Ihkam Fi Usul Ahkam
الإحكام لابن حزم - دار الحديث
Baare
الشيخ أحمد محمد شاكر
Daabacaha
دار الآفاق الجديدة
Goobta Daabacaadda
بيروت
Noocyada
Usulul Fiqh
أن يأتي وقت وجوب عملها فلما أتى وقت وجوبها بينها له ﵇ فبينها ﵇ بفعله غير مؤخر لها ومن ادعى أنه ﵇ كان عنده بيان المناسك وكتمها عن أصحابه ومنعهم الأجر بالعلم بها وبالإقرار بجملتها فقد افترى وكذب نبيه ﷺ إذ يقول إن حقا على كل نبي أن يدل أمته على أحسن ما يعلمه لهم ومن قال بهذا فقد أكذب ربه تعالى إذ يقول ﷿ واصفا لنبيه ﷺ ﴿لقد جآءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بلمؤمنين رءوف رحيم﴾ وإذا كتمهم ما يستعجلون الأجر بالإقرار به ويزدادون علما بفهمه فقد خالف الصفة التي ذكرها الله تعالى ومن قال ذلك فقد فارق الإسلام
فإن قال قائل فأنت تصف الآن محمدا ﷺ بأنه يريد أن يزداد أهل الأرض خيرا وهذا خلاف قولك إن الله ﷿ لم يرد هذا بكل الناس فقد وصفت محمدا ﷺ بأفضل مما وصفت به الله ﷿ وبأنه أرأف بنا من الله تعالى قال علي فنقول وبالله التوفيق هذه شغبية ضعيفة وإنما يماثل بين الشيئين أو يفاضل بينهما إذا كانا واقعين تحت نوع واحد أو تحت جنس واحد وليس صفتنا لله تعالى من نوع صفتنا للمخلوقين ورحمة محمد ﷺ بالناس هي من جنس تراحمنا بعضنا لبعض إلا أنها أعلى من كل رحمة لإنسي وأكمل وأتم وأدوم وليس الله تعالى واقعا معنا تحت نوع البشرية كوقوع محمد ﷺ معنا تحتها وإن كان أفضل من كل من دونه ولا يثنى على الله ﷿ بما يثني به على خلقه ألا ترى أننا نصف الله ﷿ مثنين عليه بأنه جبار متكبر وهذا في كل مخلوق دونه تعالى ذم شديد واستنقاص عظيم ونصفه تعالى بأنه ذو غضب شديد أنه يفعل
1 / 90