308

بالقياس ولا يدرك بالحواس موصوف بالآيات معروف بالدلالات لا يجور في حكمه ذلك الله لا إله إلا هو.

قال فخرج الرجل وهو يقول : الله أعلم حيث يجعل رسالته.

وروى محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال : في صفة القديم إنه واحد صمد أحدي المعنى ليس بمعان كثيرة مختلفة.

قال قلت جعلت فداك إنه يزعم قوم من أهل العراق أنه يسمع بغير الذي يبصر ويبصر بغير الذي يسمع.

قال فقال كذبوا وألحدوا وشبهوا الله تعالى إنه سميع بصير يسمع بما به يبصر ويبصر بما به يسمع.

قال فقلت يزعمون أنه بصير على ما يعقله.

قال فقال تعالى الله إنما يعقل من كان بصفة المخلوق وليس الله كذلك.

وروى بعض أصحابنا أن عمرو بن عبيد دخل على الباقر عليه السلام فقال له جعلت فداك قول الله ( ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى ) ما ذلك الغضب؟

قال العذاب يا عمرو وإنما يغضب المخلوق الذي يأتيه الشيء فيستفزه ويغيره عن الحال التي هو بها إلى غيرها فمن زعم أن الله يغيره الغضب والرضا ويزول عن هذا فقد وصفه بصفة المخلوق.

وعن أبي الجارود (1) قال قال أبو جعفر عليه السلام إذا حدثتكم بشيء فاسألوني من كتاب الله ثم قال في بعض حديثه إن النبي صلى الله عليه وآله نهى عن القيل والقال وفساد المال وكثرة السؤال.

فقيل له يا ابن رسول الله أين هذا من كتاب الله عز وجل؟

قال قوله : ( لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما ) وقال : ( لا تسئلوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم ).

Bogga 322