لا يجمعون على ذلك لاختلاف طبائعهم ، بل يختلفون فيه ، فيستحن الإنسان ما قد يستقبحه غيره ، ويستقبح ما يستحسنه سواه . ولكن الحسن ما أخبر الله عز وجل به ، واستحسنه لخلقه ، وأمرهم به ، والقبتح ما استقبحه1 ، ونهى عباده عنه . فالحن ما كان عنده عز وجل حسنا والجء ما كان لديه . سئا . (4141) هو الذي ولى جل ذكره تمييت ذلك لخلقه ، ولم يجعل إليهم تمييزه ، ولو جعل ذلك إليهم ، لما اتفقوا عليه ، ولكان الشيء الواحد لاختلاف طائعهم ، إذ كأن ذلك إليهم ، حستا ، لعينه حلالا ، قبيحا، لعينه حراما . ولكنه جل ذكره فرق بين ذلك فقال : (ولا تثتوى الحنة ولا السينة 3 2 ، فلتمييزه بين الحسنات والسيئات ، وتعبده العباد فيها بالطاعات ، جعل الثواب والعقاب ، ونصب الكتاب والحساب . ولو رخص للخلق فيما استحسنوه ، أن يأتوه لما عذبهم عليه، فيما اقترفوا من معاصيه ، باستحسانهم لياه، وإنما اعد الله عز وجل على عباده المؤمنين ، بأن حسن الاريمان عندهم ، وقبح الكفر إليهم ، الذي استحسنه غيرهم . فقال جل من قائل لهم : ([ولكن الله حبب إليكم الاريثمان وزينه في قلوبكم وكره إلييكم الكفر والفسوق والعميان أولئك مم التراشدون5 فضئلا من
Bogga 182