تعالى والمؤمنون إلا أبا بكر وفي الصحاح عن جبير بن مطعم قال أتت النبي (ص) امرأة فكلمته في شئ فأمرها أن ترجع إليه قالت يا رسول الله (ص) أرأيت إن جئت ولم أجدك كأنها تريد الموت قال إن لم تجديني فأتي أبا بكر والأخبار الدالة على الإشارة بخلافته كثيرة وهي تعارض الأخبار الدالة على خلافة علي (ع) والإجماع فضل زايد ودليل تام على صحة خلافته ثم أن الرجل السوء يذكر لمثل هذا الرجل المطاعن لعن الله كل مخالف طاعن وكنت حين بلغت باب المطاعن أردت أن أطوي عنه كشحا ولا أذكر منها شيئا لأنها يؤلم خاطر المؤمن ويفرح بها المنافق الفاسد للدين لأن من المعلوم أن الدين قام في خلافة هؤلاء الخلفاء الراشدين ولما سمع المنافق أن هؤلاء مطعونون فرح بأن الدين المحمدي لا اعتداد به لأن هؤلاء المطعونين حاشاهم كانوا مؤسسي هذا الدين وهذا ثلمة عظيمة في الإسلام وتقوية كاملة للكفر أقدم به الروافض لا أفلحوا ولكن رأيت أني أترك هذا الباب ولم أجاوبه فيظن الناس أن ما أورده من الأباطيل كان كلاما متينا ونقلا صحيحا لا يقدر على مجاوبته فعزمت أن أجري على وفق ما جريت في هذا الكتاب من ذكر كلامه والرد عليه والله الموفق وأقول فيه نظر من وجوه أما أولا فلأن ما ذكره المصنف من رواية الحوض قد رواها الخوارزمي وهو من حفاظ أهل السنة كما مر بيانه ورواه ابن حجر في صواعقه عن أحمد قال قال النبي (ص) أعطيت في علي خمسا هن أحب إلي من الدنيا وما فيها وأما واحدة فهو بين يدي الله حتى يفرغ من الحساب وأما الثانية فلواء الحمد بيده آدم ومن ولده تحته وأما الثالثة فواقف على حوضي يسقي من عرف من أمتي الحديث انتهى وإنما لم يذكر الاثنين الآخرين لما فيهما من التعرض بخلفائه الثلاثة فظهر أن ما ذكره المصنف ليس من مخترعات الشيعة كما ظنه الناصب وأيضا قد ساعد على ذلك من مشاهير أهل السنة عمر بن محمد بن الخضر الملا مؤلف كتاب وسيلة المتعبدين إلى متابعة سيد المرسلين في سير النبي (ص) في المجلد الخامس في فضل الصحابة حيث روى في جملة حديث خاطب النبي (ص) به عليا (ع) أنه قال له النبي (ص) وأنك على الحوض خليفتي وممن ساعد أيضا على صحته ابن المغازلي الشافعي في المناقب يرفعه بسنده إلى مجاهد قال قال رسول الله (ص) علي يوم القيامة على الحوض لا يدخل الجنة إلا من جاء بجواز من علي ابن أبي طالب (ع) على أن إمام هذا الشقي وشافعيه قد اعترف بذلك في شأن علي (ع) في شعره المشهور رباعية رب هب لي من المعيشة سوء لي واعف عني بحق آل رسول واسقني شربة بكف علي سيد الأولياء زوج بتول وقال العلامة الدواني في مدحه (ع) رباعية؟؟؟
لا يظمأ أصلا أبدا شاربها؟؟؟ وقال المولوي المعنوي قدس سره؟؟؟ وأما ثانيا فلأن ما ارتكبه متأخروا أهل السنة من اشتراط الشرايط إنما كان بعد فساد الهوى واشتداد الوباء بتدوين متقدميهم مثالب الثلاثة في الكتب والأوراق ونشرها في الآفاق فلا يعالج بذلك وإن ساعدهم طبيب أو راق وإنما ألجأهم إلى أحداث تلك الشروط الفاسدة ضيق الخناق وإخراج الشنيعة بالإرعاد والأبواق رقادهم عن الأحداق وما أشبه حالهم في ذلك بحال المريض الذي قد مسه الضر والسقم والنقم طاقته النقم فيضع رأسه في كل لحظة إلى موضع سواء ويزعم أن ما تحت رأسه خال عن الاستواء فإن أصل مطلب ذو الثلاثة أجوف معتل وهم يزعمون أن الحديث ضعيف مختل والحاصل أن تدوين أهل السنة للأحاديث الضعيفة وتأليف الكتب المشتملة عليها في فضايل أهل البيت والصحابة المستحقين للتعظيم كما في فضايل سور القرآن الكريم له وجه لا يخفى على الطبع السليم وكذا تدوين الأحاديث الضعيفة المتعلقة بالأعمال فإن له فايدة هي ترجيح بعض الأحاديث الصحيحة المعارضة بمثله بما يعاضده من الأحاديث الضعيفة وأيضا يجوز العمل عند الأكثرين في الأعمال بالحديث الضعيف إذا خلا عن معارض وأما تدوينهم قرنا بعد قرن أحاديث مثالب الصحابة فلا وجه له سوى عملهم بصحتها المانع لهم عن طرحها أو خروجهم عن دايرة الإسلام كما صرح به المولى العارف قطب الدين الشيرازي الشافعي في مكاتيبه المشهورة حيث قال حكم شيعي وخارجي كه شبهة براو مستولى شره يابه تشبيه در عقايد كه أو را آماده ست داده صحابه رانا بايست كو؟؟؟ وأما ثالثا فلأن ما نسبه إلى الصحابة من الجمع بين ما رووه في فضايل الثلاثة لم يتفق عليه فرقة الشيعة ومع هذا قد عورض ما رواه أهل السنة من أحاديث فضايلهم بما رووهم أيضا من أحاديث مثالبهم و مطاعنهم بالحق المطابق للأصول أن يقال بتعارض أحاديث المناقب والمثالب ومن البين أن التعارض يوجب التساقط فيبقى أحاديث مناقب علي (ع) سالمة عن المعارض كما أراد الله ورسوله وبهذا اندفع أيضا تشنيع الناصب على الشيعة بأنهم يسكتون عما روى في فضايل الخلفاء ووجه الدفع أن الحديث الذي ليس بمتفق عليه بين الفريقين وأيضا لما عارض ما نقله الشيعي عن أهل السنة من أحاديث مثالب الصحابة أحاديث مناقبهم وحصل التساقط كما ذكرنا كان ذكر تلك الناقب لغوا عبثا وجب السكوت عنها كما لا يخفى وأما رابعا فلأنا نقول في دفع ما ذكره بقوله فجوابه أن نقول أيها الجاهل أيها الشقي الغبي الرجس المارد الغوي قد نقلتم في شأن خلفاءكم الذين تقدمونهم على أهل البيت (ع) مثالب لا يحصى ومطاعن لا يستقصى كما سيجئ نبذ منها في كلام المصنف فأي استبعاد من نقلكم مثالب أهل البيت لو وجدتم إليه سبيلا وإن كان أضعف قيلا وأهون دليلا وأما خامسا فلأن ما أجابه بقوله أنهم أي أهل السنة لم يرووا ممن يقلدونه رذيلة أصلا إلى آخره فمدفوع بأن الموعد قريب وسيظهر للمناظر في باب المطاعن أن أينا مفتر كذاب وأينا مصيب وله من الصدق نصيب وقد ناقض الناصب نفسه بعيد ذلك بسطر واحد حيث قال أن المصنف لا يروي شيئا يعتد به إلا من صحاحنا ولنعم ما قيل أن الكذوب لا حافظة له
Bogga 212