أما على مذهب المسلمون فلقولهم بصلاحية قادرية الله تعالى على أن يخلقه شيخا دفعة واحدة من دون تنقل في تل الأطواق.

وأما على طريقة الفلاسفة فلقوهم بجواز الشكل الفلكي الغريب المقتضي لهذا النوع من التصرف كما مر هذا تقرير ما أوردوه في شبهتم وتمسكاتهم، وقد ذكره عنهم الرازي في المحصل، وحكى أنه وافقهم على ذلك جميع القادحين في الحسيات وهم إفلاطون، وأرسطاطاليس، وبطليموس، وجالينوس، وغيرهم، ولما وردت أمثال هذه الشبهة على علماء المسلمين والمتكلمين اختلفوا في الجواب عنها، فالأشاعرة المعتمدون من تصحيح الثقة بالشريعة والرسالة على دعوى العادة لا محالة، زعموا أنه لا منافات بين الجزم بالشيء وتجويز نقيضه، ومخالفه، كما في سائر العلوم العادية، ومنعوا المقدسة الصحيحة القائلة بامتناع اجتماع الجزم بالشيء من احتمال نقيضه كما مر.

ولعمري أنه هذا منهم عجيب:

Bogga 153