Ighwa Tavernake
إغواء تافرنيك
Noocyada
سأل تافرنيك: «وأنت؟ هل أنت ذاهب أيضا؟»
هز بريتشارد رأسه. «لو أن هؤلاء الحمقى فقط يصدقون أنني لست هنا من أجلهم على الإطلاق. لقد جئت في مهمة خاصة هذه المرة، كما تعرف. لدي كلمة تحذير لك، يا سيد تافرنيك. أعتقد أنك لن ترغب في سماعها، لكن عليك ذلك.»
توقف تافرنيك فجأة.
وقال بغضب: «لا أريد تحذيراتك! ولا أريدك أن تتدخل في شئوني!»
ابتسم المحقق بهدوء. ثم فجأة ظهر تعبير جديد فزم شفتيه.
وصاح: «لا تهتم بهذا الآن! انظر هنا، خذ صافرة الشرطة هذه من يدي اليسرى بسرعة، وانفخ فيها بكل ما أوتيت من قوة!»
كان من سمات تافرنيك أنه كان مستعدا للطاعة دون تردد ولو لحظة. ومع ذلك، لم تواته الفرصة. والأحداث التي أعقبت ذلك جاءت ومرت كخاطرة. ضرب على معصمه الأيسر وسقطت الصافرة في الطريق. وظهر شخص فجأة وكأنه ظهر من العدم، ولف ذراعه الطويلة حول عنق بريتشارد، ثانيا إياه للخلف؛ وكان هناك شيء من الفولاذ يومض على بعد بوصات قليلة من عنقه. ثم رأى تافرنيك شيئا رائعا. بدا بريتشارد فجأة كأنه يرفع جسم مهاجمه في الهواء بلفة من معصمه. التقط تافرنيك انطباعا سريعا عن وجه رجل أبيض، وكانت رأسه تشير للشارع، وساقاه ترتعشان بشكل متشنج. بدا أن بريتشارد ألقى به رأسا على عقب، بينما طار السكين إلى الشارع دون أن يؤذي أحدا. استلقى الرجل متكوما وهو يئن أمام باب أحد المنازل. وقفز بريتشارد وراءه. فتح الباب بحذر وزحف الرجل عبره، ثم تبعه بريتشارد، ثم أوصد الباب وطرقه تافرنيك دون جدوى.
لعدة ثوان - بدت لتافرنيك أطول من ذلك بكثير - وقف تافرنيك يحدق في الباب، ويلتقط أنفاسه بصعوبة، وهو عاجز تماما عن تجميع أفكاره. لقد حدث كل شيء بسرعة مذهلة! لم يستطع أن يدرك ما حدث، ولا أن يصدق أن بريتشارد الذي كان معه قبل بضع ثوان فقط، وأدى تلك الحيلة البارعة للجوجوتسو دفاعا عن حياته، قد تبع مهاجمه المجهول إلى ذلك المنزل المظلم الغامض، الذي لا تصدر أي نافذة من نوافذه بصيص ضوء واحدا. لقد عاش تافرنيك حياة هادئة. لم يكن يعرف شيئا عن المشاعر التي تولد القتل والرغبة في القتل. وكان مذهولا من مفاجأة كل ما حدث. كيف يمكن أن يحدث شيء من هذا القبيل في وسط لندن، في شارع خال للحظات فقط، وفي نهايته الأخرى، كانت توجد بالفعل علامات كثيرة على الحياة! ثم جعلته فكرة ذلك السكين يرتجف - فولاذ لامع أزرق يقطع الهواء مثل حبل السوط. تذكر النظرة في وجه المهاجم ... كم كانت رهيبة! كانت نموذجا للانفعالات التي بدت وكأنها تكشف له في تلك اللحظة عن وجود عالم آخر غير معروف، لم يقرأ عنه ولم يحلم به.
جاء صوت الخطوات بمثابة ارتياح كبير. قدم رجل من زاوية الشارع، يدخن سيجارة ويدندن بهدوء مع نفسه. بدا أن وجود إنسان آخر قد أعاد تافرنيك فجأة إلى الأرض. تحرك نحو الرصيف وخاطب الوافد الجديد.
سأل بسرعة: «هل يمكن أن تخبرني كيف أدخل ذلك المنزل؟»
Bog aan la aqoon