آنفا فقلت يا جبرئيل حدثني بفضايل عمر بن الخطاب فقال لو حدثتك بفضايل عمر منذ ما لبث نوح في قومه ما أنفدت فضايل عمر وأن عمر حسنة واحدة من حسنات أبي بكر انتهى بيان المعارضة أنه إذا كان تعذر إحصاء فضايل عمر بالمثابة التي وصف أسلاف ابن حجر في هذا الحديث على لسان جبرئيل مع كون عمر حسنة واحدة من حسنات أبي بكر فإذا نظر إلى باقي الحسنات الحاصلة لأبي بكر من الذوات الداخلة تحت تربيته كعائشة وعثمان وطلحة والزبير وأبو عبيدة الجراح وخالد بن الوليد وسعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن بن عوف وعمرو بن العاص ومغيرة بن شعبة وأبي هريرة وأمثالهم ومن الأفعال الصادرة عنه كتقمصه الخلافة ثم جعلها عند وفاته لعمر ومنع ميراث أهل البيت بحديث افتراه وغصبه فدكا عن فاطمة عليها السلام ومنعه خمس آل محمد (ع) وتخلفه عن جيش أسامة إلى غير ذلك مما سيذكره المصنف في مطاعنه كان أعداد فضايله كتضعيف بيوت الشطرنج متراقيا إلى ما يقدر على عده وإحصاءه الجن والإنس كما لا يخفى وأما خامسا فلأن ما ذكره من أن المذكور في الآية وصف للخالق دون المخلوق فيه من الخلط والخبط ما لا يخفى لظهور أن المذكور فيها ليس وصفا للرب الخالق بل لكلماته وأمير المؤمنين (ع ) من جملة كلماته تعالى كما مر في تفسير قوله تعالى فتلقى آدم من ربه كلمات وأيضا قد صح أنه (ع) قال عند رفع بغاة صفين مصاحفهم على رؤس الرماح أن هذا قرآن صامت وأنا قرآن ناطق ولم ينكر منه ذلك إلى الآن فإذا كان هو القرآن وكلمة الله تعالى حقيقة أو في مرتبته صح أن يقول النبي (ص) في شأنه مثل ما قال الله تعالى في شأن ساير كلماته التامات وأما سادسا فلأن مبالغة أخرى في نفي وقوع لفظ الفضايل في كلام النبي (ص) وحكمه بكونه متولدا محدثا إنما هو شئ تولد منه إنكارا لفضايل أمير المؤمنين (ع) وإصرارا في النصب و الخروج عن ربقة الإسلام لما تلونا عليك من حديث الصواعق المشتملة على تكرار لفظة الفضايل فما بقي له إلا النصب والعناد وترشح البغض والكفر واللداد على أنا لو فرضنا عدم وقوع لفظ الفضايل في حديث آخر من كلام النبي (ص) غير ما وقع في شأن أمير المؤمنين (ع) لما صح أن يجعل أمارة على عدم تكلمه (ص) به أصلا كما زعمه الناصب لأن وجه الاقتصار على ذلك ظاهر فإنه لما لم يكن لغير علي (ع) من أصحاب النبي (ص) فضايل كثيرة يعبر عنها بصيغة الجمع لا جرم لم يقع هذا اللفظ منه (ص) إلا في مقام إظهار فضايل علي (ع) وكان أشار إلى سر ذلك أيضا صفي الدين عبد العزيز ابن السرايا الحلي (ره) في مدحته حيث قال شعر جمعت في صفاتك الأضداد فلهذا عزت لك الأنداد زاهد حاكم حليم شجاع فاتك ناسك فقير جواد شيم ما جمعن في بشر قط ولا حاز مثلهن العباد خلق يخجل النسيم من اللطف وبأس يذوب منه الجماد ظهرت منك للورى مكرمات فأقرت بفضلك الحساد أن يكذب بها عداك فقد كذب من قبل قوم لوط وعاد أنت سر النبي (ص) والصنو وابن العم والصهر المستجاد لو رأى مثلك النبي لآخاه وإلا فأخطأ الانتقاد بكم بأهل النبي ولم يلف لكم خامسا سواه يزاد كنت نفسا له وعرسك وابناك لديه والنساء والأولاد جل معناك أن يحيط به الشعر ويحصي صفاته النقاد وأما سابعا فلأن حكمه بأن أكثر ما ذكر من مناقب الخوارزمي موضوعات تحكم محض وتعصب مجرد لا يلتفت إليه لمخالفته أصول الحديث قال اليزدوي والجعفي في أصوله أن الطعن من أئمة الحديث لا يقبل مجملا لأن العدالة ظاهرة في المسلمين خصوصا في القرون الأول الأولى فلو وجب الرد بمطلق الطعن من أبطلت السنن ألا يرى أن الشهادة أضيق من هذا ولا يقبل فيها الجرح المطلق فهذا أولى وذكر في كشف الأسرار شرح أصول اليزدوي وأما الطعن من أئمة الحديث بقولهم غير ثابت أو منكر أو فلان متروك الحديث أو ذاهب الحديث أو مجروح أو لين لا يقبل من غير ذكر سبب الطعن انتهى وذكر في المستوفى شرح اليزدوي وأما الطعن من أئمة الحديث فلا يقبل مجملا وذاك أن يقول أنه ضعيف أو فاسق أو غير مقبول الرواية انتهى أقول فإذا كان طعن أئمة الحديث لا يقبل مجملا كما عرفت من كلام أئمة الحنفية فكيف يقبل الطعن الإجمالي من هذا الناصب المطعون الذي لم ير كتب الأحاديث إلا عند ارتكابه لهذا التأليف الذي يشهد عليه بالجهل والتعنيف والله يحق الحق ويبطل الباطل ببينات آياته وأما ثامنا فلأن حكمه بوضع ما رواه الخوارزمي عن ابن مسعود إنما هو لبعده عن فهم الموضوعات اللغوية لا كل من له أدنى مناسبة بتتبع أساليب الكلام ودلالتها على المقصود والمرام يعلم أن المراد بمثل هذا الكلام لو أطاعني العبد فيما عدا حكمي بطاعته علي كان مستحقا للنار بسبب الاخلال بطاعة هذا الحكم الواحد ويؤيد إرادة ما ذكرناه ما روي عن ابن عباس (رض) في جملة حديث إلى أن قال فقلت يا رسول الله (ص) أوصيني فقال عليك بمودة علي بن أبي طالب (ع) والذي بعثني بالحق نبيا لا يقبل الله من عبد حسنة حتى يسأله عن حب علي بن أبي طالب (ع) وهو تعالى أعلم فإن جاء بولايته قبل عمله على ما كان منه وإن لم يأت بولايته لم يسئله عن شئ ثم أمر به إلى النار والأحاديث في هذا المعنى كثيرة ولا استبعاد فيه ومن المعلوم أن الشهادتين بمجردها غير كافيتين إلا مع الالتزام بجميع ما جاء به النبي (ص) من أحوال المعاد والإمامة كما يدل عليه ما اشتهر من قوله (ص) من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية ولا شك أن المنكر بشئ من ذلك ليس بمؤمن ولا مسلم فإن الغلاة والخوارج وإن كانا من فرق المسلمين نظرا إلى الاقرار بالشهادتين فهما من قبل الكافرين نظرا إلى جحودهما ما علم من الدين وليكن منه بل من أعظم أصوله إمامة أمير المؤمنين (ع) وقد أشار الخليفة الناصر العباسي إلى معنى الحديث المذكور بقوله شعر قسما ببكة والحطيم وزمزم والراقصات وسعيهن إلى منى بغض الوصي علامة مكتوبة كتبت على جبهات أولاد الزنا من لم يوالي في البرية حيدرا سيان عند الله صلى أو زنى وقال (ره) في جملة أبيات كثيرة لو أن عبد أتى بالصالحات غدا وودد كل نبي مرسل وولى وعاش ما عاش آلافا مؤلفة خلوا من الذنوب معصوما من الزلل وقام ما قام قواما بلا كسل وصام ما صام صوما بلا ملل وطار في الجو لا يأوي إلى خلل وغاص في البحر لا يخشى من البلل فليس في الحشر يوم البعث ينفعه إلا بحب أمير المؤمنين علي ولا يخفى أن قوله حجة لازمة عند من يعتقد فرض طاعته وقال القاضي نظام الدين الإصفهاني من معاصري هولاكو خان في قصيدته المشهورة لله دركم يا آل ياسينا
Bogga 197