============================================================
المذاهب ، كأبي حنيفة ، أو مالك ، أو الشافعي ، أو أحمد ، أو غيرهم ، فلقد كان لكل صاحب مذهب قواعده التي بنى فقهه عليها، فإنا نعتقد أن أول منقام بالتأليف في هذا العلم على شكل مرتب ومنظم هو الامام الشافعي محمد بن إدريس في كتابه " الرسالة ". على الرغم من أن كثيرا من الناس قد نفسوا على الشافعي حيازته لقصب السبق في هذا المضمار ، فأخذوا ينسبون البداءة في التأليف في هذا العلم إلى غيره لقد زعم بعض الحنفية أن أول من ألف في هذا العلم هو الإمام أبو حنيفة رحمه الله ، ولنستمع إلى ما يقوله محقق أصول السرخسي أبو الوفا الأفغاني ، رئيس الجنة العلمية لاحياء المعارف النعمانية، في مقدمة الكتاب المذكور قال : "وأما أول من صنف في علم الأصول - فيما نعلم - فهو إمام الأئمة ، وسراج الأمة ، أبو حنيفة النعمان رضي الله عنه ، حيث بين طرق الاستتباط في "كتاب الرأي لهه ، وتلاه صاحباه ، القاضي الامام أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم الأنصاري، الامام الرباني محمد بن الحسن الشيباني ، رحمهما الله ، ثم الامام محمد بن إدريس الشافعى رحمه الله صنف رسالته .."(1) واددعت أيضا الشيعة الإمامية أن أول من دون علم الأصول وضبطه هو الامام محمد الباقر بن علي زين العابدين، وجاء من بعده ابنه الامام أبو عبدالله جعفر الصادق: قال آية الله السيد حسن الصدر : " أعلم أن أول من أسس أصول الفقه ، وفتح بأبه ، وفتق مسائله ، الامام أبو جعفر محمد الباقر، (2) ثم من بعده ابنه (1) مقدمة محقق أصول السرخسي : (3/1) (2) هو محمد بن علي زين العابدين بن الحين الطالبي الهاشمي القرشي، أبو جعفر الباقر خامس الأئمة الاثي عشرية عند الأمامية . كان نايكا عابدا ، له في العام وتفسير القرآن أراه وأقوال ، ولد بالملدينة المنورة سنة مبع وخسين للهجرة ، وتوفي بالحميمة - بلد من آرض الشراة من أعمال عمان في أطراف الشام كانت منزل بني العباس - سنة أربع عشرة ومائة للهجرة ، ودفن بالمدينة . أنظر الأعلام للزركلي : 153/7.
123
Bogga 123