مكان فلا يدري في المكان الذي صار إليه ما حدث في المكان الذي كان فيه فأما الله العظيم الشأن الملك الديان فلا يخلو منه مكان ولا يشتغل به مكان ولا يكون إلى مكان أقرب منه إلى مكان.
وروي أن الصادق عليه السلام قال لابن أبي العوجاء إن يكن الأمر كما تقول وليس كما تقول نجونا ونجوت وإن يكن الأمر كما نقول وهو كما نقول نجونا وهلكت
وروي أيضا أن ابن أبي العوجاء سأل الصادق عليه السلام عن حدث العالم فقال ما وجدت صغيرا ولا كبيرا إلا إذا ضم إليه مثله صار أكبر وفي ذلك زوال وانتقال عن الحالة الأولى ولو كان قديما ما زال ولا حال لأن الذي يزول ويحول يجوز أن يوجد ويبطل فيكون بوجوده بعد عدمه دخول في الحدث وفي كونه في الأزل دخول في القدم ولن يجتمع صفة الحدوث والقدم في شيء واحد.
قال ابن أبي العوجاء هبك علمك في جري الحالتين والزمانين على ما ذكرت استدللت على حدوثها فلو بقيت الأشياء على صغرها من أين كان لك أن تستدل على حدوثها؟
فقال عليه السلام إنا نتكلم على هذا العالم الموضوع فلو رفعناه ووضعنا عالما آخر كان لا شيء أدل على الحدث من رفعنا إياه ووضعنا غيره لكن أجيبك من حيث قدرت أن تلزمنا فنقول إن الأشياء لو دامت على صغرها لكان في الوهم أنه متى ضم شيء منه إلى شيء منه كان أكبر وفي جواز التغير عليه خروجه من القدم كما أن في تغيره دخوله في الحدث وليس لك وراءه شيء يا عبد الكريم.
وعن يونس بن ظبيان (1) قال دخل رجل على أبي عبد الله عليه السلام قال أرأيت الله حين عبدته؟
قال ما كنت أعبد شيئا لم أره.
قال فكيف رأيته؟
قال لم تره الأبصار بمشاهدة العيان ولكن رأته القلوب بحقائق الإيمان لا يدرك بالحواس ولا يقاس بالناس معروف بغير تشبيه.
وعن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله تعالى ( لا تدركه الأبصار ) قال إحاطة الوهم ألا ترى إلى قوله ( قد جاءكم بصائر من ربكم ) ليس يعني بصر العيون ، ( فمن أبصر فلنفسه ) وليس يعني من أبصر نفسه ( ومن عمي فعليها ) ليس يعني عمى العيون إنما عنى إحاطة الوهم كما يقال فلان بصير بالشعر وفلان بصير بالفقه وفلان بصير بالدراهم وفلان بصير بالثياب الله أعظم من أن يرى بالعين
ومن سؤال الزنديق الذي سأل أبا عبد الله عليه السلام عن مسائل كثيرة أنه قال كيف يعبد الله الخلق ولم يروه؟
Bogga 336