض ذلك. فمثل هذا الذي يذهب بأموالهم ويقلّ عديدهم، وذاك سبيل بيوتات حمير الرفيعة. وكذلك اللعويون والسلمانيون من أرحب وآل خيوان والمعيديون والرضوانيون وأبيات حاشد التي قلّت مثل بني ضمام وآل مرب وشبام وغيرهم. وأما باقي همدان من حاشد وبكيل فيكثرون الأزواج عن خفة الصدقات فثرى عددهم.
ولما أدخلوا نسبهم في حاشد بن جشم لم ينتفوا من علهان، لكن قالوا: ثور وهو ناعط بن سفيان بن علهان بن نهفان بن أشيع يمتنع بن ذي بتع بن موهب إل بن بتع بن حاشد بن جشم. وحاشد بن جشم لم يكن في ولده بتع قط. وكذلك هو بخط أبي علكم: سفيان بن علهان نهفان بن أشيع، وإنما قالوا علهان نهفان فجعلوه اسمًا واحدًا لما سمعوا فيهما من قول تبع بن أسعد:
وشمر يرعش خير الملو ... ك وعلهان نهفان قد أذكر
وإنما أراد أن يعرّف واحدًا بالثاني، فلما لم يمكنه أن يقول العلهانان كما تقول العرب الزهدمان في زهدم وكردم العبسيين والعمران في أبي بكر وعمر والرجبان والصفران والبصرتان في البصرة والكوفة قال علهان نهفان.
فأولد عمير ذو مرّان عريبًا وقد ذكرنا أولاده والأسود ومرّان وهو القائل في رسول الله ﷺ يرثيه ويؤيد أبا بكر في أيام الردة:
إن حزني على الرسول طويل ... ذاك مني على الرسول قليل
قلت والموت يا إمام كريه: ... ليتني مت يوم مات الرسول
ليتني لم أكن بقيت فواقًا ... بعده والفواق مني طويل
بكت الأرض والسماء عليه ... وبكاه خليله جبريل
كان فينا هو الدليل عليه ... كل هذا دليله التنزيل
يا لها من رحمة أصيب بها النا ... س تولت وحان منها الرحيل
جدعت قومي الأنوف وأجرت ... دمع عين فللجفون همول
1 / 5
ليس للناس يا إمام من الأم ... ر فتيل، وأين عنك الفتيل
إنما الأمر للذي خلق الخلق ... وفي خلقه عليه دليل
قل لهذا الإمام عضدك في الحر ... ب على الناس حاشد وبكيل
إن همدان يمسكون هدى الله ... ومرّان بالواء كفيل
إن تكن جولة فنحن لك اليو ... م ملاذ إلى ذراه تؤول
ديننا ملة النبي ولا قو ... ل لنا غير ما نراك تقول
إنما اليوم مثل أمس وهمدا ... ن مع الحق حيث زال تزول
أي قوم هم إذا نزل المو ... ت وصاروا كأنهم إكليل
ثم نادوا بأنهم قهروا النا ... س كما يقهر البكار الفحول
لا يرد الجريح نائبة الجر ... ح ولا الحي يزدهيه القتيل
والمجالد بن ذي مران، وهو القائل لمعاوية وقد رأى تمويهه وتمويه عمرو على الناس في دم عثمان ولطخهم به عليًا ﵇:
يا ابن هند جشمت نفسك أمرًا ... جرت فيه وقال صحبك هجرا
إن عمرًا وعتبة حين والا ... ك ومروان والوليد وبسرا
وأبا الأعور الألى سفهوا اليو ... م عليًا وقلدوا الأمر عمرا
لو يذوقون طعم ما اجترموه ... وجدوا طعم ذلك القول مرّا
ولعمري لئن هم شتموه ... إنه أظهر الكواكب ظهرا
وله طارت القلوب إذا السم ... ر خلال العجاج يحسبن جمرا
خصى الفحل فاستقاد ومازا ... ل يرى الناس والفوارس نكرا
فارس يضرب الكتيبة بالسيف ... دراكًا ويطعن القوم شزرا
شهد الفتح والنضير وأحدًا ... وحنينًا وخيبرًا ثم بدرا
وله في قريظة الخطر الأع ... ظم إذا ردّت الفوارس كسرًا
وله حرمة الولاء على النا ... س بخمّ وكان ذا القول جهرا
ثم يوم البراة أرسل بالوح ... ي فهذا من أعظم الناس قدرا
وله كل موطن يوجب الج ... نة جدعًا لشانئيه وعقرا
لا كمن باع دينه أبخس البي ... ع بمصر ومن تجرع خمرا
وأبو الأعور الشقي ومرو ... ان وبسر قد شاركوا الإثم عمرا؟
وكان المجالد فقيهًا عالمًا. فأولد المجالد سعيدًا وكان فقيهًا فارسًا بطلًا قتله شبيب الحروري في أيام الحجاج، فأولد سعيد المجالد وهو فقيه أيضًا.
وهذا البيت من آل ذي مران بالكوفة. ومن أشرف المرانين عقيل بن ذي مران الأوسط وشهد يوم العرحيين مع دويلة الشبامي صباح تغلب فحسن بلاؤه.
ومن أعاظم الناعطيين في الجاهلية وأشرافهم حمرة ذو المشعار القيل بن أيفع بن ربيب بن شراحيل بن عامر بن ربيعة بن مرثد إلّ بن حجر ذي ينوف بن ناعط، وهو قاتل لختيعة ذي شناتر بن مصحا بن الأخنس بن الحارث بن أصبح بن زيد بن قيس بن صيفي بن حمير الأصغر وكان قيلًا جبارًا، وفي ذي المشعار يقول علقمة بن ذي جدن:
وبادر بالعلات أرباب ناعط ... فلم يدفعوا بالشيد كيد الطوارق
وقد كان ذو المشعار فيها مؤثلًا ... فسالبنه قسرًا عناق النمارق
وقال أيضًا:
وكانت ناعط عجبًا عجيبًا ... وذو المشعار ساكنها فطابا
1 / 6
ومن بقايا آل ذي المشعار آل أبي الدنيا بن محمد بن عبد الرحمن في ضياف ابن سفيان بن أرحب جيرة، وكان سبب ذلك على ما خبرني البونيون أن الفنيق سيد بني ربيعة بن مالك بن حرب بن عبد ود بن وادعة قصد بابن أخ له في جماعة كثيرة من بني ربيعة إلى محمد بن عبد الرحمن وهو نازل بيناعة فضافوه ليلًا، فلما قام بضيافتهم سأله الفنيق أن يزوج ابن أخيه بابنته، فدافعه، فلم يندفع هو ولا من معه وحايروه، ولم يكن عنده جماعة يحتمي بها من جماعتهم فزوج، فلما عقد النكاح قالوا: إئته بها الساعة. فتلوح من ذلك وعرّفهم أنه لا يمكن، فلم يقبلوا له عذرًا فناشدهم فلم ينشدوه فقال: فإني أفعل، فلتبعد الجماعة من المنزل ويدخل معي العروس فأخليه بأهله، فأبعدوا، وأخذ بيده فأدخله، ثم اتكأ على حلقه فذبحه وقطع ذكره فجعله في فيه، ونقب المنزل من دبره وخرج بحرمته تحت الليل فلحق بضياف فمنعوه. وقال بعض أهل ضياف فيه:
منعنا ابن ذي المشعار فالنجم دونه ... فمن رامه فليلمس النجم باليد
فقل لرجال أوعدوه تزاجروا ... فللنجم أدنى ملمسًا من محمد
ومنهم يزيد بن ذي المشعار الأصغر من رحيب بن مالك بن حمرة ذي المشعار الأكبر وهو المشارك لذي مران الأصغر في أرض البون ومخلاف خارف، وهو القائل:
وكل أناس لهم صيغة ... وصيغة همدان خير الصيغ
صبغنا على ذاك آباؤنا ... فأكرم بصبغتنا في الصبغ
متى يقذف الدر من حقنا ... على باطل أو لجاج دمغ
وهو أحد الخطباء. ومنهم الحارث بن عميرة بن مالك بن حمرة ذي المشعار الأكبر الذي يمدحه أعشى همدان، وهو أحد من وقع بالكوفة من أشراف همدان، فمن قوله فيه:
الحارث بن عمارة المصفى الندى ... ذا الود والمرعى على الإخوان
رضع الندى بلبانه فتآخيا ... فهما رضيعًا ضرّة ولبان
خدنان لم يتفرقا في موطن ... وأخو المكارم والندى خدنان
وقال فيه أيضًا:
ألا هل أتاها على نأيها ... إذا سألت أو أرادت سؤالا
بأنا نقود مع الناعطي شع ... ثا سواهم تشكو الكلالا
براها الوجيف وطول السرى ... فيصبحن عن ذاك خوصًا مذالا
إذا ما هبطن بنا سبسبًا ... وجاوزن بعد جبال جبالا
ومارت قلائد أعناقها ... وغادرن في كل ضمد نعالا
فإن ابن عمي زعيم لها ... بغزو يساقط منها السخالا
وله فيه قصائد.
وأولد عامر بن مرثد إلّ بن حجر ذي ينوف بن عمرو بن ناعط شرحبيل بن عامر، فأولد شرحبيل مرثدًا الدومي الملك، وفيه يقول علقمة بن ذي جدن:
وفجعن بالدوميّ أشراف حاشد ... وأنزلن من صرواح عمرو بن دابق
وفيه يقول لبيد بن ربيعة:
وأعرضن بالدوميّ من رأس حصنه ... وأنزلن بن صرواح عمرو بن دابق
وفيه يقول لبيد بن ربيعة:
وأعرضن بالدومي من رأس حصنه ... وأنزلن بالأسباب رب المشقر
ومن بيوتات ناعط آل ذي العثرب بن مرثد بن عامر بن مرثد إلّ بن حجر ذي ينوف بن عمرو بن ناعط، وآل ذي خلاط بن الحارث بن مرثد إل بن حجر ذي ينوف بن عمرو بن ناعط، وآل ذي بقلان وآل ذي حلابة، وآل ذي نجر بن ذي براكة بن حجر ذي ينوف بن عمرو بن ناعط. فهذا ذو نجر، ونجر من حمير أيضًا من ولد ذي خليل، منهم الهيصم بن عبد الصمد الذي حارب حمادًا البربري خادم الرشيد، ونجر أيضًا بطن من الصدف. فمن ذي نجر ذو بتع بن ذي نجر بن ذي براكة صاحب بضعة.
ومن ناعط عمير بن خالد بن ذي مران الأوسط بن زيد بن مالك ذي التاجين الذي رمى بسر مراد وله خبر وشعر.
ومن فقهاء الناعطيين يسار بن أبي حرب، ولا أدري من أي أبيات الناعطيين هو.
ومن أشرافهم اليوم آل أبي المغلس ملوك الجوّة من أرض المعافر، وآل أبي أرنبة بناحية صنعاء وبخدار من مخلاف ذي جرة انقضاء نسب الناعطيين.
سائر ولد مرثد بن جشم بن حاشد
1 / 7
وأولد مرثد بن جشم بن حاشد الحارث وربيعة بطن يقال إنه ربيعة بن مرثد بن ربيعة بن ثور ناعط بن سفيان بن أشيع يمتنع فأولد الحارث بن مرثد يعمرًا وعكاكًا، فأولد عكاك عكبرًا بطن بأكانط، وأولد يعمر سلمان، فأولد سلمان زادان بطن بأكانط يقولون اليوم: نحن بنو زادان بن سلمان بن معمر بن الحارث بن سعد بن عبد ود بن وادعة انقضاء نسب مرثد بن جشم.
بنو مالك بن جشم بن حاشد
وأولد مالك بن جشم بن حاشد دافعًا وزيدًا وناشجًا الأكبر وكثيرًا وقعطًا وهو المنسر بطن وهم القعطيون وذا بارق وهم جعونة وعامرًا بطن وهم رهط الأعشى.
نسب آل مرب ملوك حاشد
فولد كثير بن مالك بن جشم معاوية ومالكًا وعبد الله وعمرًا، فولد معاوية صعبًا، فولد صعب السبع، فأولد السبع السبيع بطن وحوثًا وهو عبد الله بطن وهم الحوثان. فمن حوث الحارث الأعور بن عبد الله بن كعب بن أسد بن يخلد بن يعمر بن عمرو بن الحارث بن يمجد بن يخلد بن حوث، الفقيه صاحب علي وراويته. وولد مالك بن كثير نوفًا وعمرًا فمن نسب السفليين إلى مالك بن كثير بن مالك بن جشم بن حاشد قال: ذو سفل بن نوف بن مالك بن كثير. والأعم الأشهر أنه: نوف بن مالك الصامخ. وأولد عمرو بن مالك بن كثير حنشًا بطن بطن يقال إنه الأحنوش التي في بني ربيعة بن مالك بن حرب بن عبد ود بن وادعة وأولد السبيع بن السبع عمرًا فأولد عمرو سيفًا وعبدًا، فأولد سيف زودًا وعمرًا ذا كبار بطن. فأولد زود معدي كرب، فأولد معدي كرب مربًا، فأولد مرب زيدًا الملك وهو قاتل علقمة بن ذي قيفان ومتسلب مملكته، وكان زيد وآل زيد تحملهم الرجال على الأكف وهم يقولون:
نحن عبيد زيد ... لحمله بالأيدي
نريد بيت زيد ... نحن عبيد زيد
نحمله ببيد ... على ظهور الأيدي
وكان من طباع آل مرب إذا ساروا في طريق فلقوا امرأة ولّوا عنها وضربوا بأيديهم على أعينهم إعظامًا لحق الحريم. ودان له كثير من العرب: من مذحج، وجرم، ونهد، وخولان، ومن سكن عروض اليمامة من ربيعة. وكان علي بني تغلب هناك ملك من ملوك اليمن على عهد زيد، فمات فأتت وجوه بني تغلب زيدًا بن مرب فسألوه أن يملك عليهم ملكًا من قومه، والذي قدم عليه جابر بن حيّ بن عدي بن عمرو وأشراف منهم، فملك عليهم رجلًا من السبيع يقال له هانيء وفي رواية أخرى، من آل حذان يقال له هانىء فلما نزلوا في بعض الطريق شرب هانىء ومن معه فسكر فقالوا له: تعقل ناقتك؟ فقال لجابر: كن عقالها حتى تصبح. ثم نام وأخذ جابر بزمامها وقعد، فغلبته عينه فخلى عن زمامها فذهبت، فلما أصبحوا طلبوها فلم يقدروا عليها، فقالوا له: إركب بعض رواحلنا فقال: ما كنت لأجلس في رحل تغلبي، ولكني أركب جابرًا، فناشدوه، فأبى أن يركب غيره فشدّوا عليه فقتلوه ورجعوا إلى قومهم، وقال في ذلك جابر:
كلفني قيل ذي همدان ناقته ... وقيل ناقته ما ضلت النوق
فاهرب فلا يمنعنك اليوم غرّته ... فالتغلبيّ بضرب الملك محقوق
لما عرفت الذي قد كان همّ به ... بدرته الحمل، والمسبوق مسبوق
ولم أكن لأخي همدان إذ سردت ... سهمًا تغيّب عنه الريش والفوق
فلما بلغ ذلك زيدًا استنفر قبائل من همدان وقبائل من مذحج وحمير وغزا بني تغلب، وقد اجتمعت ربيعة ومن يليهم من مضر وعليهم يومئذ ربيعة بن الحارث بن زهير بن جشم بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب، أبو كليب ومهلهل فلقيهم زيد بجراد فقاتلهم قتالًا شديدًا، فهزمهم وقتل منهم وأسر سبعين رجلًا، فتوسلوا في أسرهم بالحارث الملك الكندي وأمه أم أياس بنت عوف بن محلم بن ذهل بن شيبان إلى زيد بن مرب، فأوفد إليه فيهم، فأطلقهم وأحسن إليهم. وفي ذلك يقول عمارة الكباري:
ويوم جراد لم ندع لربيعة ... وإخوتها أنفًا به غير أجدعا
بضرب تظل الطير تقفو رشاشه ... على الصخر حتى تنثني عنه ضلعا
ودارت على سبعين من سرواتهم ... رحى الحرب مكتوفًا بها ومدرعا
فأطلقهم زيد رعاية كندة ... وثبتهم بالفضل منه وشيّعا
1 / 8
ثم أغار زيد من فوره على شنوءة والحجر بن عمران بن عمر ولحدث قد كانوا أحدثوه عليه، فقتل منهم وأسر أسرى كثيرة، فوفد عليه رجل منهم يقال له المطرب بن مالك بن عنزة بن هداد بن زيد مناة بن الحجر بن عمران بن عمرو طالبًا في الأسرى فامتدح زيدًا فقال:
إلى حاشد أهديت شعري ومدحتي ... لكي يعلموا أني أروم المعاليا
إلى الملك زيد ذي الفعال وذي الندى ... سما سؤددًا قدمًا فبذّ المساميا
فلو شهدتني بالمقيل حليلتي ... وقد أشرعت همدان نحوي العواليا
إذن لرأت يومًا رأينا نجومه ... تألق من قتل يشيب النواصيا
يجاوب زيدًا منهم أهل نجدة ... كرام المساعي يتقون المساويا
وأدعو هدادًا جاهدًا فيجيبني ... صدى الصوت إذ لم أمنع الظعن خاليا
وكان فيمن أسر هداد بن عمرو بن حمّان بن هداد بن زيد مناة بن الحجر بن عمران بن عمرو، فقال في ذلك:
أبلغ فوارس همدان الألى ظفروا ... يوم الحظيرة والرايات تختفق
الجاعلين رماح الخط معقلهم ... والمقدمين إذا ما استطىء العنق
والحاملين رقاق البيض ضاحية ... على الشؤون إذا ما احمّرت الحدق
أضحى لزيد فعال في أرومتنا ... نعماء يعرفها الأملاك والسوق
السالك الخرق بالفرسان معلمة ... إلى الهياج عليها البيض تأتلق
والقائد الخيل منكوبًا دوابرها ... يجري عليها نجيع الجوف والعلق
والواهب القينة البيضاء مضحكها ... مثل الأقاح عليها الدرّ متسق
والشارب الصفو والأعناق مائلة ... يوم الخطوب إذا ما يشرب الرنق
وقال هداد أيضًا:
تبدّلت من سلمى وأسباب ودّها ... بلادًا بها الأعداء أعينهم خزر
بلادًا عليّ النوم فيها محرّم ... وأبناؤنا فيها يضيق بها الصدر
أسيرًا ودوني من بكيل وحاشد ... عثير رجال لا ينهنهها الزجر
يقودون أولاد الأغرّ كأنها ... نجوم الثريا حولها الأنجم الزهر
إذا ما دعا زيد لروع تعطفت ... عليه بأيديها المثقفة السمر
ويدعو بكيلًا حاشد فيجيبها ... وأدعو ففي الآذان من قومنا وقر
وكانوا قد أصابوا غلمانًا قد جمعوا في حظيرة ليعذروهم وهو الختان فأخذوهم، ولذلك قال يوم الحظيرة. وقال هداد:
لا يولعن بك إشفاق على طمع ... إني أرى الحرب لا تبقي ولا تذر
أهدت لنا حاشد يومًا كواكبه ... فيه تكاد على الأكواد تنفطر
شم العرانين أبطال مغاورة ... لا ينكلون إذا ما لفّنا الخور
فأطلق زيد أسراهم وفيهم هداد، ورد عليهم ما أخذ لهم، وحباهم، وضمن لهم الكف عنهم، وضمنوا له الطاعة.
فأولد زيد قيسًا وقد ملك، فأولد قيس زيد الأصغر وقد ملك وساد ورأس، وإليه وفد المسيب بن علس ويقال بل أسره فمنّ عليه، فقال فيه كلمته المشهورة وهي:
كلفت بليلي خدي الشبا ... ب وعالجت منها زمانًا خبالا
وقد أثبتناها في الكتاب الثاني من الإكليل. وقد يرى كثير من الناس أن هذه القصيدة في جدّه زيد بن مرب، ولم يدرك المسيب زيد بن مرب فأولد زيد قيسًا والعاقب، فأولد قيس عبد الرحمن وسعيدًا خاصّ عليّ بن أبي طالب ﵇ وصاحب أمر همدان بالعراق، وكان أحد فرسان العرب المعدودة وأحد الدهاة الخمسة وهم معاوية وعمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة وقيس بن سعد بن عبادة وسعيد بن قيس ومن الأجواد والذبّابين. وروى الهيثم بن عدي عن ابن عياش المرهبي قال: كان سعيد بن قيس جالسًا عند علي ﵇ فلما أن قام قال علي: هذا والله كما قال القائل:
من قوله قوله ومن فعله ... فعل ومن نائله نائل
وذكروا أن أبا بردة بن أبي موسى الأشعري أتى سعيد بن قيس ليسلم عليه وهو غلام حدث، فلما انصرف من عنده أر له بعشرة آلاف درهم فحملت معه، فأخبر أبو بردة أبا موسى بذلك فقال أبو موسى: " يا بني لك قوم ملوك، وهؤلاء ملوكنا " يعني همدان.
1 / 9
فأولد سعيد إسماعيل والعاقب، وكان ابنه إسماعيل رئيسًا. ولهم باليمن بقية وهم السعيديون ببيت زوج من ظاهر همدان، وقد أولد آل سعيد مقاول حمير. قال في ذلك حارثة بن بدر الغداني من بني تميم:
الله يجزي سعيدًا خير نافلة ... عني سعيد بن قيس رب همدانا
أنقذتني من شقا دهماء مظلمة ... لولا شفاعته ألبست أكفانا
قالت تميم عليّ لا نخاطبه ... وقد أبت ذلكم قيس بن عيلانا
فساغ في الحلق ريق كنت أجرضه ... لولاه كنت به ما عشت غصّانا
لكن تداركني محضٌ شمائله ... آباؤه حين ينمي خير قحطانا
نماه قيس وزيد والفتى مرب ... وذو الخبائر من أولاد غيمانا
وذو رعين وشمرٌ وابن ذي يزن ... وعلقم قبلهم أعني ابن قيفانا
وكان سبب مديح حارثة بن بدر لسعيد بن قيس، أن حارثة بن بدر الغداني وكان من وجوه تميم البصرة أفسد في الأرض أيام علي ﵇ وحارب، فطلبه علي فتخفى، فنذر دمه لمن ظفر به، فكلم الحارثة الحسن بن علي ﵇ وعبد الله بن جعفر وابن عباس يكلمون له عليًا ﵇، فسألوه أن يؤمنه فأبى ولم يؤمنه، فأتى سعيدًا بن قيس فكلمه، فانطلق إلى علي ﵇ وخلفه في منزله فقال: يا أمير المؤمنين كيف تقول فيمن حارب الله ورسوله وسعى في الأرض فسادًا؟ فقرأ " إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ... " الآية. فقال سعيد: أفرأيت من تاب من قبل أن تقدر عليه؟ قال علي: أقول كما قال الله تعالى: " إلا الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم " ونقبل منه قال: فإنه حارثة بن بدر الغداني قد تاب من قبل أن تقدر عليه. فآمنه، وبعث إليه سعيد فأدخله على عليّ ﵇، وكتب له كتابًا:
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا كتاب من عبد الله عليّ أمير المؤمنين لحارثة بن بدر. إنه كان حارب الله ورسوله، فتاب قبل أن يُقدَر عليه فمن لقيه من المسلمين فلا يعرض له إلا بخير، إلا أن يحدث حدثًا فيؤخذ به.
فقال حارثة بن بدر وقد خرج سعيد بن قيس يشيعه عند لحاقه بالبصرة في جماعة من همدان إلى نهر بالقرب من الكوفة:
لقد سروت غداة النهر إذ طلعت ... أشياخ همدان فيها المجد والخير
يقودهم ملك جزل مواهبه ... وارى الزناد طويل الباع مذكور
ولا يلين إذا ما سيم منقصة ... لكن له عندها عصب وتذكير
أغرّ أبلج يستسقى الغمام به ... حباؤه ظاهر في الناس مشهور
وقال حارثة أيضًا:
ألا أبلغن همدان إمّا لقيتها ... سلامي ولا يسلم عدوّ يعيبها
لعمر تميم إن همدان تتقي ... معادًا ويقضي بالكتاب خطيبها
إذا اقتسم الأقوام علمًا وسؤددًا ... فخير نصيب عند ذاك نصيبها
وقال حارثة أيضًا:
جلا كربتي عني سعيد وربما ... رجوت ابن عباس لها وابن جعفر
وجدت أخا همدان ألين جانبًا ... وأقول بالمعروف في كل محضر
سليل ملوك في الزمان أعزّة ... لهم جوهر يعلو على كل جوهر
سأشكر ما أوليتني ومننته ... عليّ بفضل منك ليس بمنكر
فلما بلغت عبد الله بن جعفر قال: نحن كنا أحقّ بهذا الشعر من همدان. وكانت هالة بنت عوف أخت عبد الرحمن بن عوف الزهري تحت سعيد بن قيس، وفيه تقول أخت عمرو بن الحصين السكوني وكان قتله سعيد بن قيس يوم صفين دون عليّ:
ألا إنما تبكي العيون التي ترى ... مصيبة عمرو والدموع سجوم
أراد عليًا بالتي لا شوى لها ... فأثبته عبل الذراع شتيم
سعيد بن قيس خير همدان واحدًا ... له حادث في قومه وقديم
فقل لسعيد والحوادث جمة ... جزتك الجوازي والمليم مليم
وفي سعيد بن قيس وجدّه زيد بن مرب يقول آخر وخاطب ناسًا:
لو كنت من يمن في عز أولها ... كنت المهيمن من زود ومن سدد
أو من بني حاشد في حفّ محتدها ... زيد بن ذي مرب الجود والعدد
1 / 10
الجابر الكسر محمود نوافله ... من آل همدان نبت العود ذي العمد
والحامل الثقل في اللأوا وقد علموا ... يؤتى البدور إذا ما ضنّ بالصفد
زين الأريكة عيناه ومضحكه ... إذا تبسم فوق الشرجع النضد
ساد الملوك مع الأرباب كلهم ... على ثراء من الأموال والعدد
انقضاء نسب آل مرب.
نسب آل ذي كبار
وأولد عمرو ذو كبار بن سيف يزيد ومنه انتشرت أبيات الكباريين منهم عمارة بن عبيد بن يزيد بن عمرو ذي كبار الشاعر جاهلي وحشيش بن ولد الشاعر. ودار ذي كبار من بلد همدان أثافت ويسميها كثير من همدان أثافة على قول من يقول تابوت وتابوه ولهم بها عدد وشرف وكرم. وكان أعشى بني قيس بن ثعلبة يزورهم ويتخرّف عندهم، وكان له في أعنابهم معتصر للخمر، ويروون عنه في قصيدته البائية قوله:
أحب أثافت وقت القطا ... ف ووقت عصارة أعنابها
ومنهم فرسان اليمن وشوكتها بنو طريف بن ثابت الكباري، منهم الوقاف والحرون إبراهيم ويوسف ابنا خلف بن طريف، ولما مسهم من ولاء يعفر الحوالي خبر عجيب.
وقال الرئيس الكباري من سكن أثافت وهو عالمهم: أولد عمرو ذو كبار بن سيف يزيد وسيفًا فالعدد في ولد يزيد وسيف قليل النسل وهاجر أكبر الجميع. قال: فأما من يسكن بأثافت من ولد عمرو ذي كبار فبنو قيس بن نمران بن عبد الرحمن بن عبد الله بن شرحبيل بن حامد بن زيد بن واقد بن يزيد بن عمرو ذي كبار. قال: وأولد قيس بن نمران الضحاك وحامدًا والأزهر والوليد والعلاء خمسة أبطن بنو قيس بن نمران، ثم تشعبت هذه البطون بطونًا كثيرة، منهم من بقي نسل ومنهم من قد درج نسله. قال: وأما من يسكن باليمن منهم فبنو توبة له مع حوشب بن عمرو بن عبد الله بن حامد بن زيد بن واقد بن يزيد بن عمرو ذي كبار. ويسكن بأفيق بنو عبيد بن ربيعة بن شرحبيل بن عبد الله بن حامد بن زيد بن واقد بن يزيد بن عمرو ذي كبار. ويسكن برعين بطن من ولد نمران بن عبد ارحمن بن عبد الله بن شرحبيل بن حامد بن زيد بن واقد بن يزيد بن عمرو بن ذي كبار. ويسكن بحضور بطن من ولد حامد بن زيد بن واقد بن يزيد بن عمرو بن ذي كبار. ويسكن بجبل الأهنوم بطن يقال لهم الأكفال من ولد زيد بن واقد بن عمرو ذي كبار.
وأولد سيف بن عمرو ذي كبار زودًا وأخًا له مات قبل بلوغه قال: وكان زود بن سيف قيلًا، وفي وقت قيالته عدت بنو حرب بن عبد ود بن وادعة على رجلين من ولد السبيع يقال لهما المزيّن والعرار ابنا مرة فلم تجب لهم زود الكبرى وحاسبهم وقدم على زود رجل من ولد عرار يقال له جعفر فقال لزود ولأخيه ابني سيف بن عمرو ذي كبار في كلمة له طويلة:
فلا وأبيكما سيف بن عمرو ... كريم الخيم عمرو ذي كبار
وعمكما يزيد أخو المعالي ... إذا عدّ المكارم للفخار
لئن يترك بنو حرب بن ودّ ... على قتل المزين والعرار
لنبتغين بحرب بيوم عدو ... ترى فيه الكواكب بالنهار
فلا تقعد على ذل لملك ... فإن الذل أكبر كل عار
فملك قبل ملكك قد تولى ... كملك القيل يحمد ذي مقار
ومن الكباريين أبو هارون الحاسب باليمن.
بقية بني السبع
وأولد عبيد بن عمرو بن السبيع بن السبع سلمان بطن منهم يحمد، ومن البون قوم، ومن السبيع بن السبع أبو إسحاق السبيعي الفقيه وهو عمرو بن عبد الله، وابنه يونس بن أبي إسحاق ففيه أيضًا انقضاء نسب السبع.
بنو عمرو بن كثير بن مالك بن جشم
وأولد عمرو بن كثير عبيدًا وذا رميض، فانضم عبيد بن عمرو بن كثير بن مالك إلى عبيد بن عمرو بن السبيع، وإليهما ينسب وطن العبيدين من دار السبيع.
وهذا نسب الخارف:
1 / 11
وأولد عبد الله بن كثير مالكًا وهو الخارف فأولد الخارف أنعم بن الخارف وهو مري، وهمل بن الخارف بكسر الهاء والميم. وهمل بفتحهما من فائش الجبر وأنمار بن الخارف وجشم بن الخارف، وزبير بن الخارف، وزيد بن الخارف، ووبير بن الخارف ويقال: أبير بن الخارف، وعصمان بن الخارف بفتح العين وضم الصاد بطن. وهم الأعصوم. وإليه ينسب وادي عصمان من بلد حاشد وعمرو بن الخارف، وصعب بن الخارف وبدر بن الخارف، وعبد عمرو بن الخارف. اثنا عشر رجلًا.
فأولد عبد عمرو سلمان، فأولد سلمان الحكم فأولد الحكم ثوابة فأولد ثوابة زيدًا، فأولد زيد ضمامًا وهو وافد بني الخارف إلى النبي ﷺ وكان شريفًا.
فأولد همل بن الخارف مربًا وبشرًا فأولد بشر حاطبًا وهم الأحطوب يسكنون ظبرة بني حاطب بالبون.
وأولد أنعم بن الخارف عاصمًا قتل في حرب همدان وخولان وظالمًا وهو ظليمة فأولد عاصم عنسًا ومالكًا وأنمارًا وملكان بطون كلها فولد أنمار بن عاصم أحمد وكلع بطنان. فالكلعيون يحالّون بني معمر بن الحارث من وادعة.
وأولد زيد بن الخارف مالكًا، فولد مالك زيدًا وثابتًا.
وأولد عمرو بن الخارف نطعًا بطن ولومًا بطن.
وأولد صعب بن الخارف شرهًا بطن.
وأولد بدر بن الخارف حقلًا وناحبًا وهم الأنحوب.
وأولد زبير بارئًا وأخرف.
وأولد وبير وثيرًا ووثير في نهم أيضًا. فأولد وثير حقرًا وذيبة وبولان.
وأولد ظليمة بن أنعم جدم وجدام من الصفد وعبسًا وناعمًا وهم النواعم وضاحكًا وهم الضواحك وقسمًا بضم القاف وتسكين السين. وفي مرهبة قسم بفتح السين، زنة قثم.
وأما جشم وأنمار ابنا الخارف فهما في وثن ووثن اسم وطن تقول حمير إنه سمي بوثن بن كرب إل بن نوفان بن يعفر بن سعد بن شرحبيل بن عمرو ذي أبين بن ذي يقدم بن الصوار بن عبد شمس ووثن أربعة أبيات: أنمار وجشم ابنا الخارف، وبطن من بني أرأد، وبطن من حضور المصانع انقضت بطون الخارف.
وهؤلاء بنو خيوان:
يعوق الصنم
وأولد زيد بن مالك بن جشم بن حاشد مالكًا وهو خيوان بطن وقابضًا بطن. وغلى خيوان بن زيد دفع عمرو بن لحيّ يعوق الصنم فكان في قرية خيوان.
فولد مالك وهو خيوان قيسًا وربيعة وزيدًا، منهم ذو رضوان بطن، وبنو كريب بطن. وقد يقول بعض نساب همدان: إن ذا رضوان من الخارف، وليس كذاك. والرضوانيون يتبكلون اليوم لأجل عداوة المعيديين وقرية خيوان بينهم نصفين، ولأجل ما جرّوه بين حاشد وبكيل من الحرب التي كانت بينهم في عصر يعفر ومحمد بن يعفر ولبثت عصرًا ثم تداعوا إلى الصلح وحضره وجوه الحيين وحسبوا القتلى حتى بلغ الحساب بها سبعمائة وخمسين وبقي ما يقرب تمام الألف، فقال أبو سهم بن الفرج السلماني: حرم منه ما حلّ إن زدتم عددكم، اجعلوه هدمة، واستحيوا من العرب فيما غدا بكم فيه العقوق وقطع الرحم، وبنو هدد بطن ويقال هم من ناعط ويسكنون بالجند، والقضاة من آل غندر وفي الناس غندر وآل أبي العدل بطن يسكنون بحراز.
ومن أشراف خيوان بن زيد زيد ذو ذيم بن قيس بن مالك بن محمد بن مالك بن رسة بن جبلة بن الفضل بن أشوع بن أيفع بن مرثد بن مالك بن زيد بن مالك بن ثير بن عمرو بن مالك خيوان، ومنهم عبد خير بن يزيد الخيواني الفقيه، وعبد الله بن مرة الخيواني الفقيه، وطاووس اليماني مولى لهم، وأسباط بن نصر الخيواني انقضى نسب خيوان بن زيد بن مالك بن جشم بن حاشد.
بنو قابض أخي خيوان
وأولد قابض بن زيد عمرًا ذا منادم وثوبان وأظمى بطن وهم الأظموء، دخلوا في ربيعة بن مالك بن حرب بن عبد ود بن وادعة انقضى نسب قابض.
بنو عامر بن مالك
بن جشم بن حاشد
1 / 12
وأولد عامر بن مالك بن جشم بن حاشد قيسًا بن عامر بطن وهم رهط الأعشى أعشى همدان الشاعر، واسمه عبد الرحمن بن الحارث بن نظام بن جشم بن عمرو بن مالك بن عبد الحق بن زيد بن زيد بن حرب بن قيس بن عامر بن مالك بن جشم بن حاشد. وقد يقول نساب الكوفة: " ابن عبد الجن "، وهو بن عبد الحق، ولا يزال هذا الإسم في الخيوانيين إلى اليوم، وأما عبد الجن فمن طيء، ومن جرم عمرو بن عبد الجن الجرمي قائد جذيمة ملك الحيرة، وشهر بن عامر بطن منهم آل ذي نعيم وصبارة بطن وصابرة من أرحب أيضًا. وقد يقال في هذا صبار بغير هاء، منهم بقية بخيوان. وآل ذي نعيم اليوم ينتمون إلى الخارف وهمًا فيقولون: ذو نعيم بن شهر بن صعب بن الخارف انقضى نسب بني عامر بن مالك بن جشم بن حاشد.
بنو ذي بارق بن مالك
بن جشم بن حاشد
وأولد جعونة ذوب ارق بن مالك بن جشم بن حاشد مالكًا، فولد مالك الخبذع بطن وهم الخباذعة. منهم القاسم بن الوليد بن سلمة بن خارج بن كريب بن أيفع بن زيد بن المنذر بن مالك بن زيد بن الخبذع بن مالك بن جعونة ذي بارق الفقيه، والفندش بن حيان بن وهب الذي يقول فيه أعشى همدان لابن الأشعث:
أمن ضربة بالسوط لم يدم كلمها ... ضربت بمصقول علاوة فندش
انقضى نسب ذي بارق.
بنو دافع بن مالك
بن جشم بن حاشد
وولد دافع بن مالك ناشجًا الأوسط وسعدًا وأصبى ثلاثة نفر.
فولد سعد عُذَرَ بطن عظيم، وعبسًا. فولد عبس الشارق بطن. وولد عذر بن سعد أسنا والنمر ومدركًا ومالكًا، والعدد في أسنا والنمر.
فولد أسنا بلعًا بالعين. وبلعاء بن قيس ممدود من كنانة وسعدًا فولد بلع جديلة وشرحًا بضم الشين وتسكين الراء والأنحر وشوما. وأولد سعد المكبش وعصمًا وذكرًا وحرثًا وزاهرًا وهم العصيمات والذكرات والأحراث والأزاهر.
وولد النمر عبد الله وحمّان وحمّان أيضًا في الصدف، ومن الحجر بن عمران وعمرًا ومالكًا ومذعورًا وقطيفًا وهم القطافات والمذاعير هؤلاء من يسكن بشعب من المغرب.
وأما من يسكن بمطرة فبنو سلامان بن أسنا وبنو المقصص من ولد مالك بن عبد الله بن النمر. فافترقت بنو سلامان على أحد عشر جدًا: بني سلام زنة غراب وبني حفير وبني أسود وبني فيلم وبني طيبة وبني مرة وبني النمر وبني عاصم وبني حديم والأجبال وبني الهذيل. وافترقت بنو المقصص على قيس وبني مالك. وبنو المقصص أثرى من بني سلامان. وسمي المقصص لأنه كان لا يسرح ماله ببراقش والحريق حتى يقص الآثار ممن يطرق البلاد.
وأما بنو مالك بن عذر وبنو مدرك بن عذر فهم بالعراق والشام أكثر. فمن بني مالك بن عذر حمرة وسعد ابنا مالك بن سعد بن حمرة بن مالك وهو أبو شعيرة ابن منبه بن سلمة بن مالك بن عذر، كانا من شهود معاوية يوم الحكمين. وقد صاهر هذا البيت آل الحارث بن عبد المطلب بن هاشم، كانت بنت المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم، كانت بنت المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب تحت سعيد بن حمرة وكانت بنت سعيد تحت المطلب، فدخل سعيد على عبد الملك بن مروان في بعض شأنه فقال: بلغ من أمرك أن تزوج في بني هاشم! فقال له سعيد: ما أصبت لي كفؤًا سواهم، قال عبد الملك: أفما كان لك في بني أمية كفؤ! قال: أما في بني الحكم فلا. فأمر به فوجئت عنقه، فانصرف إلى الأردن فقال لأهلها: يا هؤلاء، ألا تخبروني عن طاعتكم مدخولة هي؟ قالوا: لا. قال: فمن جزاء الطاعة أن تشتم أعراضكم ويستخفّ بكم؟ فبلغ ذلك عبد الملك فأرسل إليه يستزيره، فلما قدم عليه ولاه الأردن، وأمر له بمائة ألف درهم وقال له: أذهب ما في نفسك؟ قال: لا. قال ابن عياش المرهبي: فلم يزل عبد الملك مكرمًا له، وزوّجه امرأة من بني أمية. ولم يزل آل عبد الملك يكرمونه بعد عبد الملك. وقال الهيثم بن عدي: ورأيت شيخًا من وفد الأردن الذين قدموا على المهدي، فسألته عن نسبه فانتسب إلى سعيد بن حمرة، فسألته عن هذا الحديث فقال: الأموية والله جدتي. وكان مهاجر سعيد بن حمرة إلى الشام في ثلاثمائة أهل بيت من مواليه سوى أسرته. وولاه معاوية شرطته، ثم ولاه الشرطة يزيد، ثم ولاها عبد الله بن عامر الوادعي.
1 / 13
وأولد مالك بن عذر سلمة وحبلًا وصعبًا وسهمًا وحديرًا. وولد مدرك بن عذر سلامان وسنانًا بطون كلها. ومن أشراف عذر وفرسانها وشعرائها في الجاهلية بدّاء ابن سلمان وهو القائل:
صبحنا الجمع جمع بني حماس ... بجنب رماحه كأس القرام
فأجلوا عن كرائمهم جميعًا ... وخلوها لفرسان كرام
حلائل ما تحل لنا بمهر ... سوى الغارات أو ضرب السهام
ومن فرسانهم وشعرائهم في الجاهلية عبد الله بن حبل أخو بني سلامان وهو القائل:
ألا أبلغ بني سليم ... وعامر والقبائل من كلاب
مغلغلة فكيف وجدتمونا ... غداة السفح من كنفي مذاب
عشار في مراتعها وعوذ صفايا ما تدر على عصاب
يراها الجاهلون لهم نهابا ... وموت واقع دون النهاب
ومن عظماء عذر في الجاهلية أبو شعيرة ويسمى غنيمة عذر. وكان شهد بعض أيام عذر فأبلى وقطعت يده فراحت به عذر وهي تقول: غنمنا أبا شغيرة، لم نغنم غيره.
ومن دهاة عذر وزهادها البراء بن وفيد، وهو الذي نقم على معاوية منعه للفرات أصحاب علي ﵇ لما سبق عليه بصفين وكان من أصحاب معاوية وكان صديقًا لعمرو بن العاص، فلما قدم علي ﵇ يوم صفين وجد معاوية قد نزل على الماء فمنعهم، فقام البراء بن وفيد إلى معاوية فقال: سبحان الله العظيم حين سبقتموهم إلى الفرات تمنعونهم الماء! وإن فيهم العبد والأمة والأجير ومن لا ذنب له، هذا والله أول الجور. لقد بصّرت المرتاب، وشجعت الجبان، وحملت من لا يريد قتالك على كتفيك. فقال معاوية لعمرو بن العاص: أكفني صديقك الهمداني لا يفسد عليّ عسكري. فقام إليه عمرو فأغلظ له، فأنشأ يقول:
لعمر أب معاوية بن حرب ... وعمرو ما لأيهما وفاء
سوى طعن يحار القيل فيه ... وضرب حين تبتاع الدماء
فلست بتابع دين ابن هند ... طوال الدهر ما أرسى حراء
فقد ذهب العتاب فلا عتاب ... وقد ذهب الولاء فلا ولاء
وقولي في حوادث كل أمر ... على عمرو وصاحبه العفاء
ألا لله درّك يا ابن هند ... لقد ذهب الحياء فلا حياء
أتحمون الفرات على رجال ... وفي أيديهم الأسل الظماء
وفي الأعناق أسياف حداد ... كأن القوم عندكم نساء
أترجو أن يجاوركم علي ... بلا ماء وللأحزاب ماء
دعاهم دعوة فأتت رجال ... كجرب الإبل خالطها الهناء
فكيف رأيت إذ نادى أخال ... له مرعاه والماء الرواء
ثم وطىء لما جنّه الليل في متن فرسه، فلحق بعلي فقاتل معه حتى قتل ﵀ انقضى نسب عذر.
نسب المعيديين
وأولد أصبى بن دافع يامًا والحارث وعينيلا بطنًا دخل في عنس مذحج وعيينيلًا درج.
وقد يرى بعض نساب همدان أن أصبى أولد مع هؤلاء سعدًا أبا عذر، وأن سعدًا ليس بابن ناشج، والقول ما قلنا.
فولد الحارث بن أصبى مرثد بن الحارث، فأولد مرثد عمرًا، فأولد عمرو مرة، فأولد مرة يريم، فأولد يريم أحمد، فأولد أحمد يريم فأولد يريم حمرة وأبا حجر وأبا عشن وصامًا، فأما صام فهم بطن بالخشب، وأما أبو عشن وكان سيد حاشد في عصره، وهو الذي غزا بيشة بعطان واستنفر وادعة وقبائل من حاشد فنفروا، وسانده في ذلك الجيش الأجدع بن مالك المعمري. وكان أبو حجر يدعى في الجاهلية مطعم الحاج وكان قبله من بني خيوان بن زيد زادالراكب. وكان عبد الله بن أبي حجر فارسًا مطلاعًا، وشهد صفين، وهو القائل:
نصرنا أمير المؤمنين حمية ... ودينًا وأوطانًا رقاب المعاشر
ضربنا قريشًا بالسيوف وغيرها ... فأدرك منها كل وتر لثائر
1 / 14
فأولد حمرة أبا معيد، ونفر عن اليمن فكان مع علي ﵇، فلما صير راية همدان إلى سعيد بن قيس غضب وبات يكدم واسط كوره حتى أفناه ثم لحق بمعاوية وكان عنده وجيهًا، وقدم إلى اليمن فلزم بلد الأهنوم والمغرب حتى قدم بسر بن أرطأة من قبل معاوية فكان له رجلًا ويدًا في بلد همدان، فنال من شيعة علي ﵇ في بلد همدان وصنعاء فأقوى، وضرب من الأبناء على باب المصرع اثنتين وسبعين رقبة فسمي الموضع المصرع، وارتدت الأبناء عن التشيع من يومئذ إلى اليوم.
فأولد أبو معيد واسمه أحمد قيسًا، وقد ولي قيس وأبو معيد بعض عمل المعافر، فأولد قيس سعيدًا، فأولد سعيد العباس، فأولد العباس الضحاك ورزامًا وسعيدًا الحوالي وهم الذين قاموا لحرب بكيل وقتل رزام بابن أبي عيينة العبدي سيد أرحب. فأولد الضحاك محمدًا وقد رأس، وقتله ابن مسعود غلام أبي يعفر بأمره غيلة، فغضبت فيه همدان وقامت فيه حاشد وبكيل مع الدعام بن إبراهيم بن عبد الله بن يأس العبدي سيد بكيل فأزال مملكة آل يعفر. فأولد محمد بن الضحاك أحمد أبا جعفر سيد همدان في عصرنا وصاحب الوقائع والأيام، وهو الذي يمدحه الهمداني ويقيد أيامه، وهو منه خلّ وصاحب، وشهد مائة وقعة وستًا، كان أكثرها بين حزبه وبين يحيى بن الحسين العلوي، وأسر ابنه محمد بن يحيى يوم إتوة، ثم صافاه ابنا يحيى: محمد المرتضى وأحمد الناصر، وكان لهما نعم الصاحب والوزير على أمورهما، ثم باعده القاسم بن الناصر فجرى بينهما ما ينطق به شعر الهمداني، ودخل صعدة ثلاث مرات فأخربها، ودخل صنعاء كرتين فأحسن فيهما، وقال للناصر يومًا وقد أغلظ له في سبب رجل قتل في حده صنعاني: " كأنك أردت أن ترضي هؤلاء المتجرة والدلمة بي، أنا نعم الصديق إذا صادقت، ونعم العدو إذا عاديت ". فندم الناصر واعتذر إليه. وحضه يومًا على صلح بني ربيعة بن مالك بن حرب بن عبد ود بن وادعة وبأمره وقع الشر بين ابن الضحاك وبينهم فكره وقال: إذا كان لي عدو مخالط أخرجته مني، فإن لم أقدر عليه خرجت عنه، ومتى أغضبت فزعت إلى قائ سيفي ولم أحاكم. قال له: أنت إذا غضبت لم ترض، وأنا أغضب في النهار كذا وكذا وأرضى مثلها. قال: فمصيبة أعزك الله. ما يؤمن رعيتك في بعض غضباتك أن يهلك منها الخير وينطف منها البريء. وكان مظفرًا له راية. وقتل أبوه وهو ابن سبع سنين فراعي ثأره في آل يعفر سبعًا وخمسين سنة، ثم قتل منهم خمسة بخديعة. وأخباره كثيرة. وهذا البيت من المعيديين لا يرون لهم كفؤًا من حاشد، وقد طمع محمد بن يحيى بن الحسين بالصهر إليهم فأعجزه ذلك.
أولد محمد بن الضحاك مع أحمد إبراهيم أبا حاشد، وكلاهما قد أعقب انقضاء نسب المعيديين. يتلوه: نسب يأم أولد يأم بن أصبى جشم ومذكرًا، فولد جشم دؤلًا ويخفف فيقال الدول وصعبًا. فولد دؤل سلمة، فولد سلمة ذهلًا والنمر، وسلمة بن سلمة، فمن بني ذهل الحكم بن عبد الرحمن بن الحارث بن عبد كريم بن جحدب بن ذهل بن الحارث بن ذهل كان من فرسان الجماجم، وزبيد بن الحارث بن عبد كريم الفقيه، وطلحة بن مصرف بن عمرو بن كعب بن جحدب بن معاوية بن سعد بن الحارث بن ذهل الفقيه وكان من أئمة القراءة، وعبد العزّى بن سبع بن النمر بن ذهل الشاعر جاهلي، وابنه مدرك بن عبد العزّى شاعر أيضًا وهو القائل:
وأنّى لكم أن تبلغوا مجد يأمنا ... وأرحب حتى ينفد الترب ناقله
فهم أصل همدان الوثيق وفرعها ... قديمًا وأعلى هضبها وأطاوله
1 / 15
ومن يام العقار بن سليل بن ذهل بن مالك بن الحارث بن سليل بن ذهل بن مالك بن الحارث بن ذهل بن سلمة بن دؤل بن جشم بن يأم قاتل مشجعة الجعفي، وكان سبب ذلك أن بلاد يأم أجدبت فنجع العقار إلى بلاد جعف، وكان بين يأم وجعف ولث وصلة، فكانت إذا أجدبت رعت بلد يأم، وإذا أجدبت يأم رعت بلاد جعف، فلما نزل العقار بلاد جعف حال مشجعة بن المجمّع بن مالك بن كعب بن عوف بن حزيم بن جعفي بن سعد بينه وبين الرعي، فقال له العقّار: فأين العهد فيما بيننا؟ قال له مشجعة: لجفنة من حيس بارد أحب إليّ من عهد يأم.. فقال له: ألا جعلته سخنًا! ثم انطلق إلى امرأة رجل من جعفي كانت تبيع الخمر، وكان يقال لزوجها ذيبان بن بادية وكان له عندها فرس مرهون على أربعة أبعرة، فضمن أن يبعث إليها بالأبعرة وسألها أن تعطيه الفرس، ففعلت، فأخذ الفرس فركبه، وقد كان بعث بماله مع خدمه، ثم أتى مشجعة ومعه حربة فطعنه بها فأخرجها من بين كتفيه فقتله، فتبادرت إليه جعفي فسبقهم ركضًا، فقال في ذلك العقّار:
لم يبق من خبر الجعفيّ باقية ... إلا الأمائر والأقطاع والدرس
ردّي إليك جمال الحي فاحتملوا ... فإنهم من نفوس القوم قد يئسوا
لما رأونا نمشي في ديارهم ... كما تمشي الجمال الجلة الشمس
مثل الليوث عدت يومًا لمعترك ... عند اللقاء وتقصيد القنا حرس
لا يسمع الصوت منا غير غمغمة ... بالبيض تضرب هامًا فوقها القنس
أما حليلة ذيبان فقد كرمت ... في الفعل منها فلم تدنس كما دنسوا
جادت بما سئلت لما رأت جزعى ... من فوق أعيط في لحظاته شوس
منحت مشجعة الجعفي مرهفة ... كأنها حين جازت صدره قبس
ظلت كرائم جعفي تطيف بها ... هيهات من طالبيه ذاك ما التمسوا
وقال أيضًا:
نحن بنو يأم ونحن الدفعهْ ... سائل بنا مقاعسًا وصعصهْ
وسيد الحي الرئيس مشجعه ... منحته ذات غرار مردعهْ
جادت له منية مفجّعة
وقد يدعي بنو نهد قتل مشجعة، والخبر ما ذكرنا. وإنما سمي العقّار لأنه شهد وقعة كانت لهمدان وبعض أعدائهم، فحلف ألا يقتل في ذلك اليوم أحدًا، فجعل كلما لقي فارسًا ضربه ضربة خفيفة حتى عقر نحوًا من ثلاثين فارسًا، فسمي في ذلك اليوم العقّار.
وأولد مذكر بن يأم هبرة ومواجد وهم الأحلاف وألغز زنة أحمر فتحالفا على ألغز. فولد مواجد الأسلوم وبغيضه وجحدبًا ورفدة، منهم عبيدة بن الأجدع من بني سلمان بن حبيب بن مواجد الفقيه، وحبيب بن مواجد ممن شهد حرب خولان، والوزّاع بن معاوية بن مالك بن أحزم بن هبيرة بن مذكر الشاعر. ومنهم الحارث بن موزع كان شريفًا. ومن يأم بيت يقال لهم آل ذي حاجة، وبنو مقاحف بطن في جنب. ومن يأم سمير الفرسان وهو مختلس خباشة عمرو بن معدي كرب، وذلك أن عمرو بن معدي كرب لما غزا خولان فدخل الحقل وفض حصن غنم وجل الأموال واجتاح الضنين، قدم تلك الغنائم مع عميه سعد وشهاب، فعرض لهما سمير في جمع من يأم فقتلهما وعدة معهما من بني زبيد وأخذ ما كان في أيديهما، فبعث عمرو إلى سمير يتوعده، فقال سمير في ذلك:
أيرسل عمرو بالوعيد سفاهة ... إليّ بظهر الغيب قولًا مرجّمًا
ليسمع أقوامًا ما ليس مقدمًا ... عليه وقد رام اللقاء فأحجما
فإن شئت أن تلقى سميرًا فلاقه ... وعجّل ولا تجعله منك تهمما
فسوف تلاقيه كميًا مدججًا ... حميمًا إذا ما همّ بالأمر صمّما
فإن تلقني أصبحك موتًا معجلًا ... كفعلي بعميك اللذين تقدما
فسوف أريك الموت يا عمرو جهرة ... فتنظر يومًا ذا صواعق مظلما
ومن يأم أيضًا أبو جسيس الجواد، وهو القائل لبعض بني عمه في شيء كان بينهم:
قل لهذين كلا زادكما ... ودعاني وأغلا حيث أغل
رب زاد قد أكلنا طيب ... بعده الشهد بألبان الإبل
ثم لم يشهده مثل لكما ... لا ولا كان لدي الزاد علل
1 / 16
إنما الزاد لمن يبذله ... فإذا ما نلت خيرًا فأنل
إنما حظك منه ذكره ... لا تقولن عسى لا ولعل
ومن شعراء يأم عاصم بن الأسفع، والشرقي بن عمرو.
وكانت يأم تدعي في الجاهلية قتلة جبانها وفي الإسلام يأم القرى. وكان فيهم جبان في الجاهلية يقال له أنيب، فحلفوا ألا يولد له ولد فيهم أبدًا، وحلفوا على قتله. فقال لهم رجل منهم: ويحكم، أخصوه ولا تقتلوه، فإنه لا يولد له إذا كان خصيًا، فلا تحنثون في أيمانكم. فشاع ذلك في همدان، فكرهت أن تذهب يأم بهذا الذكر دونهم، فقالوا لهم: خذوا من كل قبيلة سهمًا فارموه بجميع السهام، وإلا حلنا بينكم وبينه. فأجابوهم إلى ذلك، فبعث إليهم من كل قبيلة بسهم، ثم صيروه هدفًا وجعلوا يرمونه ويقولون:
لله سهم ما نبا عن أنيب ... حتى يوارى نصله في منشب
ومر فتى من أهل الكوفة بالحجّاج وهو يعرض الجند، فأعجبه فقال: ممن أنت يا فتى؟ قال: أنا من قوم لم يكن فيهم جبان. قال الحجاج: أنت إذن من يأم. قال: أنا منهم انقضى نسب يأم.
نسب وادعة
وأولد نشاج بن دافع عامرًا وسابقة الكبرى، فولد عامر عمرًا، فولد عمرو وادعة. وكانت وادعة تسمى في الجاهلية عصارة المسك وتسمى مرهبة الدعام مرهبة الدوسر وتفسير الدوسر: أن الجيش إذا بلغ اثني عشر ألفًا سمي الدوسر، فإذا قاد الرجل هذا المقدار سمي قائد الدوسر. وقال بعضهم إذا بلغ فيه ألف فارس سمي الدوسر، والأول أعم، وتسمى أرحب أرحب الكرام وأحلاس الخيل، ثم جرى على همدان كلها فقيل همدان أحلاس الخيل. وتقول العرب: لا يتفرس إنسان بعد أربعين سنة فيفرس إلا أن يكون همدانيًا، لجبلتهم على الفروسة. وكذلك رأيناه. وتسمى دالان فتيان الصباح وشاكر شاكر القرى وشاكر الجوار قال الراجز:
حياكم الله وحيا شاكرًا ... قوما يغدّون الدخيل باكرا
ويؤثرون الضيف والمجاورا
آل معمر بن الحارث الوادعي فولد وادعة عبد ود بن وادعة وناشج بن وادعة. فولد عبد ودّ بن وادعة سعد بن عبد ود بن وادعة وحرب بن عبد ود وربيعة بن عبد ود وأمهم أم عشب ابنة عدي بن ثعلبة بن كنانة بن بارق وهو سعد بن عدي بن حارثة بن عمرو مزيقياء، وهذه الولادة هي التي جرّت غباة وادعة إلى قولهم: نحن من الأزد من ولد عمرو بن عامر ماء السماء فولد سعد بن عبد ود الحارث بن سعد، فولد الحارث بن سعد معمر بن الحارث بضم الميم الأولى وكسر الميم الأخرى، وليس هذا الإسم إلا في همدان. وفي العرب معمر بفتح الميم ومرّ بن الحارث وعمرو بن الحارث وعلة زنة عمرو بن الحارث بطن، وهم العلهيون، حلال شاكر بجدرة وحرب بن الحارث وأمهم من بني كاهل بن عذرة.
فولد حرب بن الحارث قسرًا بطنًا، منهم عمرو بن الحارث بن عبد عمرو بن عبد يغوث بن قسر أخذ الراية يوم صفين. وولد معمر بن الحارث حريم بن معمر وسلمان بن معمر ومطرف بن معمر والعريف بن معمر وسعد بن معمر خمسة نفر. فمن بني سلمان بن معمر الأجدع بن مالك بن أمية بن جعفر بن سلمان بن معمر فارس همدان وشاعرها في عصره، وكانت تحته كبشة بنت معدي كرب الزبيدي ولها يقول الأجدع:
ألا أبلغ فتاة بني زبيد ... كبيشة والحديث له نماء
مغلغلة وجهر القول مما ... يوكل في الخطوب له البلاء
ولها يقول صهره عمرو بن معدي كرب فيما فعل به بنو الأصيد من سفيان بن أرحب:
لعمرك لولا أجدع الخير فاعلمي ... لقدت إلى همدان جيشًا عرمرمًا
لقدت إلى همدان ألف طمرّة ... وألف طمر من كميت وأدهما
ووفد الأجدع على عمر فسماه عبد الرحمن وقال: الأجدع شيطان وابنه مسروق بن الأجدع الفقيه وكان شريفًا، ومحمد بن المنتشر بن الأجدع كان من أشراف أهل الكوفة ويكنى أبا القاسم، وهو القائل لإبراهيم بن مالك الأشتر النخعيّ:
إذا أنت لم تكرم سراة عشيرتي ... فما للذي بيني وبينك واصل
تراني مع العادي عليك إذا عدا ... بلا منة إن لم تغلني الغوائل
كأنك يوم الراسبيّ نعامة ... شآها مع الرأل النعام الجوافل
شآها: سبقها. ويروى نساها، نسا في نُسي في لغة من يقول غزا ورمى. ويروى نساها وهي أصوب الروايتين أي زجّاها ودفعها، قال الشاعر:
1 / 17
فما أم خشف بالصلابة شادن ... تنسّىء في برد الظلال، غزالها
عطفنا عليك الخيل تعطف بعد ما ... ظننت نرين أن أمك هابل
وأخوه المغيرة كان شاعرًا.
هذا نسب بني معمر آل الأجدع، والنساب يقولون: هو الأجدع بن مالك بن أمية بن عبد الله بن مرّ بن سلمان بن معمر، وبنو معمر أبصر بنفوسهم. ومنهم هانيء بن أبي حية بن علقمة بن سلمان بن مالك بن معاوية بن سعد بن معمر، والمديوب وهو كبير بن أبي حية الشاعر، وحشيش بن الوازع بن عبد الله بن مر بن سلمان، ومنهم عبد الله بن عامر. وفد على النبي ﷺ وكان مع علي ﵇ بصفين، ومنهم أبو ميسرة عمرو بن شرحبيل الفقيه وكان أحد الفرسان.
فولد حريم بن معمر ربيعة بن حريم، فولد ربيعة بن حريم النضر بن ربيعة والنضريون أشراف بني معمر وسعيد بن ربيعة ويعرف بأبي العريف ومالك بن ربيعة وعبد الله بن ربيعة، فولد النضر بن ربيعة عليّ بن النضر وكثير بن النضر بطن، فولد علي بن النضر عبد الأمين بن علي والحسن بن علي. وولد سعيد أبو العريف عبد الرحمن بن سعيد وقيس بن سعيد والحارث بن سعيد ويزيد بن سعيد فدرج يزيد. فولد عبد الرحمن عمرًا، فولد عمرو يزيدًا، فولد يزيد عبد الله، فولد عبد الله أيوبًا، فولد أيوب محمدًا وأبا سلمان. وولد مالك بن ربيعة الوضاح بن مالك وسعيد بن مالك والنضر بن مالك وموزع بن مالك. وولد عبد الله بن ربيعة شريح بن عبد الله ويزيد بن عبد الله ويزيد بن عبد الله وسعيد بن عبد الله وصفوان بن عبد الله. وولد مطرف بن معمر يزيد بن مطرف وعبد الله بن مطرف وهو المعروف بأبي كبشة ومالك بن مطرف فولد مالك بن مطرف علقمة بطن. وهم العلاقم، يسكنون بصبر من بلد خولان بصعدة ولهم نجدة ودين وأمانة. وأولد العريف بن معمر هانىء بن العريف وعمرو بن العريف وعبد الله بن العريف، فهؤلاء بنو معمر بن الحارث.
ربيعة بن عبد ود بن وادعة وأولد ربيعة بن عبد ود بن وادعة عمرًا ومالكًا. فولد مالك الحارث وأمه البيضاء من حمير. والحارث بن مالك ممن شهد حرب خولان، وقتل فيها هو وعمه وأبوه يوم الضرك. فولد مالك بن الحارث عتبان وعمرًا وزيدًا، فولد عمرو بن مالك بن الحارث مرًّا وأمية ومعاوية وربيعة بطون. فالمريون حلال للحناجر والعلهيين بجدرة. وولد عتبان الأقمر وعبد الله. وغلب على بني مالك بن ربيعة بن عبد ود اسم بني البيضاء. وأولد مر بن الحارث بن سعد عمرو بن مر وهو الدهر سمي به لطول عمره، وهرثمة بن مر بطن وهم الهراثم، والمنذر بن مر وعبد الله بن مر. فولد عبد الله بن مر يربوعًا وأبا ثبيتة. فأولد أبو ثبيتة الأزمع، فأولد الأزمع حارثًا وشدّادًا وكانا شريفين. وولد الدهر الغطريف بن الدهر وروقًا فمن بني روق المعان بن روق الشاعر إسلامي، وهو القائل:
ومد من رحل العطاط وردنه ... وقد النجوم على المغارب دفّع
أدلى غلامي دلوه يبغي بها ... وشلا لينشح قلب صاد يهلع
فأتت بنسج العنكبوت كأنه ... ثوب المقام على العصي مشرّع
فلوى الرشاء وطرت فوق شمّلة ... وجناء دانية المراح تلذع
والمنقش بن الدهر وكان من فرسان همدان وحماتها وفيه يقول المعان بن روق:
والمنقش بن الدهر من فرساننا ... وابن العريف ومالك والأجدع
ردّوا الأوارك من مراد بعدما ... بطنوا بها بطن المحورة تسرع
ردوا هواديها على أعقابها ... عكرًا يضيق بها المسيل الأجرع
يدعى جوف مراد جوف المحورة.
1 / 18
وولد المنذر بن مر حجرًا، فأولد حجر الدهر بن حجر، فأولد الدهر بن حجر أبا حمضة بن الدهر، فأولد أبو حمضة المنذر، فأولد المنذر أبا حمضة، فأولد أبو حمضة المنذر بن أبي حمضة وهو الذي فرق بين العتاق من الخيل والبراذين. وكان خبر ذلك أنه كان عاملًا لأبي عبيدة بن الجراح على بعض ثغور الروم فتبع قومًا من العدو وأغاروا في عمله فلحقهم في أصحاب العتاق وعجزت البراذين، وظفر بالعدو وغنم. فلما قسم الفيء في أصحابه، أعطى صاحب الفرس العتيق سهمين وصاحب البرذون سهمًا، وكتب إلى أبي عبيدة يعلمه بما صنع. فكتب أبو عبيدة بصنيعه إلى عمر، فلما قرأ عمر كتابه قال: لله در الهمداني، لقد أذكرت به أمه. أجروها سنّة. فهي إلى اليوم سنّة جارية. وحدثني الحسن بن حويت المعمري عن خاله بن ظهير المعمري وكان علامة همدان عن أسلافه أن المنذر بن أبي حمضة الأكبر قال: يا معشر همدان يستخير الرجل منكم الفحل لحجره ولا يستخيره لكريمته! وكان له ابنتان فزوج واحدة بمالك بن أمية فأتت بالأجدع بن مالك وزوج الأخرى من ثمامة، فتزوج الحارث بن ثمامة ابنة الأجدع وقتل يوم الرزم، وفيه يقول الأجدع:
اسألتني بركائب ورحالها ... ونسيت قتل فوارس الأرباع
وبنو الحصين أما أتاك نعيهم ... أهل اللواء وسادة المرباع
حضروا المواسم فانتزعنا مجدهم ... منا بأمر حسادة ورباع
تلك الرزية، لا ركائب غودرت ... برحالها مشدودة الأنساع
والحارث بن يزيد ويحك أعولي ... محضًا شمائله رحيب الباع
فلو أنني فديته لفديته ... بأناملي ولجنّة أضلاعي
لدفعت عنه في اللقاء وفاته ... دفعي، وكل منية بدفاع
وولد المنقش بن الدهر محمدًا، وولد هرثمة بن مرّ قيس بن هرثمة ومرزوق بن هرثمة والحكم بن هرثمة ويقال الحكم من اليقشب بن الحارث أربعة أبطن وهم الهراثم انقضاء نسب سعد بن عبد ود.
وأولد حرب بن عبد ود وادعة مالك بن حرب والحارث بن حرب، فولد الحارث بن حرب عبد بن الحارث بطن. وهم بنو عبد وادعة، وهم أنجد وادعة على قلة من عددهم ويقشب بن الحارث بطن. وهم القشب ونوسان بن الحارث بطن. وطنهم أرض نوسان من أرض الخشب وأم الجميع من حمير. فولد عبد بن الحارث كامل بن عبد ومانع بن عبد والحارث بن عبد وعريب بن عبد. وولد مالك بن حرب بن عبد ود بن وادعة صريم بن مالك بطن. وهم رأس الديوان من حاشد، وفيهم الفرسان والنجدة وربيعة بن مالك بطن. ثرا. فولد صريم بن مالك مرّ بن صريم والأجدع بن صريم وبدّاء بن صريم. فولد الأجدع بن صريم قيس بن الأجدع وعبد الرحمن بن الأجدع وربيعة ومعاوية وعبد الله وصريم الأصغر. فأولد صريم الأصغر عبد الله وأبا الزاهرية والحارث. والحارث القائل لعمرو بن معدي كرب:
سل الناس هل هزّت فوارسنا الوغى ... عشية أوطأنا فوارسنا عمرا
على حنق والخيل من كل جانب ... عوابس بالفتيان تقحمها زجرا
هجرنا لبون الحرب للطالب القرى ... لنبلي فيمن كان يحبطنا عذرا
وكنا إذا ما استمطر الناس رعدنا ... فأمطر بيضًا والمثقفة السمرا
حمينا بها جارًا ونلنا طوائلًا ... ونلنا بها دارًا وحزنًا بها وفرا
نجود بها في كل يوم كريهة ... لأعدائنا حتى يدينوا لنا قسرا
ليحمد محمود ويهلك هالك ... وفاء بعهد لا مكذّبة غدرا
هنالك ما ننفك نقتل تارة ... ونلحق أقوامًا فنأسرهم أسرًا
فقد تركت أيامنا وسيوفنا ... وأرماحًا للذاكرين لنا ذكرا
انقضت بنو صريم.
1 / 19
وولد ربيعة بن مالك بن حرب مالك بن ربيعة وعبيد بن ربيعة، فولد مالك بن ربيعة عمرو بن مالك وقلم بن مالك وكريب بن مالك والأعسر بن مالك، وأولد عبيد بن ربيعة شرحبيل بن عبيد وعبد العزيز بن عبيد، فولد عبد العزيز بن عبيد يزيد بن عبد العزيز وشداد بن عبد العزيز. وولد شرحبيل بن عبيد توبة بن شرحبيل وعبيد بن شرحبيل وهو الذي يعرف بكيسان، فولد توبة بن شرحبيل جهضم بن توبة والقاسم بن توبة ومعمر بن توبة وبشر بن توبة وعبادة بن توبة والأرقم بن توبة، وهم بالشرف مع عوق بن الجابر انقضاء نسب عبد ود بن وادعة.
وولد ناشج بن وادعة مالك بن ناشج وأنمار بن ناشج ويقال فيه نمار، والأشهر أنمار وحبيش بن ناشج وقال سليمان بن الغطريف الحنجوري: هو حشيش. وقال محمد بن أيوب المعمري: حشيش من ولد كعب بن أنمار. فولد حبيش بن ناشج عبد الله بن حبيش ومعاوية بن حبيش وعمرو بن حنيش وعريب بن حنيش وسعد بن حنيش والأفوه بن حنيش ويام بن حنيش. فولد عبد الله بن حنيش دالان بن عبد الله وعامر بن عبد الله وهم حنجور. بطن وهم الحناجر من أشد همدان بأسًا وأعظمه أمانة ويعيش بن عبد الله وسابقة الأصغر بن عبد الله بطن وقد يهم بعض النساب فيقول: دالان بن سابقة بن ناشج بن وادعة. فولد عامر وهو حنجور بن عبد الله جرير بن عامر وعمير بن عامر. وولد أنمار بن ناشج كعب بن أنمار ومالك بن أنمار وحيف بن أنمار وهو ممن شهد حرب خولان، وكان سيد وادعة يومئذ، قتل في تلك الحرب. فولد كعب بن أنمار عبيدًا ومصاصًا وصبرة وعبسة وحشيشًا ومغيرة وعمرًا ومسعودًا بطون. وأولد حيف جريرًا. وولد دالان بن عبد الله خريمًا ورؤاسًا وحجرية ومالكًا وحجريًا. فولد رؤاس عُرارًا بضم العين. فمن آل عرار عمار بن أبي سلامة بن عبد الله بن عُرار، شهد المشاهد مع علي وقتل مع ابنه الحسين ﵉. وعبد الله بن عُرار وأخوه الأصمّ فارسا همدان، وفيهما يقول فروة بن مسيك:
والله لولا معمر وسلمان ... وابنا عُرار ووفيا همدان
والجون بن كعب بن عبد الله كان فارسًا. ومنهم مالك بن حريم بن مالك بن حريم بن دالان شاعر همدان وفارسها وصاحب مغازيها وهو مفزع الخيل، وأحد وصّافي العرب للخيل، ويعد من فحول الشعراء، وله أخبار جمة ومناقب برزة، وكان يفي بعسى كما يفي بنعم. وقد تقدم خبره في هذا الكتاب، وهو القائل:
إذا سألتك نفسك أن ترانا ... بملك الجوف فاغترب النجادا
ترانا بالقرار بغير شك ... نقوّدها مسوّمة جيادا
علينا كل فضفاض دلاص ... وأسياف ورثناهن عادا
سنحمي الجوف ما دامت معين ... بأسفله مقابلة عُرادا
ونلحق من يزاحممنا عليه ... بأعراض اليمامة أو جُرادا
نبيت مع الثعالب حيث باتت ... ونجعل صمغ عرفطهن زادا
1 / 20