فلهذا كان علم الحديث أولى ما بذلت في تحصيله الهمم العوالي، وأعلى ما تصرمت في طلبه الأيام والليالي، لا سيما إذا حصلت روايته بالأسانيد العالية، والطرق الشريفة السامية، حرصا على بقاء سلسلة الإسناد التي هي من خصائص هذه الأمة المحمدية إلى يوم التناد.
قال الإمام أحمد رحمه الله: ((طلب الإسناد العالي سنة)).
وقال الإمام محمد بن أسلم: قرب الإسناد قربة إلى الله تعالى.
وقال الإمام عبد الله بن المبارك: الإسناد من الدين، ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء.
وقال بعض السلف: إن السند كالسيف للمقاتل.
لا سيما وقد حكى الحافظ أبو بكر ابن خير اتفاق العلماء على أنه لا يصح لمسلم أن يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا، حتى يكون عنده ذلك القول مرويا ولو على أقل وجوه الروايات؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : ((من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار))، وفي بعض الروايات: ((من كذب علي)) مطلقا بدون تقييد.
Bogga 22