مالك وإن كان التعريف في ضروري التصريف أشد اختصارًا من "إيجاز التعريف".
والصحيح أنهما كتابان كل منهما مستقل بذاته وليس أحدهما شرحًا للآخر.
وبعد هذه الجولة في المراجع من مخطوط ومطبوع تتأكد لنا صحة نسبة هذا الكتاب لابن مالك، وأن اسمه هو "إيجاز التعريف في علم التصريف".
ثانيًا: سبب تصنيفه وزمن تأليفه:
ذكر ابن مالك في مقدمة كتابه أمرين عدهما السبب الأساسي الباعث في ثنيه عنان العناية وشحذه سنان العزم على وضع هذا الكتاب وأول هذين الأمرين أهمية موضوع الكتاب علم التصريف، وثانيهما التشرف بخدمة السلطان الملك الناصر صلاح الدين يوسف الأيوبي١ بإهدائه هذا الكتاب، وقد أهداه كتابين آخرين هما: وفاق المفهوم في اختلاف المقول والمرسوم٢ والإعلام بمثلث الكلام المنظوم٣.
أمَّا زمن تأليف الكتاب فلم أعثر على نص يحدده بدقة، ولكن يمكن تقريبه حيث إنه ألفه للسلطان الملك الناصر، وهذا الملك حكم ما بين سنتي ٦٣٤، ٦٥٩هـ.
وعلى ذلك يكون تأليف الكتاب تم في هذه الفترة لم يسبقها ولم يعقبها.
_________
١ السلطان الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن العزيز محمد الأيوبي آخر ملوكهم ولد بحلب سنة ٦٢٧هـ وتولى الخلافة بعد وفاة والده سنة ٦٣٤هـ وقد قتله هولاك سنة ٦٥٩هـ.
تنظر ترجتمه في النجوم الزاهرة ٧: ٢٠٤، والدارس في تاريخ المدارس ١: ١١٥، ٤٥٩ والروضتين لأبي شامة ١: ١٩٧ وإيضاح المكنون ٢: ٦٣٥ والأعلام ٨: ٢٤٩.
٢ ينظر وفاق المفهوم ص٤٣.
٣ عن مقدمة محقق إكمال الإعلام بتثليث الكلام ص٥٥-٥٦.
1 / 31