95

Ihtiraas

الاحتراس عن نار النبراس المجلد الأول

Noocyada

قلت: معناه أنه هل يكون بعض الأفعال الممكنة في نفسيها بحيث يحكم العقل بامتناع صدروه أو لا صدروه....... الله تعالى كرعاية ما هو أصلح لعباده، وكقبول الشفاعة وكإخراج الفاسق من النار ونحو ذلك إلى هنا كلامه، ولا يخفى ما فيه من الخبط مع الاعتراف بما ذكرناه إذ القول بأن بعض الأفعال الممكنة في ذاتها بحيث يحكم العقل بامتناع صدروه عن الله تعالى فرع حكم العقل بقبحها وهو اعتراف بثبوت ما نفوه من القبح العقلي، وإن كان جاريا على غير مراده واعتقاده، فهذا دليل على أنه لا دخل للثواب والقعاب آجلا في محل النزاع، وما غرضهم في ذلك مع أنهم يناقضونه؟

قلت: الذي يذكرون محل النزاع فريقان فريق مقلدون بأن سبقهم ناقلون لما لا يحيطون به علما وهؤلاء هم الذين كثر خبطهم وعظمت جنايتهم على الطلبة، وفريق عارفون بالمقصود عالمون بمحل النزاع لكنهم فروا عن لزوم المكابرة والعناد بنفي الحكم العقل مطلقا فأوهموا القاصرين أنهم إما ينفون ما كان الثواب والعقاب داخلين في حقيقته ومعناه، وهو يعلمون أن أعظم مواضع الخلاف، وآجلها بل جلها أفعال الباري وأحكامه تعالى وأنها بمفرد عن مدخلية الثواب والعقاب هذا ولعلنا .... إن شاء الله تعالى على ما في هذا المنقول من التلويح وتوضيح المقصود مزيد توضيح ليعلم الناظر في نفسه أنه غير صحيح إلا أن مناد بمناقضة ما نقلناه أولا عن شرح المقاصد من التعجب المذكور.

Bogga 104