272

البيت وشيعتكم.

قال ابن جعفر فإن الذي قلت والله حق سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله ؟

قال معاوية للحسن والحسين وابن عباس ما يقول ابن جعفر؟

قال ابن عباس ومعاوية بالمدينة أول سنة اجتمع عليه الناس بعد قتل علي عليه السلام أرسل إلى الذي سمى فأرسل إلى عمرو [ عمر ] بن أم سلمة وأسامة فشهدوا جميعا أن الذي قال ابن جعفر حق قد سمعوا من رسول الله صلى الله عليه وآله كما سمعه.

ثم أقبل معاوية إلى الحسن والحسين وابن عباس والفضل وابن أم سلمة وأسامة.

قال كلكم على ما قال ابن جعفر؟

قالوا نعم.

قال معاوية فإنكم يا بني عبد المطلب لتدعون أمرا وتحتجون بحجة قوية إن كانت حقا وإنكم لتبصرون على أمر وتسترونه والناس في غفلة وعمى ولئن كان ما تقولونه حقا لقد هلكت الأمة ورجعت عن دينها وكفرت بربها وجحدت نبيها إلا أنتم أهل البيت ومن قال بقولكم وأولئك قليل في الناس.

فأقبل ابن عباس على معاوية فقال قال الله تعالى ( وقليل من عبادي الشكور ) وقال ( وقليل ما هم ).

وما تعجب مني يا معاوية اعجب من بني إسرائيل إن السحرة قالوا لفرعون ( فاقض ما أنت قاض ) فآمنوا بموسى وصدقوه ثم سار بهم ومن اتبعهم من بني إسرائيل فأقطعهم البحر وأراهم العجائب وهم مصدقون بموسى وبالتوراة يقرون له بدينه ثم مروا بأصنام تعبد فقالوا ( يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون ) وعكفوا على العجل جميعا غير هارون فقالوا ( هذا إلهكم وإله موسى ) وقال لهم موسى بعد ذلك و ( ادخلوا الأرض المقدسة ) فكان من جوابهم ما قص الله عز وجل عليهم فقال موسى ( رب إني لا أملك إلا نفسي وأخي فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين ).

فما اتباع هذه الأمة رجالا سودوهم وأطاعوهم لهم سوابق مع رسول الله صلى الله عليه وآله ومنازل قريبة منها وأصهاره مقرين بدين محمد صلى الله عليه وآله وبالقرآن حملهم الكبر والحسد أن خالفوا إمامهم ووليهم بأعجب من قوم صاغوا ( من حليهم عجلا ) ثم عكفوا عليه يعبدونه ويسجدون له ويزعمون أنه رب العالمين واجتمعوا على ذلك كلهم غير هارون وحده وقد بقي مع صاحبنا الذي هو من نبينا بمنزلة هارون من موسى من أهل بيته ناس سلمان وأبو ذر والمقداد والزبير ثم رجع الزبير وثبت هؤلاء الثلاثة مع إمامهم حتى لقوا الله.

Bogga 286